تاريخ طويل من الاحتجاجات للرياضيين على السياسة، تعرفه مجلدات الأرشيف الرياضية، خصوصا في الولايات المتحدة الأميركية التي تشهد في الوقت الراهن أزمة بين الرياضيين وبين الرئيس الأميركي دونالد ترامب امتدت لتصل لأكثر من نجم رياضي يشعر بالاضطهاد والتمييز العنصري، ولم يكن الأمر محض صدفة أو فكرة مبتكرة على الاطلاق بل هناك تاريخ لتلك الاحتجاجات لكن النتيجة واحدة؛ بقيت الأمور على حالها تختفي فجأة ثم تعاود الظهور.
ورغم أن الحادثة التي أشعلها كيبرنيك امتدت من كرة القدم الأميركية لتصل إلى نجوم في رياضات أخرى، على غرار نجمي كرة السلة ستيفن كوري وليبرون جيميس، لكنها لم تكن الأولى من نوعها في تاريخ الرياضة الأميركية وفي التقرير التالي نستعرض بعضاً من تلك الاحتجاجات الرياضية على القرارات السياسية في ما يتعلق بمسألة النشيد.
"القبضة السوداء"
شكلت اللقطة التاريخية التي كان بطلها العداء الأميركي تومي سميث بعد سباق 200 متر في أولمبياد عام 1968 في مكسيكو سيتي حينها حدثاً لا ينسى وأصبحت واحداً من أشهر الاحتجاجات السياسية في تاريخ الرياضة، حينما سجل سميث إنجازاً لافتاً كانت حصيلته رقماً عالمياً جديداً، لكن خلال مراسم التتويج وقف تومي سميث ومواطنه جون كارلوس وفعلا ما لم يكن متوقعا.
أظهر سميث وكارلوس تضامنهما برفع "القبضة السوداء" موجهين رسالة ضد التمييز العنصري في العالم، خصوصا في الولايات المتحدة، فرفعا قبضتيهما "المغلفتين" بقفازين أسودين، وكان الرد طردها من القرية الأولمبية، وحظيا باستقبال "غير مناسب" في لوس أنجليس، وأمضى كارلوس بعدها ستة أعوام يعاني من البطالة.
ويعترف سميث متذكراً الحادثة أن خمسة عدائين سود كانوا عند خط الانطلاق في السباق النهائي من أصل سبعة متأهلين. وكان نهائي 100 متر أسود بكامله، وقال بحسب (فرانس برس) "أردت منذ البداية أن أكون سفيراً للسود من خلال الانتصارات وليس عبر تحقيق الأرقام القياسية. ووجدت في الانتصارات باباً يسهل الاعتراف الاجتماعي بهذه الطبقة ونيل حقوقها. رفضت دائما مقولة إنه يتوجب على السود أن ينفذوا ما يطلب منهم من دون تردد، أو تفكير. برهنا في مكسيكو أننا نملك الدماغ، نقرر ونفكر ونأخذ المبادرة. أنا فخور بهذه الألعاب، إذ أظهرت من خلالها أنني بادرت من دون أن يطلب أحد مني ذلك".
قبعات سوداء
ومن الواضح أن تلك العقوبات التي تلقاها العداءون خففت من سلوك الرياضيين الأميركيين ذوي البشرة السوداء فيما بعد، والذين أرادوا تسجيل موقف، ففي سباق 400 متر، اكتفى لي ايفانز ولاري جيمس ورون فريمان بارتداء "القبعات السوداء" فحسب، لكنهم لم يختاروا بأي حال من الأحوال طريقة تسبب غضباً رسمياً، وفقاً لما نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية.
وعلى نفس الشاكلة تقريبا لن ينسى المتابعون الحادثة التي وقعت في أولمبياد برلين عام 1936 حينما قهر العداء الأسمر جيسي أوينز أسطورة الزعيم النازي أدولف هتلر الذي كان ينادي بتفوق الجنس الآري الأبيض على بقية البشر، فكانت الفرصة سانحة للرد عليه في عقر داره حينما رفع يده بعد الفوز على المنصة وتحت عيون هتلر خلال تسلمه إحدى ميدالياته وقدم التحية رفضاً لهذا التمييز، وظلت صورته تلك محفورة حتى يومنا هذا بأنه الرياضي الذي قهر هتلر والعنصرية.
رسائل بطرق أخرى
ويشهد تاريخ الرياضة في أميركا أيضاً على كثير من الحالات المشابهة، ففي عام 1972، وذلك في ميونخ الألمانية، وبعد أربع سنوات من الجدل الذي حدث عام 1968، خشي المسؤولون من تكرار التصرف الذي حدث في "مكسيكو سيتي". ومنع الأميركيان فينس ماثيوز وواين كوليت من دورة الألعاب الأولمبية بعدما قررا الوقوف "بشكل عرضي غير مستقبلين العلم الأميركي وأيديهم على ركبهم وستراتهم مفتوحة"، وفقا لما ذكرت صحيفة "التايمز" على منصة تتويج الفائزين بسباق 400 متر للذكور، ثم قام ماتيوس عندما انتهى النشيد بتدوير ميداليته وقام كوليت بتوجيه تحية لذوي البشرة السوداء، وقد حظرت اللجنة الأولمبية الدولية العدائين عن المنافات الأولمبية، وهو إجراء وصفته صحيفة التايمز بأنه "قرار استبدادي" باعتبارهما "أظهرا إصراراً في التدريب حتى التتويج بالميداليات ولم يفتقرا إلى الأخلاق الأولمبية".
