توج فريق ريال مدريد بطلا لدوري أبطال أوروبا لكرة القدم للمرة الثانية عشرة في تاريخه بعدما هزم فريق يوفنتوس الإيطالي 4-1 في المباراة النهائية لمسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم والتي جرت على استاد "ميلينيوم ستاديوم" بمدنية كارديف الويلزية، ليعلن نفسه بطلا تاريخيا للمسابقة القارية.
وحرم الريال خصمه من اللقب الثالث في تاريخه مؤكدا عقدة النهائيات التي فشل فيها يوفنتوس، ومتوجا باللقب الثاني على التوالي بعدما حصده الموسم الماضي على حساب أتلتيكو مدريد بركلات الترجيح، وبات أول فريق ينال اللقب مرتين متتاليتين في تاريخ المسابقة الحديث.
عكس التيار...وهدفان
باعتبارها المباراة الأهم كان طبيعيا أن يبدأ الفريقان المشهد بتركيز عال من خلال السيطرة على منطقة العمليات، لكن يوفنتوس منذ الدقائق الأولى لم يعط نفسه وقتا لجس النبض، فسدد إيغوايين كرة رأسية سيطر عليها الحارس نافاس، وبعد دقيقة جرب ماندزوكيتش حظه بتصويبة قوية نجح من جديد نافاس في إبعادها، وهي البداية التي أعطت تحذيرا مبكرا للريال، خصوصاً أن اليوفي نظم دفاعاته بشكل متقن أمام أي أطماع "ملكية" مبكرة.
ريال مدريد اعتمد على تشكيلة أساسية قوامها الحارس الكوستاريكي نافاس وفي خط الدفاع كان كارفاخال وفاران وراموس ومارسيلو وكاسيميرو، وفي خط الوسط اعتمد زيدان على الثنائي توني كروس ومودريتش ومن أمامهما إيسكو وثنائي المقدمة كريم بن بنزيمة، وكريستيانو رونالدو.
أما أليغري فقد اعتمد في يوفنتوس على تشكيلة بقيادة المخضرم الحارس جيانلويجي بوفون، والمدافعين أندريا بارزالي وليوناردو بونوتشي وجيورجيو كيلليني وداني ألفيش في خط الوسط إلى جانب أليكس ساندرو وسامي خضيرة وميرالم بيانيتش وفي الأمام ماريو ماندزوكيتش وغونزالو إيغوايين ومن خلفهما الأرجنتيني باولو ديبالا.
وبدا جلياً أن "يوفي" جاد في مسعاه حينما عاد ميرالم بيانيتش ليهدد مرمى نافاس بتصويبة صاروخية لكن الأخير أثبت حضوره مجددا ما استفز طاقات لاعبي ريال مدريد، لكن كل ذلك انتهى بسلام من خط الوسط الإيطالي وقبل التفكير بالوصول نحو شباك بوفون، وتلقى ديبالا بطاقة صفراء مبكرة لعرقلته كروس.
ومع وصول المجريات لربع الساعة الأولى، سيطر ريال مدريد على منطقة الوسط من أجل نسج هجماته عبر كروس ومودريتش وإيسكو لتمويل اختراقات بنزيمة ورونالدو، لكن دفاع يوفنتوس شدد قبضته بإحكام واعتمد على الهجوم الخاطف والذي فاحت منه كثيرا رائحة الخطر.
وفي الدقيقة 20 كان للنجم البرتغالي كريستيانو رونالدو رأي آخر، حينما أعلن افتتاح التسجيل بعدما قاد بنفسه هجمة للريال من الميمنة، ومرر الكرة لكارفاخال الذي أعادها لرونالدو، ليصوبها الأخير في شباك بوفون هدفا لا يصد ولا يرد، مشعلا المشهد النهائي بهدف الافتتاح.
غيّر الهدف شكل المعطيات تماما في الشوط الأول؛ إذ ساهم في رفع حماسة لاعبي الريال وشكل ضغطا كبيرا على لاعبي يوفنتوس بطبيعة الحال، لكن مع ذلك لم ييأس اليوفي بعد الهدف، ليواصل هجومه من مختلف المحاور حتى خطف ماندزوكيتش التعادل في الدقيقة 27 بهدف رائع للغاية، حينما مرر إيغوايين كرة لماندزوكيتش فاستدار من وضعية صعبة وأطلق الكرة بلعبة خلفية استقرت في شباك نافاس هدف التعادل لتشتعل المجريات من جديد.
