أُقرت عودة الدوري الإيطالي مجدداً، بعد التوقف القسري الذي عاشته الرياضة في العالم بسبب تفشي فيروس كورونا الجديد في الفترة الماضية، ومعه تسللت الفرحة مجدداً إلى عشاق الكالتشيو وتحديداً جماهير لاتسيو.
حلم النجمة الثالثة
عاش لاتسيو خلال تاريخه الطويل لحظات عصيبة واستطاع في بعض الأوقات الوقوف على منصات التتويج، كان أولها عام 1958 في كأس إيطاليا بعد تألق البرازيلي هومبرتو توزي، لاعب منتخب السامبا في مونديال 1954.
كان فريق العاصمة الإيطالية روما يُمني النفس دائماً بحمل لقب الاسكوديتو، خاصة أن الغريم التقليدي هناك كان قد رفعه قبله في موسم 1941-1942.
انتظر لاتسيو حتى موسم 1973-1974 لرفع لقب السيريا آ الأول بعد منافسة قوية مع يوفنتوس، مثل ما هو الحال حالياً، واستطاع بفضل مجموعة كاملة من اللاعبين الإيطاليين أن يحقق مراده، تحت قيادة الهداف جورجو كيناليا.
عاد روما وتقدّم على لاتسيو مجدداً في صراع الألقاب بالعاصمة، بعدما ظفر بالاسكوديتو في موسم 1982-1983، أيام روبيرتو بروتسو، برونو كونتي، والبرازيلي الشهير باولو روبرتو فالكاو، إضافة لفرانكو تانكريدي.
نجح "لا بيانكوسيلستي" (The White and Sky Blues) في معادلة الكفة مع الغريم التقليدي "الجيلياروسي" بعد الفوز بلقب الدوري موسم 1999-2000، لكن روما استطاع التقدّم مجدداً في موسم 2000-2001 بفضل ثلة من النجوم، على رأسهم فرانشيسكو توتي.
بين الماضي والحاضر
عاش العديد من جماهير لاتسيو نشوة التتويج بموسم 1999-2000، باعتبار أن الفوز الأول كان في السبعينيات، لكن ماذا حصل يومها؟ ومن كان وراء صعود الفريق وتراجعه؟
ضمّ لاتسيو في أواخر التسعينيات مجموعة متكاملة من اللاعبين، كان بعضهم نجوماً من الصف الأول، فيما تحول آخرون في السنوات اللاحقة إلى أساطير.
تحت قيادة المدرب زفن غوران إيريكسون، حقق لاتسيو لقب الدوري، وكذلك كأس الاتحاد الأوروبي.
التشكيلة ضمّت حينها المدافع أليساندرو نيستا الذي حمل لاحقاً شارة القيادة، وكذلك بافيل نيدفيد وسباستيان فيرون، إضافة لديان ستانكوفيتش وسينسيا ميهالوفيتش والمخضرم روبرتو مانشيني واللاعب الأرجنتيني دييغو سيميوني والهداف المميز التشيلي مارتشيلو سالاس (12 هدفاً في الدوري) وسيموني إنزاغي (19 هدفاً طوال الموسم).
ولعل الاسم الأخير سيكون مألوفاً أكثر من غيره، إذ إن إنزاغي هو حالياً مدرب لاتسيو، وينافس يوفنتوس لتحقيق اللقب الثالث للفريق العاصمي، كما كان الحال في مطلع الألفية يوم ظفر به كلاعب بعد التفوق على البيانكونيري بفارق نقطة (72 للاتسيو مقابل 71 لليوفي).
لا يزال المشهد الذي عاشته جماهير لاتسيو في تلك الأعوام يداعب مخيلتها، لكن لا يُمكن نسيان ما حصل لاحقاً.
