وسيستضيف الاستاد، الذي تبلغ طاقته الاستيعابية 40 ألف مقعد، نهائي كأس الأمير 2019 الذي سيشهد منافسة قوية بين نادي السد ونادي الدحيل، وستختتم مباراة نهائي كأس الأمير مسيرة الأسطورة الكروية وسفير اللجنة العليا تشافي هيرنانديز لاعب كرة قدم محترفاً.
وفي مؤتمر صحافي أقيم يوم الإثنين في برج البدع، أعلن كلّ من الاتحاد القطري لكرة القدم، واللجنة العليا للمشاريع والإرث، استضافة استاد الوكرة المونديالي لنهائي كأس الأمير 2019، وذلك يوم الخميس 16 مايو الجاري، بين نادي السد ونادي الدحيل في قمة منتظرة.
وتأتي أهمية مباراة نهائي كأس الأمير لهذا الموسم، بعد الانتصار الذي حققه نادي السد على نادي الريان بهدفين نظيفين في تصفيات نصف نهائي كأس الأمير، وإعلان كونها ختاماً لمسيرة تشافي لاعب برشلونة السابق، الذي يُعتبر حالياً سفيراً لمونديال 2022.
وقبل إطلاق صافرة بداية المباراة في تمام الساعة 10:30 مساءً، بحضور أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، من المقرر تنظيم عدد من الفعاليات لإثراء تجربة الجمهور بهذه المناسبة.
وقال خالد مبارك الكواري، مدير إدارة التسويق والاتصال في الاتحاد القطري لكرة القدم، في كلمته حول حفل التدشين: "يُسعدنا في الاتحاد القطري لكرة القدم اقتراب موعد نهائي أغلى الكؤوس. ونهنئ فريقي السد والدحيل لتأهلهما لنهائي كأس الأمير، بعد خوض مباريات تنافسية قوية. ستكون لحظةً مميزة ومشوقة عندما يتواجه الفريقان على أرض استاد الوكرة، الذي سيستقطب أنظار العالم عند استضافته مباريات بطولة قطر 2022".
بدوره، قال السيد جاسم الجاسم، رئيس عمليات موقع استاد الوكرة: "أودّ أن أتقدم بجزيل الشكر لكل الأفراد والشركاء، الذين أسهموا بلا كلل في تجهيز استاد الوكرة لاستضافة نهائي كأس الأمير. وأرجو أن تُثمر هذه الجهود في تقديم تجربة مميزة للجمهور خلال النهائي".
وأضاف الجاسم قائلاً: "أنا على يقينٍ تامّ بأن استاد الوكرة سيكون أيقونة معمارية رياضية خلال بطولة كأس العالم لكرة القدم عام 2022. ويُشرّفنا أن يكون ثاني استادات بطولة كأس العالم 2022، جاهزاً قبل ثلاثة أعوام ونصف من انطلاق البطولة الكروية المنتظرة. ونحن في اللجنة العليا نتطلع إلى التعاون مع كافة شركائنا وزملائنا، خلال الأعوام المقبلة لتنظيم بطولة استثنائية للمرة الأولى في العالم العربي".
خصائص الاستاد والتصميم
وتبلغ الطاقة الاستيعابية للملعب خلال البطولة، 40 ألف مشجع، وهو يبعد 23 كلم عن مركز مدينة الدوحة، مع العلم أن ملعب الوكرة من تصميم المهندسة العراقية البريطانية الراحلة زها حديد وشركة إيكوم.
واستُوحي تصميمه من القوارب التقليدية التي استخدمها أهل قطر في الإبحار بحثاً عن اللؤلؤ. كما يتزين سقف الملعب باللون الأبيض، المستلهم من أشرعة القوارب التقليدية، التي ترمز إلى تاريخ مدينة الوكرة الساحلية وتجسد ارتباط أهلها بالبحر. وتضمن تقنية التبريد المتطورة، والسقف القابل للطيّ للاستفادة من الاستاد على مدار العام، وهو سيكون شاهداً على استضافة مباريات المونديال من دور المجموعات حتى الدور ربع النهائي.
وبعد انتهاء البطولة، سيكون الاستاد مقراً لنادي الوكرة الرياضي. وبفضل مقاعده القابلة للفك، سيخفض عدد المقاعد إلى 20 ألف مقعد عقب انتهاء منافسات البطولة، وسيتم التبرّع بمقاعد المدرجات العلوية من الاستاد، لتطوير مشاريع البنى التحتية الرياضية في دول مختلفة حول العالم، ليكون إرثاً رياضياً لسنواتٍ طويلة.
المرافق وتقنية التبريد
وتضمُّ المنطقة المحيطة باستاد الوكرة، العديد من المرافق الرياضية؛ منها مضمار للجري وآخر للدراجات، ومساحات مخصصة لركوب الخيل، وساحات خضراء، إضافة لسوق ومرافق مجتمعية متعددة من بينها مسجد ومدرسة.
