(كتاب ميسي 3)... ليو في المدرسة ومغامرات الجيش!

18 فبراير 2016
+ الخط -


كان ليو ينظر للانتظام في المدرسة كوسيلة للسماح له بمزاولة ما يحب وهو كرة القدم.. (لاس هيراس) هي مدرسته الأولى وكانت قريبة للغاية من المنزل على بعد أمتار قليلة منه، وكانت الجدة سيليا كالعادة هي المسؤولة عن اصطحابه إليها وعودته للمنزل، في سنواته الأولى.

تقول مونيكا داميان، التي درّست ميسي في سنواته الأولى بالمدرسة "لقد كان طفلا هادئا للغاية. كنا نحاول مساعدته، ولكن الأمر لم يكن يتعلق بعدم مقدرته على القيام بكل شيء، بل عدم وجود رغبة منه لأنه كان مهتما بشيء آخر. كان يفكر فقط في كرة القدم. لا يعني هذا أنه كان طالبا سيئا بل عاديا".

الكرة جعلت ميسي محبوبا للغاية بين كل تلاميذ المدرسة، حيث تقول داميان "كل الأصدقاء كانوا يعاملونه كأمير، واختاروا وضعه في وسط صورة الفصل. الجميع كانوا يحبونه وينتظرونه ويحتضنونه وبعدها يهتفون (هيا نلعب!)، كانوا يحبونه لأنه كان متألقا، يركض من جانب لآخر بالكرة ولم يقدر أحد على تخليصها منه. لقد كان يستمتع ويمتع".

كانت الأمور في ذلك الزمان مختلفة عما عليه الوضع الآن.. في المرحلة الابتدائية كانت هنالك راحة بين كل فصل وآخر، ومع سماع صوت الجرس كان الجميع ينطلق خلف ميسي للعب الكرة، بل وكانوا أحيانا يتشاجرون للعب معه في الفريق نفسه، لأنهم كانوا يؤمنون دائما بقدرته على الفوز.

شكلت مهارة ميسي في الكرة وشخصيته المتواضعة أحد أشكال الحماية من أي مضايقات كان يمكن أن يتعرض لها في المدرسة.. كان ليو دائما محميا، كما هو الحال الآن، سواء في البيت أو بين الطلاب والمدرسين أو في أي مكان.. مظهره وهو يخرج خلال فترة الراحة بين الدروس ويتبعه الجميع من أجل لعب الكرة كانت تجسيدا لهذا الأمر.

تلك الحماية لم تكن بسبب ضآلة حجمه والتخوف من تعرضه لمضايقات، بل لأنه كان منذ الصغر يظهر بعض صفات القيادة.. الأمر كان غريبا بين ذلك الطفل الخجول والصامت داخل الفصل والذي يتحول في فترات الراحة بين الدروس لشعلة من الطاقة الكروية التي تجذب الجميع.

بعد انتهاء اليوم الدراسي، تأتي الجدة سيليا لاصطحاب ميسي للتدريبات في جراندولي، ولكن ليو يحب دائما لعب الكرة، لذا فحتى في أيام الراحة كان ذلك الطفل يجد دائما طريقة للعب مع أخويه أو أبناء الجيران في مكانهم "السري"، وهي قاعدة عسكرية قديمة كانت موجودة بالجوار.

يروي والتر باريرا، أحد جيران ميسي في الطفولة، قصة طريفة عن هذا الأمر، حيث يقول "كنا نقطع السلك الشائك لكي نتمكن من اللعب، وكان في بعض المرات يأتي جندي ويركض خلفنا لأنه بكل تأكيد لم يكن يسمح لنا بالتواجد في الداخل، ولكن عشب أرض ملعب هذه الوحدة كان مثاليا للعب كرة القدم. لقد كان جميلا ولم يدس عليه أحد تقريبا. اللعب عليه كان رائعا".

وأضاف باريرا "أحيانا كان الجندي يتمكن من الإمساك بنا ويأخذنا للداخل. كانت بكل تأكيد لديهم زنزانة، ولكن لم يحدث شيء. لقد كانوا يصطحبوننا ثم يخرجونا من الباب الآخر، دون حدوث أي شيء، فقط لإخافتنا".

تلك الأيام لم ينسَها ميسي.. إنه يحب تلك الذكريات ومدرسته الأولى (لاس هيراس) وليس (خوان مانتوفاني) اللاحقة، لذا فإنه تبرّع لها خلال العقد الماضي بما يوازي ميزانيتها لمدة عامين كما أنه زارها في 2005 .

لم يكن معروفا حينها مثل الآن ولكنه كان يوما مختلفا، ثم عاد بعدها بعامين لزيارة قريبه برونو بيانكوتشي في المدرسة.. هذه المرة كانت شهرته زادت كثيرا، وعلى الرغم من أنه كان متخفيا في بداية الأمر، لكنه بدأ في التفاعل وتوزيع القبلات والأوتوغرافات والتقاط الصور مع الأطفال..

اقرأ أيضا
(كتاب ميسي 2) الجدة سيليا وملعب جراندولي
(كتاب ميسي 1).. ميسي الذي نجا من الموت جنيناً