لم تعد الأجواء في نادي ريال مدريد تبشر بالخير، إذ دخل الفريق مرحلة عدم يقين، قد تدوم أسابيع متواصلة، في ظل بقاء الأمور على حالها، وعدم وجود أي نية للتغير، سواء من المدرب الفرنسي زين الدين زيدان أو إدارة الفريق، وعلى رأسها الرئيس فلورونتينو بيرز.
زيدان الذي كان لوقت غير بعيد، يعتبره الجميع في مدريد، ملكا فوق العادة، ولا يمكن لأي فرد في النادي إلا الإسهاب في مديح اللاعب السابق للملكي، والحديث عن الألقاب الثمانية التي أحرزها في وقت وجيز، لكنّ الأمور تغيرت بين عشيّة وضحاها، وبات الملك قاب قوسين أو أدنى أن يصبح متشردا في أسوار قلعة "الميرنغي".
الغريب في الأمر، أن سلاح زيدان الذي قاده إلى منصات التتويج الموسم الماضي، أصبح اليوم هو السلاح الذي يهدد وجوده مع الفريق. اتّسم الفرنسي الموسم الفائت بمرونة تكتيكية، مكنته من قلب موازين القوى لمصلحته، نفس الأمر بنظام المداورة، الذي جعل الجميع ينبهر بوجود فريقين في الريال، يتنافسان على رضا الجمهور، الأمر ذاته بخصوص رونالدو، الذي وافق على أن يكون احتياطيا في الدوري وبطلا في المنافسة الأوروبية، غير أن المدرب أبان هذا الموسم، على عناد غير مسبوق، فقد أصبح ريال مدريد كتاباً مقروءاً، معلومة تفاصيله للجميع، الخطة ذاتها، العناصر أنفسهم، حتى المستوى البدني يطرح ألف علامة استفهام، في ظل كثرة الإصابات، وحتى العطاء البدني خلال اللقاءات.
عناد زيدان لم يقتصر على الجانب التكتيكي، ورفضه تغيير خطة الألماسة والتركيز على العرضيات، بل تجاوز ذلك إلى الدفاع المستميت عن مواطنه كريم بنزيمة، الذي لم يعد بنفس العطاء، خاصة في ظل تراجع مستوى رونالدو هو الآخر، وأيضا رفضه دخول سوق التحويلات لجلب أسماء ثقيلة، والاكتفاء بالبحث عن العصافير النادرة، والتي ليس بمقدورها بعد أن ترمم عش الريال الذي يتهاوى من يوم لآخر.
حالة زيدان مع الريال، تذكر الجميع بالنجاح الباهر الذي حققه المدرب الفرنسي أرسين فينغر مع فريق أرسنال، قبل أن يدخل في دوامة من العناد والتعنت، ويدخل معها "المدفعجية"، في سباق سنوي على المركز الرابع، والحضور في الدور الثاني لرابطة الأبطال، كخصم سهل لفريق بايرن ميونخ، الأمر ذاته عانى منه المنتخب الجزائري مع الفرنسي الآخر كريستيان غوركيف، الذي رفض تغيير خطته وفكره، رغم كل ما قيل وقتها، ليصبح العناد سمة المدربين الفرنسيين.
مشكلة الريال لا تنحصر فقط في عناد زيدان، بل حتى دلال رونالدو لم يعد يليق به، وهو اللاعب الذي كان يعتبر مثالا للتحدي في كل مرة يوصف فيها بـ"المنتهي"، ولكن يبدو أن رونالدو لم يعد الدجاجة التي تبيض ذهبا للفريق، ويبدو أنه بات عاجزاً عن تقديم أكثر مما قدمه في السنوات الأخيرة، إلا أنه ما يزال ينفش ريشه، ويفاوض الإدارة على راتب خيالي.
المعلوم أن نادياً مثل الريال، لن تتوقف عجلة زمنه عند لاعب مهما كان اسمه أو مكانته، فقد رحل نجوم قبل الدون، راوول وكاسياس، رغم أنهما من أبناء الفريق، وكل نجوم "الغلاكتيكوس"، من دون نسيان أوزيل ودي ماريا وحتى إيغوايين، فالجميع في مدريد يعرف أن الأندية الكبيرة، لا تتعامل بالعاطفة.
وفي كل هذا وذاك، يبقى الأمر المحير، صمت فلورنتينو بيريز، والذي ظل لسنوات عديدة، ملك المضاربات في سوق التحويلات، وصاحب الأرقام الفلكية، لذلك الجميع في أوروبا يرتقب، ما الذي يفكر فيه الإسباني، والذي قد ينتظر انتهاء المونديال لخطف لوف من ألمانيا، ثم الدخول بقوة من أجل حسم صفقات فلكية، تعيد زمن "الغلاكتيكوس" من جديد.