فضيحة مالية تورط فيها رئيس النادي سرجيو كرانيوتي. شركة تشيريو للمواد الغذائية، التي كانت راعي النادي الرسمي حتى عام 2000، أعلنت تخلّفها عن سداد سنداتها عام 2002.
غادر كرانيوتي تاركاً لاتسيو وسط المشاكل المالية، ما أجبر الفريق على بيع أبرز نجومه ومنهم قائد الفريق نيستا إلى ميلان.
اشترى النادي بعدها رجل الأعمال الإيطالي كلاوديو لوتيتو، وحاول تخفيف أعباء الميزانية بالتخلي عن بقية النجوم معتمداً على بعض لاعبي الخبرة، أمثال باولو دي كانيو الذي عاد لمساعدة الفريق قبل رحيله عام 2006.
تاريخ الأندية الإيطالية شهد في الكثير من الأوقات فضائح لا يُمكن نسيانها، منها قضية "الكالتشيو بولي" الشهيرة في عام 2006، التي أسفرت عن هبوط يوفنتوس لدوري الدرجة الثانية بسبب تلاعب بالنتائج، وانغمس في هذا الفساد لاتسيو أيضاً لكن بنسبة أقلّ.
يوم 14 مايو 2006، قررت المحكمة إنزال لاتسيو إلى الدرجة الثانية وخصم سبع نقاط من رصيده. جاء استئناف القرار، وخرج الفريق العاصمي بأقل الأضرار الممكنة، وذلك بالبقاء في الدرجة الأولى مع حذف 11 نقطة منذ البداية.
حُظر لوتيتو لعامين ونصف بسبب تلك الفضيحة، ثم لمدة 10 أشهر بسبب قضية متعلقة باللاعبين الأرجنتينيين ماورو زاراتي وخوليو ريكاردو كروز.
اليوم، لاتسيو يحتلّ المركز الثاني (62 نقطة) خلف يوفنتوس (63 نقطة)، وكلّه أملٌ في تجاوز الصعاب بفضل لاعبين مميزين أمثال تشيرو إيموبيلي وميلينكوفيتش سافيتش وآخرين.
بعض التاريخ
كان لاتسيو النادي الكبير الوحيد في روما، ولم ينجح في مجاراة فرق الشمال. أراد النظام الفاشي بقيادة الديكتاتور بينيتو موسوليني إنشاء نادٍ موحد يضمّ جميع أندية العاصمة مثلما حصل في مدينة نابولي الجنوبية، حصل ذلك حين اندمجت ثلاثة فرقٍ تحت شعارٍ واحد، وهي روما وألبا أوداس وفورتيتودو.
كان قرار تأسيس نادي روما تنفيذاً لرغبة موسوليني، إضافة إلى تخطيطٍ وإصرار من أمين اتحاد الحزب الفاشي إتالو فوسكي، الذي كان بدوره رجلاً ناشطاً في عالم الرياضة، لكن سلطة الجنرال الفاشي جورجيو فاكارو حالت دون ذلك، إذ إنه كان أحد المشجعين الكبار للنادي الأزرق السماوي، تدخّل بقوة في ظلّ معارضة من الجماهير لفكرة الاندماج.
أثارت جماهير نادي لاتسيو الجدل دائماً، لا سيما في عام 2019 يوم رفعت مجموعة من المشجعين تدعى "Irriducibili" يافطات فاشية لقيت معارضة كبيرة في الداخل والخارج.
اقــرأ أيضاً
النسر والشعار
استُلهم لونا لاتسيو الأبيض والأزرق السماوي، من الشعار الوطني لليونان، نظراً لأن لاتسيو نادٍ متعدد الرياضات، واعترافاً بالألعاب الأولمبية القديمة في القارة الأوروبية المرتبطة باليونان. ويضمّ الشعار أيضاً نسراً في الأعلى، الذي اختاره أحد الأعضاء المؤسسين للنادي لويجي بيغياريلي. وأصله يعود إلى النسر الشهير الذي اتصل باسم زيوس في الميثولوجيا والمعروف بـ"Aquila". كما كان رمزاً مستخدماً في روما القديمة، وكانت لديه أهمية دينية للجندي الروماني.
