تبرز مخاوف عديدة من سلوكيات الجماهير داخل الملعب وخارجه خلال قمّة "القطبين" الفيصلي والوحدات المقررة الجمعة لحساب الجولة الخامسة من بطولة الدوري الأردني للمحترفين بكرة القدم، الأمر الذي يجعل الكثيرين يتخوفون من تكرار حدوث الشغب سواء من حيث الهتافات غير المقبولة والتي يمس البعض منها الوحدة الوطنية، أو الخروج عن النص عبر رمي عبوات المياه وأجسام صلبة نحو أرض الملعب، كما حدث في مرات سابقة، الأمر الذي كلّف الناديين غرامات باهظة ومتكررة.
وكان من المفترض أن يكون يوم 31 تشرين الأول / أكتوبر من العام 2017، حدثاً بارزاً ويوماً مهماً في تاريخ الرياضة الأردنية، للحد من ظاهرة "شغب الملاعب"، لا بل القضاء عليها، بعد أن أجاز مجلس النواب الأردني تطبيق المادة رقم (467) ضمن مشروع القانون المعدل لقانون العقوبات.
وتنص المادة 467 على أنه: "يُعاقب بالحبس مدة لا تقل عن ثلاثة أشهر ولا تزيد عن سنة، كل من أحدث شغباً أو حرّض على الكراهية بأي وسيلة كانت في المؤسسات التعليمية أو المنشآت الرياضية أو أي مكان آخر امتدّ إليه هذا الشغب".
وتضيف المادة: "تكون العقوبة مدة لا تقل عن ثلاثة أشهر ولا تزيد على ثلاث سنوات، إذا اقترن الفعل المنصوص عليه في الفقرة السابقة من هذه المادة، بحمل السلاح أو أي أداة خطرة أو إلقاء مواد صلبة أو سائلة أو أي مواد أخرى مضّرة أو نجم عن ذلك إضرار بالغير أو بالأموال العامة أو الخاصة"، لكن يبقى السؤال الأبرز.. متى يُطبّق هذا القانون عملياً؟
وتثير ظاهرة شغب الملاعب في ميادين الكرة الأردنية مخاوف كثيرة فهي ليست محصورة بـ "فئة مندسة" كما يتردد، لكن في كلتا الحالتين فإن الجمهور يدفع ثمن حضوره مادياً ومعنوياً .. بل إنه يدفع "ضريبة" عشق الرياضة نيابة عن فئة من الجمهور لا يحلو لها سوى "التنغيص" على بقية المتفرجين، وإثارة الشغب داخل وخارج الملعب والمساس بالممتلكات العامة والخاصة، وإطلاق العبارات النابية التي يمسّ بعضها الوحدة الوطنية وينال بعضها الآخر من الأعراض.
وتحتاج ظاهرة "شغب الملاعب" في الأردن لعلاج بعيداً عن الاكتفاء بإطلاق الشعارات التي تحث على التشجيع بروح رياضية عالية، ولا بترك رجال الأجهزة الأمنية لوحدهم، مع أنهم يتحملون القدر الأكبر من مسؤولية معالجة الظاهرة، لكنهم ينتظرون دوراً مسانداً من المسؤولين عن اللعبة لتشخيص أسباب هذه الظاهرة ومحاولة العلاج.
وستشهد منافسات الكرة في الأردن مباريات مقبلة وحساسة وأهمها "ديربي" الفيصلي والوحدات أو الكلاسيكو، والأندية الأردنية مطالبة بامتصاص حالة الشحن الزائدة من بعض المتفرجين، وذلك بإظهار مواقف عقلانية تبعث رسائل إيجابية للمتفرجين، بدلاً من تلك التصريحات والمواقف المتشنجة التي تنطلق بين الحين والآخر عبر منصات التواصل الاجتماعي.