يعاني النجم المصري، محمد صلاح، مشكلةً كبيرةً مع انطلاق موسم 2018-2019 وهي عدم قدرته على التسجيل مقارنةً مع الموسم الماضي. حتى أن أداءه الفني يبدو أقل من متوسط على أرض الملعب، والمشكلة بدت واضحة في مواجهة باريس سان جيرمان الفرنسي.
سجل محمد صلاح منذ بداية الموسم هدفين فقط في "البريميرليغ" ولم يُسجل في المباراة الأولى من دوري الأبطال، أي أنه شارك في ست مباريات حتى الآن وسجل هدفين فقط، وهو عكس الموسم الماضي تماماً عندما سجل المصري أربعة أهداف في أول ست مباريات (خمسة دوري ومباراة في الأبطال)، فهل بدأ صلاح يدفع ضريبة مصارعة كل من رونالدو وميسي من أجل القمة؟
منافسة النجوم مُكلفة؟
أن تُنافس لاعبين أمثال كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي، فأمامك خياران فقط لا ثالث لهما: إما أن تُقاتل في كل موسم لـ 50 أو 60 مباراة أو تخرج باكراً من المنافسة من البداية، فلا مكان للضعيف بين هذين النجمين الخارقين اللذين لا يرحما أحدا على أرض الملعب. وباختصار ما فعله صلاح في الموسم الماضي وضعه بين الكبار سريعاً وأصبح مُجبراً على مصارعة أسماء مثل رونالدو وميسي.
نال جائزة أفضل لاعب في "البريميرليغ". حصد جائزة أفضل لاعب أفريقي. نافس على جائزة أفضل لاعب أوروبي. مرشح للفوز بجائزة أفضل لاعب في العالم من "فيفا". كل هذه الجوائز وضعت صلاح في الواجهة وتحت الضغط في كل مباراة، فهو لم يعد لاعباً عربياً عادياً مثلما حصل مع الجزائري رياض محرز بعد تتويجه مع ليستر سيتي، بل أصبح اليوم مُطالباً بصناعة أشياء جديدة في كل لقاء تماماً مثل منافسيه ميسي ورونالدو.
المباراة الأخيرة أمام باريس سان جيرمان كشفت الأزمة التي يعيشها صلاح والعجز الفني الواضح. بدايةً من تقييم اللاعبين بعد نهاية المباراة والذي منح جميع لاعبي ليفربول أرقاماً مرتفعة باستثناء جو غوميز وأليسون بيكير ومحمد صلاح. نال المصري (5.3) وهو أقل تقييم يحصل عليه منذ انطلاقة مشواره مع ليفربول، بينما نال زملاؤه في الهجوم: ستوريدج (8.2) وساديو ماني (7.6).
الأرقام تكشف الكثير
لعب محمد صلاح أمام باريس سان جيرمان 85 دقيقة. مرر 34 تمريرة من بينها 24 صحيحة بنسبة نجاح بلغت 71% فقط. هذه النسبة هي الأقل لمحمد صلاح في دوري أبطال أوروبا، ففي الموسم الماضي لم تنخفض النسبة عن 73% (دوري الأبطال) و77% (الدوري الإنكليزي).
فاز صلاح في ثلاث ثنائيات في المباراة مقابل خسارته لسبع أمام المنافسين، وهو رقم مرتفع للاعب تفوق في الثنائيات كثيراً خلال الموسم الماضي. هذا بالإضافة لارتكابه خطأ في التمرير كلف ليفربول هدفاً، ولم يُسدد أي تسديدة على المرمى (واحدة في الخارج وواحة تصدى لها المدافعون).
أمام توتنهام خسر صلاح ثنائيتين من أصل ستّ، وفي مباراة ليستر خسر ثلاث ثنائيات من أصل خمس. في وقت أمام برايتون خسر المصري 11 ثنائية من أصل 16، وأمام كريستال بالاس خسر خمساً من أصل 14، وأخيراً أمام ويست هام يونايتد خسر 11 ثنائية من أصل 15.
أزمة ثقة أم مشكلة ماني؟
ربما يعيش محمد صلاح أزمة ثقة نتيجة الضغط الكبير، كونه أمسى اليوم واحدا من أفضل نجوم ليفربول، لا بل واحدا من بين أفضل نجوم كرة القدم في العالم. البداية المتعثرة في الموسم الكروي أفقدته بعض الثقة التي كان يمتلكها وجعلته يلعب تحت ضغط كبير، لأنه مطالب بالتسجيل وصناعة أشياء جميلة في كل مباراة مع فريقه الإنكليزي.
في المقابل أشارت بعض التقارير الصحافية إلى أن علاقة صلاح وماني متوترة في الأسابيع الأخيرة، ولا يبدو أن اللاعبين متفقين كثيراً، وهو الأمر الذي ظهر واضحاً في المباريات الأخيرة. ماني رفض أكثر من مرة تمرير الكرة لصلاح أمام توتنهام، رغم أنه كان في مواقف جيدة، وهو الأمر الذي فتح العيون على علاقة متوترة بين اللاعبين، وعلى المدرب يورغن كلوب حلّ المشكلة سريعاً قبل فوات الأوان في حال كانت موجودة.