أشهر "الخونة" في تاريخ الكلاسيكو

03 ديسمبر 2016
"الخونة" بين ريال مدريد وبرشلونة (العربي الجديد)
+ الخط -

يترقب عُشاق الساحرة المستديرة في شتى أنحاء العالم بشغف انطلاق مباراة كلاسيكو كرة القدم الإسبانية، التي ستجمع فريق برشلونة، حامل لقب بطولة الدوري الإسباني لكرة القدم، بغريمه التقليدي ريال مدريد، مساء اليوم السبت، على ملعب كامب نو بمدينة برشلونة الإسبانية، ضمن منافسات الجولة الرابعة عشرة من بطولة الدوري الإسباني لكرة القدم.

وتكتسي هذه المباراة طابعاً حماسياً حاداً، لا سيّما في ظل حجم التنافس المحموم بين الغريمين التقليديين في إسبانيا، باعتبارهما يُعدان من أغنى وأنجح أندية كرة القدم في العالم إن لم يكونا الأغنى والأكثر نجاحاً على الإطلاق، وقد اتخذ تنافسهما عدة أوجه، فالبعض أشار إليه كصراع سياسي بين العاصمة مدريد والتي ينظر لها أنها حاملة لواء القومية الإسبانية، وبين مدينة برشلونة حاملة لواء القومية الكتالونية.

ورغم حساسية هذه المواجهة بين إقليم كاتلونيا الذي ينتمي إليه فريق برشلونة، وإقليم العاصمة الذي ينتمي إليه فريق ريال مدريد، إلا أن هنالك بعض اللاعبين قد ساروا عكس التوقعات وحملوا قميصي الفريقين رغم الضغوطات الرهيبة التي خلفها ذلك، لا سيّما على مستوى الاستقبال الجماهيري العدائي، فعجز بعضهم عن التأقلم، فيما فرض آخرون أنفسهم بفضل مستواهم الفني العالي وأهدافهم الحاسمة.

لويس فيغو

ويُعد نجم كرة القدم البرتغالية السابق، لويس فيغو، بمثابة أشهر اللاعبين الذين سبق لهم الدفاع عن ألوان قطبي كرة القدم الإسبانية، حيث انتقل صانع ألعاب فريق برشلونة الأسبق في عام 2000 إلى صفوف نادي ريال مدريد الإسباني، في صفقة قياسية بلغت وقتها حوالي 61 مليون دولار، بعدما قضى 5 مواسم مع الفريق الكتالوني، الغريم التقليدي لنادي العاصمة الإسبانية.

وأطلقت جماهير النادي الكتالوني على نجم فريق السابق لقب "الخائن" عندما ترك الفريق الأول بالنادي، وانضم لصوف الغريم، ريال مدريد، في صفقة قياسية بلغت وقتها حوالي 61 مليون دولار؛ ولم تكتفِ جماهير برشلونة بذلك فحسب، فقد قامت أيضاً برشق اللاعب البرتغالي بكل ما طاولته أيديهم خلال أول مباراة خاضها اللاعب ضد نادي برشلونة، ولعل أغربها إلقاء أحدهم لرأس خنزير، في مشهد لا يزال عالقاً في ذاكرة عُشاق الساحرة المستديرة.

لويس إنريكي

ولم يكن "فيغو" هو اللاعب الوحيد الذي دخل ضمن قائمة "الخونة" كما تسميها جماهير ريال مدريد وبرشلونة، فقد سبقه في ذلك المدير الفني الحالي للفريق الكتالوني، لويس إنريكي، الذي فاجأ الجميع في عام 1996 عندما انتقل آنذاك إلى صفوف فريق برشلونة في صفقة مجانية، أثارت دهشة الجماهير، لا سيّما وأن "إنريكي" لم يظهر بشكل رائع خلال 5 سنوات قضاها داخل جدران ملعب "سانتياغو بيرنابيو" معقل الفريق الملكي.