ورغم أن الحادثة التي أشعلها كيبرنيك امتدت من كرة القدم الأميركية لتصل إلى نجوم في رياضات أخرى، على غرار نجمي كرة السلة ستيفن كوري وليبرون جيميس، لكنها لم تكن الأولى من نوعها في تاريخ الرياضة الأميركية وفي التقرير التالي نستعرض بعضاً من تلك الاحتجاجات الرياضية على القرارات السياسية في ما يتعلق بمسألة النشيد.
"القبضة السوداء"
شكلت اللقطة التاريخية التي كان بطلها العداء الأميركي تومي سميث بعد سباق 200 متر في أولمبياد عام 1968 في مكسيكو سيتي حينها حدثاً لا ينسى وأصبحت واحداً من أشهر الاحتجاجات السياسية في تاريخ الرياضة، حينما سجل سميث إنجازاً لافتاً كانت حصيلته رقماً عالمياً جديداً، لكن خلال مراسم التتويج وقف تومي سميث ومواطنه جون كارلوس وفعلا ما لم يكن متوقعا.
أظهر سميث وكارلوس تضامنهما برفع "القبضة السوداء" موجهين رسالة ضد التمييز العنصري في العالم، خصوصا في الولايات المتحدة، فرفعا قبضتيهما "المغلفتين" بقفازين أسودين، وكان الرد طردها من القرية الأولمبية، وحظيا باستقبال "غير مناسب" في لوس أنجليس، وأمضى كارلوس بعدها ستة أعوام يعاني من البطالة.
ويعترف سميث متذكراً الحادثة أن خمسة عدائين سود كانوا عند خط الانطلاق في السباق النهائي من أصل سبعة متأهلين. وكان نهائي 100 متر أسود بكامله، وقال بحسب (فرانس برس) "أردت منذ البداية أن أكون سفيراً للسود من خلال الانتصارات وليس عبر تحقيق الأرقام القياسية. ووجدت في الانتصارات باباً يسهل الاعتراف الاجتماعي بهذه الطبقة ونيل حقوقها. رفضت دائما مقولة إنه يتوجب على السود أن ينفذوا ما يطلب منهم من دون تردد، أو تفكير. برهنا في مكسيكو أننا نملك الدماغ، نقرر ونفكر ونأخذ المبادرة. أنا فخور بهذه الألعاب، إذ أظهرت من خلالها أنني بادرت من دون أن يطلب أحد مني ذلك".
قبعات سوداء
ومن الواضح أن تلك العقوبات التي تلقاها العداءون خففت من سلوك الرياضيين الأميركيين ذوي البشرة السوداء فيما بعد، والذين أرادوا تسجيل موقف، ففي سباق 400 متر، اكتفى لي ايفانز ولاري جيمس ورون فريمان بارتداء "القبعات السوداء" فحسب، لكنهم لم يختاروا بأي حال من الأحوال طريقة تسبب غضباً رسمياً، وفقاً لما نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية.
وعلى نفس الشاكلة تقريبا لن ينسى المتابعون الحادثة التي وقعت في أولمبياد برلين عام 1936 حينما قهر العداء الأسمر جيسي أوينز أسطورة الزعيم النازي أدولف هتلر الذي كان ينادي بتفوق الجنس الآري الأبيض على بقية البشر، فكانت الفرصة سانحة للرد عليه في عقر داره حينما رفع يده بعد الفوز على المنصة وتحت عيون هتلر خلال تسلمه إحدى ميدالياته وقدم التحية رفضاً لهذا التمييز، وظلت صورته تلك محفورة حتى يومنا هذا بأنه الرياضي الذي قهر هتلر والعنصرية.
رسائل بطرق أخرى
ويشهد تاريخ الرياضة في أميركا أيضاً على كثير من الحالات المشابهة، ففي عام 1972، وذلك في ميونخ الألمانية، وبعد أربع سنوات من الجدل الذي حدث عام 1968، خشي المسؤولون من تكرار التصرف الذي حدث في "مكسيكو سيتي". ومنع الأميركيان فينس ماثيوز وواين كوليت من دورة الألعاب الأولمبية بعدما قررا الوقوف "بشكل عرضي غير مستقبلين العلم الأميركي وأيديهم على ركبهم وستراتهم مفتوحة"، وفقا لما ذكرت صحيفة "التايمز" على منصة تتويج الفائزين بسباق 400 متر للذكور، ثم قام ماتيوس عندما انتهى النشيد بتدوير ميداليته وقام كوليت بتوجيه تحية لذوي البشرة السوداء، وقد حظرت اللجنة الأولمبية الدولية العدائين عن المنافات الأولمبية، وهو إجراء وصفته صحيفة التايمز بأنه "قرار استبدادي" باعتبارهما "أظهرا إصراراً في التدريب حتى التتويج بالميداليات ولم يفتقرا إلى الأخلاق الأولمبية".
عبد الرؤوف والنشيد
قبل 20 عاماً، تحديداً في شهر آذار/ مارس من عام 1996، احتج لاعب كرة السلة الأميركي المسلم "محمود عبد الرؤوف"، ورفض الوقوف للاستماع إلى نشيد بلاده قبل انطلاق مباراة فريقه دنفر ناغتس ضد بولز، وذلك إيماناً منه بأن تعاليم الدين الإسلامي تمنعه من الوقوف أثناء النشيد، وحينها أثار اللاعب الذي اعتنق الإسلام عام 1991، ويعد أشهر لاعبي كرة السلة الأميركية، جدلاً في الوسط الرياضي الأميركي، ليتعرض لاعب دنفر ناغتس للعقوبة والغرامة من قبل الرابطة الوطنية لكرة السلة، لرفضه الوقوف أثناء النشيد. وقال عبد الرؤوف إن المشكلة الحقيقية أنه كان يعتبر العلم "رمزاً للقمع"، وإن التعاليم الإسلامية تتطلب ألا يقف للنشيد".
(العربي الجديد)