اشترى النادي بعدها رجل الأعمال الإيطالي كلاوديو لوتيتو، وحاول تخفيف أعباء الميزانية بالتخلي عن بقية النجوم معتمداً على بعض لاعبي الخبرة، أمثال باولو دي كانيو الذي عاد لمساعدة الفريق قبل رحيله عام 2006.
تاريخ الأندية الإيطالية شهد في الكثير من الأوقات فضائح لا يُمكن نسيانها، منها قضية "الكالتشيو بولي" الشهيرة في عام 2006، التي أسفرت عن هبوط يوفنتوس لدوري الدرجة الثانية بسبب تلاعب بالنتائج، وانغمس في هذا الفساد لاتسيو أيضاً لكن بنسبة أقلّ.
يوم 14 مايو 2006، قررت المحكمة إنزال لاتسيو إلى الدرجة الثانية وخصم سبع نقاط من رصيده. جاء استئناف القرار، وخرج الفريق العاصمي بأقل الأضرار الممكنة، وذلك بالبقاء في الدرجة الأولى مع حذف 11 نقطة منذ البداية.
حُظر لوتيتو لعامين ونصف بسبب تلك الفضيحة، ثم لمدة 10 أشهر بسبب قضية متعلقة باللاعبين الأرجنتينيين ماورو زاراتي وخوليو ريكاردو كروز.
اليوم، لاتسيو يحتلّ المركز الثاني (62 نقطة) خلف يوفنتوس (63 نقطة)، وكلّه أملٌ في تجاوز الصعاب بفضل لاعبين مميزين أمثال تشيرو إيموبيلي وميلينكوفيتش سافيتش وآخرين.
بعض التاريخ
كان لاتسيو النادي الكبير الوحيد في روما، ولم ينجح في مجاراة فرق الشمال. أراد النظام الفاشي بقيادة الديكتاتور بينيتو موسوليني إنشاء نادٍ موحد يضمّ جميع أندية العاصمة مثلما حصل في مدينة نابولي الجنوبية، حصل ذلك حين اندمجت ثلاثة فرقٍ تحت شعارٍ واحد، وهي روما وألبا أوداس وفورتيتودو.
كان قرار تأسيس نادي روما تنفيذاً لرغبة موسوليني، إضافة إلى تخطيطٍ وإصرار من أمين اتحاد الحزب الفاشي إتالو فوسكي، الذي كان بدوره رجلاً ناشطاً في عالم الرياضة، لكن سلطة الجنرال الفاشي جورجيو فاكارو حالت دون ذلك، إذ إنه كان أحد المشجعين الكبار للنادي الأزرق السماوي، تدخّل بقوة في ظلّ معارضة من الجماهير لفكرة الاندماج.
أثارت جماهير نادي لاتسيو الجدل دائماً، لا سيما في عام 2019 يوم رفعت مجموعة من المشجعين تدعى "Irriducibili" يافطات فاشية لقيت معارضة كبيرة في الداخل والخارج.
النسر والشعار
استُلهم لونا لاتسيو الأبيض والأزرق السماوي، من الشعار الوطني لليونان، نظراً لأن لاتسيو نادٍ متعدد الرياضات، واعترافاً بالألعاب الأولمبية القديمة في القارة الأوروبية المرتبطة باليونان. ويضمّ الشعار أيضاً نسراً في الأعلى، الذي اختاره أحد الأعضاء المؤسسين للنادي لويجي بيغياريلي. وأصله يعود إلى النسر الشهير الذي اتصل باسم زيوس في الميثولوجيا والمعروف بـ"Aquila". كما كان رمزاً مستخدماً في روما القديمة، وكانت لديه أهمية دينية للجندي الروماني.