ووصلت العلاقة بين جماهير ريال مدريد ولويس إنريكي إلى حد "العداوة" منذ اليوم الأول الذي وقّع فيه اللاعب الإسباني السابق عقد انتقاله إلى صفوف برشلونة في شهر مارس من عام 1996، أي قبل نهاية الموسم بثلاثة أشهر، وهو الأمر الذي اعتبر في ذلك الوقت بمثابة إهانة لجماهير النادي الملكي، التي لم يرق لها تصرف مدرب الفريق الكتالوني، الذي لم ينتظر حتى لنهاية الموسم حتى يتمم صفقة انتقاله لصفوف فريق البلاوغرانا.

مايكل لاودروب
ولم تثر صفقة "إنريكي" جدلاً مثلما حدث مع الدنماركي، مايكل لاودروب، الذي فاجأ الجميع بعدما قرّر الانتقال إلى صفوف الغريم التاريخي والخصم اللدود ريال مدريد في صيف عام 1994، وذلك بعدما كان قد عاش فترة من التألق مع فريق الأحلام بقيادة يوهان كرويف منذ انتقاله إلى صفوف الفريق الكتالوني قادماً من يوفنتوس الإيطالي في عام 1989.

ورحل نجم كرة القدم الدنماركية، الذي دافع عن ألوان فريق برشلونة في 167 مباراة أحرز خلالها 40 هدفاً، عن صفوف فريق الكتالوني بعد خلافات مع مدرب البارسا الأسبق، الهولندي يوهان كرويف، الذي لم يُشركه في نهائي دوري أبطال أوروبا عام 1994، ليخسر الفريق الكتالوني آنذاك أمام فريق إي.سي.ميلان الإيطالي بنتيجة أربعة أهداف دون مقابل، وليُقرر "لاودروب" الرحيل صوب فريق ريال مدريد، الذي لعب له لمدة سنتين، شارك خلالهما في 62 مباراة وسجل 12 هدفاً، قبل أن يُقرر بعدها الرحيل إلى الدوري الياباني، وبالتحديد إلى فريق فيسيل كوبي.

جورجي هاجي

وكان لنجم كرة القدم الرومانية، جورجي هاجي، شرف ارتداء قميص قطبي كرة القدم الإسبانية، فقد انضم اللاعب الذي اشتهر لدى بروز نجوميته باسم "مارادونا الكاربات" إلى صفوف فريق ريال مدريد الإسباني بعد كأس العالم 1990 قادماً من ستيوا بوخاريست الروماني، حيث لعب "هاجي" مع الفريق الملكي موسمين، خاض فيهما 63 مباراة وسجل 20 هدفاً فقط، قبل أن يتم بيعه لنادي بريشيا الإيطالي في صيف 1992.

وبعد معاناة نجم كرة القدم الرومانية من هبوط فريقه إلى دوري الدرجة الثانية الإيطالي لكرة القدم في موسمه الأول؛ عاد "الكوماندنتي" ليخطف بشكلٍ لافتٍ مع منتخب بلاده بعدما قاده في كأس العالم 1994 في الولايات المتحدة الأميركية للوصول إلى الدور ربع النهائي، قبل أن يخسر من السويد بركلات الجزاء الترجيحية، ليعود اللاعب مجدداً إلى بطولة الدوري الإسباني، وتحديداً إلى برشلونة، الغريم التقليدي لفريقه الأسبق، حيث قضى هناك موسمين شارك خلالهما 35 مباراة وسجل 7 أهداف.

رونالدو

حظي نجم كرة القدم البرازيلية السابق، رونالدو لويس نازاريو دي ليما، المعروف باسم رونالدو، بدوره بشرف ارتداء قميصي قطبي كرة القدم الإسبانية، برشلونة وريال مدريد، فقد انتقل "الظاهرة" لصفوف الفريق الكتالوني موسم 1996-1997، بعدما قضى موسمين في صفوف نادي بي إس في آيندهوفن الهولندي، حيث لعب مع فريق البلاوغرانا تحت قيادة المدرب الإنكليزي، بوبي روبسون، 49 مباراة سجل فيها 47 هدفاً، ساهمت في تتويج الفريق الكتالوني بلقب كأس الاتحاد الأوروبي وكأس إسبانيا والسوبر الإسباني.

