توج ريال مدريد بطلاً لكأس السوبر الإسباني لكرة القدم، بعد تفوّقه على الغريم التقليدي برشلونة في مباراة الإياب بنتيجة (2-0) في لقاء الكلاسيكو الذي احتضنه "سانتياغو برنابيو" معقل الفريق الملكي، لينال لقبه العاشر في تاريخه.
وقدم ريال مدريد درساً كروياً أنيقاً، ليظفر باللقب الأول في الموسم بجدارة ويضيفه لخزائنه بعد اللقب الذي أحرزه بكأس السوبر الأوروبي، في الوقت الذي ظهر فيه برشلونة بإداء متواضع للغاية فشل في مجاراة غريمه التقليدي، ليسقط كما سقط ذهاباً على أرضه 1-3.
وحظي الأداء الذي قدمه الريال بثناء كبير، خاصة أنه لعب بدون أبرز لاعبيه كريستيانو رونالدو الغائب عن الكلاسيكو لعقوبة الإيقاف، إضافة إلى غياب غاريث بيل وإيسكو لأسباب فنية، وفقاً لما انتقاه المدرب زيدان.
الريال يتفوق... وضياع كتالوني!
لم يترك ريال مدريد فرصة لضيفه الكتالوني وباغته منذ الدقائق الأولى بهدف "عابر للقارات" أطلقه ماركو أسينسيو في الدقيقة الرابعة أعطى من خلاله عنواناً واضح المعالم بأنه يريد إنهاء المهمة مبكراً.
اعتمد أصحاب الأرض على تشكيلة مفاجئة نوعاً ما من المدرب زيدان، إذ ذاد نافاس عن المرمى، واستعان بالرباعي مارسيلو، راموس، فاران، كارفاخال، وكان في الوسط كوفاسيتش، ومودريتش، وكروس، لتدعيم تحركات الثلاثي أسينسيو، ولوكاس فاسكيز، وبنزيمة.
من جهته وضع فالفيردي ماسكيرانو في القلب الدفاعي أمام مرمى شتيغين وكان في الدفاع بيكيه وأومتيتي أيضاً، فيما اعتمد برشلونة على الخماسي ألبا وسيرجي روبرتو ومن ثم راكيتيتش وبوسكيتس وغوميز خلف المهاجمين ميسي وسواريز.
ظهر ماركو أسينسيو مبكراً فوق سطح الأحداث، إذ انسل في البداية من الميمنة الكتالونية ومرر لمودريتش فسدد الأخيرة كرة قوية ارتطمت بالمدافع أومتيتي وعاد ماركو أسينسيو ليطلق صاروخاً في الشباك في الدقيقة 4 من تسديدة بعيدة المدى وقف شتيغن لها بلا حراك.
الهدف استفز ميسي ورفاقه وحاول سواريز التوغل ثم التسديد، لكن كرته مرت فوق المرمى، ثم وقف الحارس نافاس سداً منيعاً أمام ميسي وعاد ليمنع فرصة سواريز وحاول مارسيلو الرد بتسديدة مرت بجانب القائم.
حاول برشلونة العودة ورد عليه ريال مدريد بمزيد من الهجمات المنسقة بل كاد فاسكيز أن يعزز التقدم بهدف ثانٍ لكن تسديدته ارتطمت في القائم، وتلاعب ريال مدريد بضيفه الذي بدا تائهاً في الشقين الدفاعي والهجومي، ليعاقبه الريال بهدف ثانٍ حينما توغل مارسيلو عبر الميسرة وعكس الكرة لبنزيمة الذي استقبلها بدون مضايقة وأودعها في شباك برشلونة في الدقيقة 39.
بدا الهدف الثاني "قاتلاً" لطموح برشلونة وازدادت مصاعب برشلونة مع بعض الأخطاء الدفاعية من أومتيتي وبطء ماسكيرانو وعدم قدرة خط وسطه على القيام ونسج الهجمات، خاصة من قبل البرتغالي غوميز، فواصل الريال سيطرته المطلقة على المجريات حتى نجح في إنهاء الشوط الأول "أبيض" بامتياز 2-0.
محاولات كتالونية... والريال يستمتع
دخل برشلونة الشوط الثاني باحثاً عن العودة وتوغل سواريز لكن نافاس كان بالمرصاد بحضور متألق، وأشرك المدرب فالفيردي سيميدو بديلاً لبيكيه الذي بدا مهزوزاً للغاية، ومن بعدها أهدر ميسي فرصة خرافية للتسجيل على غير العادة، حينما استغل خطأ لمدافعي ريال مدريد وتسلم كرة سواريز لكن تسديدته ارتطمت في العارضة.
ورد كريم بنزيمة بدوره بتوغل مثالي وأطلق كرة قوية مرت فوق المرمى، وأشرك زيدان كاسميرو بديلاً لكوفاسيتش وتحسن وصول برشلونة لمرمى نافاس بفضل تحركات ميسي لكن كل فرصه فشل في تسجيلها بالشباك، بسبب سوء الطالع وتألق نافاس من ناحية أخرى، ومن بينها فرصتا ميسي وسواريز فالأولى تصدى لها نافاس من ميسي والثانية ارتطمت بالقائم من رأسية سواريز.
وخرج أندريه غوميز ودخل بدلاً منه جيرارد دولوفيو ودخل دينيه فيما أشرك زيدان لاعبه ثيو هرنانديز ثم داني سيبايوس، في مشهد أكد بما لا يدع مجالاً للشك أن برشلونة غير قادر على مجاراة غريمه التقليدي الذي لعب بكل أريحية وبساطة في ظل المستوى المتواضع للفريق الكتالوني.
ولم يهدأ ريال مدريد ولم يكتف بالهدفين بل سعى لتعزيز تقدمه رغم محاولات برشلونة الذي استسلم تماماً في الدقائق الأخيرة، ليحسم ريال مدريد اللقاء واللقب لصالحه بنتيجة هدفين نظيفين ويهزم برشلونة بمجموع لقاء الفريقين 5-1.