مدافع في "البافاري"
أمست طريقة لعب بايرن ميونخ في السنوات الأخيرة، تعتمد على الاستحواذ والحفاظ على الكرة قدر المستطاع، من أجل السيطرة على اللعب تماماً. ومنذ أن زرع المدرب لويس فان غال أفكاره في ميونخ، أمسى دور المدافعين مهماً جداً للتعامل مع الكرة، وهي الطريقة التي سار عليها أسلاف فان غال مثل يوب هاينكس، بيب غوارديولا وكارلو أنشيلوتي.
هي الطريقة نفسها التي تُجبر المدافعين على التقدم نحو منتصف الملعب، خصوصاً عندما تكون الكرة مع لاعبي النادي "البافاري"، والأمر تطور أكثر من المدرب الإسباني غوارديولا. ووفقاً لخطة الدفاع في بايرن ميونخ، فإن المدافع يجب أن يمتاز بقدرة كبيرة على التعامل مع الكرة والحفاظ عليها، كما أنه مُلزم بفتح الملعب بغية كسب المساحات وخلق خيارات أكثر للتمرير.
لوكاس قلب دفاع أو ظهير؟
يُمكن للمدرب نيكو كوفاتش أن يستخدم المدافع لوكاس هيرنانديز في مركزين (قلب دفاع أو ظهير)، ذلك أن اللاعب الذي يبلغ طوله متراً و83 سنتم يمتاز بالمرونة التكتيكية التي تسمح له بالاندماج في أي مركز يعتمده المدرب. وهي المرونة التي سمحت له بتثبيت مكانه في مركز الظهير الأيسر مع المنتخب الفرنسي.
يمتلكُ لوكاس هيرنانديز سرعة كبيرة، وهو قادر على اللحاق بالمهاجمين وحتى المساهمة في صناعة المرتدات، وهو الأمر الذي يحتاج إليه فريق بايرن ميونخ الألماني في الوقت الحالي. وما يجعلُ من لوكاس هيرنانديز صفقة مهمة في الخط الدفاعي "البافاري"، هو محاولة تعويضه لسرعة انكشاف ظهر كل من ماتس هوميلس وجيروم بواتينغ، التي ظهرت مؤخراً وخصوصاً عندما يملك المهاجم الخصم سرعة كبيرة.
ولا يتميز لوكاس هيرنانديز بامتلاكه عنصر السرعة فقط، بل هو قادرٌ على قطع الكرات من لاعبي الخصم دون ارتكاب الأخطاء، وتوقيت اعتراضاته للكرة يأتي في الوقت المناسب دائماً. والأرقام تكشف الكثير عن دقة هذا اللاعب على الصعيد الدفاعي، إذ إن هيرنانديز تلقى خمس بطاقات صفراء فقط في 105 مباراة مع أتلتيكو مدريد الإسباني.
وأخيراً عندما يلعب لوكاس هيرنانديز في مركز الظهير الأيسر، فهو يجيد دوره بأفضل طريقة ممكنة خصوصاً على الصعيد الهجومي.
هو لاعبٌ يمتلكُ القدرة الكبيرة على التحكم بالكرة، وقراراته في التمرير والكرات العرضية جيدة جداً، ويُمكن مراقبة الهجمات التي شارك فيها مع المنتخب الفرنسي عبر الجناح وكيف كان يصنع الخطورة على مرمى الخصم.