يرشح خبراء القارة الأفريقية الثلاثي العربي تونس والمغرب ومصر للوصول إلى الدور الثاني من مرحلة المجموعات بكأس الأمم الأفريقية، ورغم صعوبة وتعقد كافة المباريات إلا أن فرق شمال أفريقيا لديها فرصة ذهبية في المرحلة الثالثة، مع تحقيقها جميعا للفوز هذا الأسبوع، لكن كل شيء متوقف على مرحلة الحسم.
الواقعية التونسية
يعتبر المنتخب التونسي الممثل العربي الأبرز في النسخة الأفريقية الحالية، فنسور قرطاج عادوا أمام الجزائر بعد الهزيمة من السنغال، ليحقق رفاق الخزري انتصارا مستحقا ويقترب الفريق من الصعود إلى ربع النهائي. ونجح كاسبرزاك في اللعب وفق الفلسفة التونسية المعروفة أفريقيا، إنها النسخة القريبة من الطريقة الإيطالية في بطولات اليورو والمونديال، بإغلاق الطرق نحو مرماهم جيدا، ومحاولة خنق المنافس بتضييق الفراغات قدر المستطاع.
لعب التوانسة بطريقة 4-4-2 الضيقة على خطى أتليتكو مدريد، رباعي دفاعي أمامه رباعي وسط ثم ثنائي هجومي يعود إلى المنتصف، من أجل الضغط على حامل الكرة في وسط الفريق الآخر، وبالتالي تصبح الخطة 4-6-0 من دون الكرة، مع الاعتماد في البدايات على براعة الحارس المثلوثي، الرجل الذي عاد بمنتخب بلاده في أول ربع ساعة من القمة الشمال أفريقية، بعد إنقاذه عدة فرص مؤكدة ومحافظته على النتيجة بيضاء.
بعد نهاية المرحلة الأولى من الخطة بالحفاظ على الشباك، تبدأ المهمة الأخرى بالوصول إلى مرمى الضيوف عن طريق المرتدات أو الكرات الثابتة، لتنجح تونس في تسجيل هدفين وتخرج بالمباراة إلى بر الأمان في النهاية. ورغم فارق النجوم والأسماء لصالح الجزائر، إلا أن شخصية المنتخب التونسي تفرض نفسها على الجميع في أي معترك أفريقي، سواء في التصفيات أو البطولات المجمعة، في انتظار مباراة زيمبابوي من أجل ضمان الصعود.
الحل المغربي
بدأ المنتخب المغربي بنتيجة سيئة أمام الكونغو، لكنه حقق العلامة الكاملة في المباراة الثانية ضد توغو، رغم تأخره في النتيجة مبكرا، وتأتي هذه النتيجة لتمثل طوق النجاة أمام المدرب رينارد، القائد الذي تعرض لحملة انتقادات واسعة بسبب خطة اللعب واستبعاده بعض النجوم كحكيم زياش، إلا أنه رد عمليا داخل الملعب، عن طريق استخدام الحل السحري، الضربات الثابتة مصدر رئيسي للسعادة في بطولات أفريقيا.
راهن أسود الأطلسي على خطة 3-5-2، بتواجد بن عطية وسايس ودا كوستا في الخلف، لإعطاء الحرية أمام الظهيرين للصعود، ولحماية خط الوسط الثلاثي ذي النزعة الهجومية بقيادة بوصوفة، والقادوري، والأحمدي، خلف ثنائي الهجوم فجر وبوهدوز. ويعرف رينارد الفرق الأفريقية جيدا، معظمها تعاني من ضعف التركيز أثناء المرتدات والضربات الثابتة، لذلك عاد المغرب إلى المباراة بفضل هذه الألعاب، ثم جاءت لقطة الحسم عن طريق مرتدة خاطفة.
لا يزال المنتخب المغربي بعيدا بعض الشيء عن منصات التتويج، إلا أن هناك تحسنا واضحا على مستوى اللعب الجماعي، خصوصا مع وجود مدرب يحاول تطبيق الشق الدفاعي بطريقة مثالية، لتغطي على القدرات الهجومية الكبيرة للفريق ككل، ونجح هذا الأمر أمام توغو، ويحتاج لتكراره في مباراة المصير أمام كوت ديفوار ضمن مرحلة الحسم في المجموعة.
عودة الفرعون
سجل المنتخب المصري أول أهدافه في البطولة بالدقائق الأخيرة أمام أوغندا، ليحصل الفريق على ثلاث نقاط مهمة قبل اللقاء الختامي أمام غانا في مرحلة المجموعات. وحاول الفراعنة اللعب بشكل هجومي في البدايات، عندما تخلى الأرجنتيني كوبر عن خطة 4-2-3-1 ليتحول إلى شيء مزيج بين 4-4-2 و 4-4-1-1، بصعود صلاح على مقربة من مروان محسن، واللعب بالثنائي رمضان صبجي ومحمود تريزيغيه على الأطراف.
اعتاد المصريون على الدفاع مع كوبر، لكن حينما أتت الفرصة للهجوم ظهر المنتخب بصورة ضعيفة بعض الشيء، نظرا لافتقاد العمق نتيجة غياب صانع لعب رئيسي في المركز10، ووجود مسافة كبيرة بين خط المنتصف ورباعي الهجوم، مما أعطى المنافس فرصة أفضل للدخول في أجواء المباراة، وتهديد مرمى الحضري في بعض المناسبات، حتى منتصف الشوط الثاني تقريبا.
ومع دخول التبديلات في الشوط الثاني، حصل صلاح على حرية كبيرة على الأطراف، مع اللعب بثنائي من صناع اللعب في العمق، عمرو وردة والسعيد أمام النني، بينما تم فتح الملعب عرضيا بواسطة محمود كهربا على اليسار، ليصل عبد الله إلى المرمى بعد عمل مشترك رائع بين كهربا وصلاح، عن طريق مرتدة خاطفة سريعة ضربت الدفاع الأوغندي من اليمين إلى اليسار ثم عمق منطقة الجزاء.