ورغم الموسم الاستثنائي لـ"رونالدو" في ملعب "كامب نو" معقل الفريق الكتالوني، إلا أنّه قد فضل مع نهاية الموسم الانتقال إلى صفوف فريق إنتر ميلان الإيطالي وتفجرت مواهبه التهديفية أكثر، لكنه تعرض لإصابة خطيرة في الرباط الصليبي أبعدته عدة أشهر، ثم كادت إصابة أخرى في أوتار الركبة تقضي على مستقبله الكروي بشكل كلي، ليخوض بعد ذلك رحلة علاج طويلة استمرت لمدة 15 شهراً، قبل أن يعود للملاعب، وليُحقق مع رفاقه لقب بطولة كأس العالم في عام 2002، لينتقل بعد ذلك إلى نادي ريال مدريد الإسباني، الذي لعب له خلال الفترة ما بين (2002-2007) أحرز فيها  104 أهداف في 177 مباراة.

بيرند شوستر

لا يُمكن لنا الحديث عن أبرز الأسماء التي سبق لها الدفاع عن ألوان فريقي ريال مدريد وبرشلونة، دون التطرق إلى اسم نجم كرة القدم الألمانية السابق، بيرند شوستر، الذي كان جزءاً هاماً في فريق برشلونة خلال ثمانينيات القرن الماضي، باعتباره قد لعب في صفوف الفريق الكتالوني لمدة ثماني سنوات، شارك خلالها في 170 مباراة، سجل فيها 63 هدفاً، ساهمت في حصد الفريق لعدد من الألقاب المحلية والأوروبية، لعل أبرزها: بطولة كأس الكؤوس الأوروبية لموسم 1981-1982.

لكن الثعلب الألماني أثار جدلاً كبيراً في صيف عام 1988 بعدما قرّر الرحيل إلى صفوف فريق ريال مدريد، الغريم التقليدي لفريق البارسا، لكن مسيرته الناجحة مع نادي العاصمة الإسبانية لم تدم طويلاً، حيث غادر اللاعب الحائز على الكرة الفضية الأوروبية سنة 1980، والكرة البرونزية سنتي 1981 و1985، بعدها بموسمين مُتجهاً صوب الجار أتليتكو مدريد، قبل أن يعود للريال لكن كمدرب في عام 2007.

صامويل إيتو

يُعتبر نجم كرة القدم الكاميرونية ولاعب فريق أنطاليا سبور التركي الحالي، صامويل إيتو، واحداً من أبرز اللاعبين الذين ارتدوا شعار قطبي كرة القدم الإسبانية، إذ وقّع الأسد الكاميروني عقداً مع نادي العاصمة الإسبانية في عام 1997، قبل أن تتم إعارته في نفس العام لصفوف فريق ليغانيس، ومن ثم لصفوف فريقي: إسبانيول، وريال مايوركا، الذي تعاقد معه وقضى معه عدة مواسم جيدة أحرز خلالها كأس الملك، وسجل 67 هدفاً كأفضل هداف في تاريخ الفريق، لينجح بعد ذلك رئيس برشلونة الأسبق، خوان لابورتا، في إقناعه بالانضمام إلى صفوف الفريق الكتالوني في تموز/يوليو 2004.

ووجه نجم كرة القدم الكاميرونية بعد ذلك صدمة قوية لنادي ريال مدريد، حيث أصبح عنصراً أساسياً في تشكيلة الفريق الكتالوني، ونجح في قيادته للظفر بلقب دوري أبطال أوروبا مرتين في عامي 2006 و2009 وكأس ملك إسبانيا لكرة القدم مرتين في 2003 و2009 والدوري الإسباني ثلاث مرات في 2005 و2006 و2009، قبل أن يرحل في عام 2009 إلى صفوف فريق إنتر ميلان الإيطالي