اقــرأ أيضاً
اقــرأ أيضاً
زيدان الذي كان لوقت غير بعيد، يعتبره الجميع في مدريد، ملكا فوق العادة، ولا يمكن لأي فرد في النادي إلا الإسهاب في مديح اللاعب السابق للملكي، والحديث عن الألقاب الثمانية التي أحرزها في وقت وجيز، لكنّ الأمور تغيرت بين عشيّة وضحاها، وبات الملك قاب قوسين أو أدنى أن يصبح متشردا في أسوار قلعة "الميرنغي".
الغريب في الأمر، أن سلاح زيدان الذي قاده إلى منصات التتويج الموسم الماضي، أصبح اليوم هو السلاح الذي يهدد وجوده مع الفريق. اتّسم الفرنسي الموسم الفائت بمرونة تكتيكية، مكنته من قلب موازين القوى لمصلحته، نفس الأمر بنظام المداورة، الذي جعل الجميع ينبهر بوجود فريقين في الريال، يتنافسان على رضا الجمهور، الأمر ذاته بخصوص رونالدو، الذي وافق على أن يكون احتياطيا في الدوري وبطلا في المنافسة الأوروبية، غير أن المدرب أبان هذا الموسم، على عناد غير مسبوق، فقد أصبح ريال مدريد كتاباً مقروءاً، معلومة تفاصيله للجميع، الخطة ذاتها، العناصر أنفسهم، حتى المستوى البدني يطرح ألف علامة استفهام، في ظل كثرة الإصابات، وحتى العطاء البدني خلال اللقاءات.
عناد زيدان لم يقتصر على الجانب التكتيكي، ورفضه تغيير خطة الألماسة والتركيز على العرضيات، بل تجاوز ذلك إلى الدفاع المستميت عن مواطنه كريم بنزيمة، الذي لم يعد بنفس العطاء، خاصة في ظل تراجع مستوى رونالدو هو الآخر، وأيضا رفضه دخول سوق التحويلات لجلب أسماء ثقيلة، والاكتفاء بالبحث عن العصافير النادرة، والتي ليس بمقدورها بعد أن ترمم عش الريال الذي يتهاوى من يوم لآخر.
حالة زيدان مع الريال، تذكر الجميع بالنجاح الباهر الذي حققه المدرب الفرنسي أرسين فينغر مع فريق أرسنال، قبل أن يدخل في دوامة من العناد والتعنت، ويدخل معها "المدفعجية"، في سباق سنوي على المركز الرابع، والحضور في الدور الثاني لرابطة الأبطال، كخصم سهل لفريق بايرن ميونخ، الأمر ذاته عانى منه المنتخب الجزائري مع الفرنسي الآخر كريستيان غوركيف، الذي رفض تغيير خطته وفكره، رغم كل ما قيل وقتها، ليصبح العناد سمة المدربين الفرنسيين.
مشكلة الريال لا تنحصر فقط في عناد زيدان، بل حتى دلال رونالدو لم يعد يليق به، وهو اللاعب الذي كان يعتبر مثالا للتحدي في كل مرة يوصف فيها بـ"المنتهي"، ولكن يبدو أن رونالدو لم يعد الدجاجة التي تبيض ذهبا للفريق، ويبدو أنه بات عاجزاً عن تقديم أكثر مما قدمه في السنوات الأخيرة، إلا أنه ما يزال ينفش ريشه، ويفاوض الإدارة على راتب خيالي.
المعلوم أن نادياً مثل الريال، لن تتوقف عجلة زمنه عند لاعب مهما كان اسمه أو مكانته، فقد رحل نجوم قبل الدون، راوول وكاسياس، رغم أنهما من أبناء الفريق، وكل نجوم "الغلاكتيكوس"، من دون نسيان أوزيل ودي ماريا وحتى إيغوايين، فالجميع في مدريد يعرف أن الأندية الكبيرة، لا تتعامل بالعاطفة.
وفي كل هذا وذاك، يبقى الأمر المحير، صمت فلورنتينو بيريز، والذي ظل لسنوات عديدة، ملك المضاربات في سوق التحويلات، وصاحب الأرقام الفلكية، لذلك الجميع في أوروبا يرتقب، ما الذي يفكر فيه الإسباني، والذي قد ينتظر انتهاء المونديال لخطف لوف من ألمانيا، ثم الدخول بقوة من أجل حسم صفقات فلكية، تعيد زمن "الغلاكتيكوس" من جديد.