ويستخدم استاد الوكرة تقنية تبريد مبتكرة من تصميم وتنفيذ خبراء قطريين، إذ سيعمل نظام تكييف الهواء في الاستاد على تبريد منطقة مدرجات المشجعين، لدرجة حرارة تصل إلى 18 درجة مئوية تقريباً، عبر مخارج هواء موجودة تحت المقاعد للسماح بتدفق الهواء بسرعات منخفضة.
علاوة على ذلك، ستستخدم أكثر من 100 وحدة تهوئة موزعة بين المدرجات العلوية والسفلية لتبريد أرض الاستاد. ويأتي مصدر تبريد الهواء في نظام تكييف الهواء في أرضية الاستاد، من المياه المبرّدة التي يوفرها نظام تبريد المناطق. وتبلغ السرعة القصوى لتدفق الهواء في مدرجات المشجعين 1 متر/ الثانية.
ويحتوي نظام تبريد أرضية الملعب ثماني وحدات لمعالجة أو مناولة الهواء، أربع منها في الجانب الشرقي، وأربع في الغربي.
وتتصل كل الوحدات بوحدة دفع هوائي، ممتدة أسفل مقاعد المشجعين. وتغذي هذه الوحدة عدداً من الفوهات توزع الهواء في أرجاء الاستاد. وستبلغ درجة الحرارة الدنيا لأرضية الاستاد 20 درجة مئوية، كما ستكون السرعة القصوى لتدفق الهواء في أرض الاستاد 10 أمتار/ الثانية.
النقل والاستدامة
يسهل الوصول لاستاد الوكرة عبر شبكة من الطرق الجديدة السريعة، التي تتيح لسكان قطر وزائريها سهولة التنقل من وإلى مدينتي الوكرة والدوحة.
ويخدم الاستاد محطة الوكرة الواقعة ضمن نطاق الخط الأحمر لمترو الدوحة. وتبعد المحطة، التي تضم حافلات لنقل الركاب في أيام مباريات المونديال، 4.5 كلم عن الاستاد. وتزود المنطقة بمحطات انتظار الباصات، وشبكة مضامير دراجات متصلة، ومسارات آمنة للمشاة.
من جانبٍ آخر، نجح استاد الوكرة في الحصول على ثلاث شهادات في مجال الاستدامة، الأولى من برنامج نظام تقييم الاستدامة العالمي (جي ساس) في التصميم والبناء، من فئة الأربع نجوم للتصميم المستدام.
كما حاز شهادة إدارة عملية البناء، من برنامج نظام تقييم الاستدامة العالمي (جي ساس) من الفئة أ، تقديراً لمساعي المشروع في حماية البيئة خلال عملية البناء، وشهادة كفاءة الطاقة الموسمية لمركز الطاقة في الاستاد.
العشب والسقف
زُرع العشب المستخدم في أرضية استاد الوكرة في مزرعة الوكرة للعشب، وقد سجل الاستاد في مارس الماضي رقماً قياسياً في عملية مدّ عشب الأرضية، خلال فترة زمنية لم تتجاوز 9 ساعات و15 دقيقة.
من جانبه، يتكون سقف الاستاد من قطعة فولاذية ضخمة بطول 92 متراً، وتزن 378 طناً، وترتفع نحو 50 متراً عن أرضية الاستاد.
وتأتي أهمية هذه القطعة الأساسية في دعم أجزاء سقف الاستاد، بالإضافة إلى أنها صممت بطريقة معينة لربط ودعم سقف الاستاد بالكامل، بالإضافة إلى تسهيل أعمال صيانة بعض الأجزاء القابلة للطيّ من هيكل الاستاد.
وقد استغرقت عملية تجميع أجزاء القطعة ولحامها بالسقف أكثر من عشرين يوماً، إذ تم بناء السقف المؤلف من ست قطع في قوالب مؤقتة، قبل رفعه وتركيبه في مكانه المخصص له.
واكتملت أعمال لحام السقف وتجميعه وتركيبه خلال نحو أربعين يوماً، ولعل أهم ما يميز سقف استاد الوكرة هو إمكانية طيّه في غضون 30 دقيقة تقريباً، وذلك باستخدام أسلاك قوية مغطاة بمادة التيتانيوم المعروفة بمتانتها. وستسمح هذه الخاصية في التقليل من حدّة أشعة الشمس وتظليل الاستاد بأكمله، الأمر الذي سيسهم في رفع كفاءة نظام التبريد داخل الاستاد.
يُشار إلى أن تذاكر نهائي بطولة كأس الأمير 2019، لا تزال متاحة للجمهور حتى 15 مايو المقبل، كما يمكن شراء التذاكر من منافذ بيع التذاكر في كلّ من قطر مول، وفيلاجيو، وفيستيفال سيتي، وسيتي سنتر، وسوق واقف، وإزدان مول الوكرة. وتُتاح تذاكر المباراة في أربع فئات وبأسعار 100 و50 و30 و20 ريالاً قطرياً.