بعد التعادل أضحى اللعب مكشوفا بين الفريقين دون تحفظات، وازدادت الاحتكاكات الفردية بين اللاعبين في ظل سخونة الأجواء، وعاد اليوفي لتسيّد جزء من المجريات مع انتصاف الوقت، حاول من خلالها الوصول لشباك نافاس، لكن دفاع الريال حافظ على تنظيف الكرات من مناطقه أولا بأول.
هدأت وتيرة اللعب في الدقائق الأخيرة من زمن الشوط الأول، فجرب كاسيميرو حظه بتسديدة بعيدة المدى مرت بجانب مرمى بوفون، وذهب ما تبقى من وقت بدل ضائع وسط محاولات من ريال مدريد لتسجيل هدف ثان دون أن ينجح في مسعاه لينتهي الشوط الأول بين الفريقين 1-1.
"الملكي يتكلم"
بدأ الريال مهاجما في الشوط الثاني بفرصة ثمينة عبر أيسكو، لكن بارزالي أنقذ الموقف وأبعد الكرة لركنية لم تسفر عن شيء، ثم أطلق مودريتش تصويبة صاروخية كان لها الحارس المخضرم جيجي بوفون بالمرصاد، وتواصل بحث الريال بجدية عن هدف التقدم بتسديدة مماثلة لمارسيلو مرت بجانب مرمى اليوفي ثم عاد مارسيلو ليرسل كرة عرضية لرونالدو لكن الأخير فوتها لتخرج بسلام عن مرمى بوفون.
تلك المعطيات أعطت شكلا وبُعدا آخر للمباراة على عكس الشوط الأول إذ ظهر الريال أفضل حالا وتراجعت "السيدة العجوز" بشكل غريب، ودفع ثمن ذلك بشكل باهظ، لأن الريال استغل الموقف أحسن استغلال لتشهد الدقيقة 61 ظهور كاسيميرو من وسط الملعب، ليطلق الكرة في شباك الحارس بوفون هدفا ثانيا لا يصد ولا يرد مانحا فريقه التقدم 2-1.
الهدف وقع كالصاعقة على رؤوس لاعبي اليوفي الذين لم يكادوا يستفيقوا من الهدف الثاني، ليباغت هداف دوري أبطال أوروبا ونجم المباراة، كريستيانو رونالدو، الذي استغل العرضية المتقنة من الكرواتي مودريتش ليخطف رونالدو الكرة من مدافع اليوفي ويدكها في شباك اليوفي هدفا ثالثا في الدقيقة 64.
الهدف أعلن بشكل غير رسمي "نهاية المعركة" بين الفريقين، بعدما بدا اليوفي منهارا بشكل تام ومستسلما لهجوم ريال مدريد الذين أهدروا بعض الفرص السهلة أمام بوابة اليوفي فيما أهدر ساندرو أول فرصة للفريق الإيطالي بعدما مرت كرته بمحاذاة القائم للحارس نافاس.
بعد الهدف الثالث استعان أليغري بلاعبه كوادرادو بدلا من المدافع بارزالي لإنقاذ ما يمكن إنقاذه كما استعان بماركيزيو بدلا من بيانيتش وماريو بدلا من ديبالا فيما استعان زيدان بغاريث بيل وماركو أسينسيو بدلا من كريم بنزيمة وإيسكو على التوالي.
لكن اليغري تلقى صدمة كبيرة بطرد لاعبه البديل كوادرادو لتلقيه إنذارين في وقت قياسي ما زاد من معاناة اليوفي، ثم دفع زيدان بموراتا بدلا من الألماني كروس، ولكن التبديلات استفاد منها الريال مجددا بعدما سجل البديل ماركو أسينسيو هدفا رابعا في الدقيقة 90 مطلقا العنان للاحتفالات باللقب بعدما حسم الريال المباراة لصالحه 4-1.