باتت أيام الدولي المغربي، مروان الشماخ، المحترف بصفوف كريستال بالاس، معدودة بالدوري الإنجليزي، حيث تحدثت العديد من المصادر ووسائل الإعلام البريطانية، عن انفصال وشيك بين إدارة النادي واللاعب ذي الـ 32 ربيعا.
وأشارت المصادر ذاتها، إلى أن وجهة اللاعب المقبلة ستكون دون شك، الدوري الفرنسي الأول، وتحديدا ناديه السابق بوردو، الذي نشا وترعرع فيه، قبل أن تلمحه عينا القناص الفرنسي، أرسين فينغر، المعروف بانتقائه لأهم المواهب الممارسة بالدوري الفرنسي، وتحويلها إلى صفوف الأرسنال.
لم تجر الرياح بما تشتهيه سفن الدولي المغربي، خلال تجاربه مع الأندية التي لعب لها انطلاقا من أرسنال مرورا بويست هام ووصولا إلى كريستال بالاس، وفي تجربة الشماخ نستعرض بعضا من الأخطاء التي ننصح اللاعبين المغاربة المحترفين والقادمين على تجارب احترافية بتجنبها ضمانا لأوفر حظوظ النجاح.
قلة تركيز وفشل في استغلال الفرص
فشل مروان، في نيل مقعده الرسمي ضمن صفوف نادي أرسنال، وذلك على الرغم من بدايته المتميزة صحبة الفريق، حيث سجل العديد من الأهداف خلال الستة أشهر الأولى من مقامه بلندن، وخصوصا في التشامبيونزليغ. بداية واعدة، انتهت مباشرة بعد عودة أحد أبرز نجوم الفريق آنذاك، الهولندي فان بيرسي، والذي كانت إصابته الطويلة، قد فرضت معها دخول الدولي المغربي كمهاجم رسمي بالفريق مباشرة عند مجيئه لأول مرة، لصفوف الفريق.
ولم تشفع البداية المميزة للشماخ مع الأرسنال، في البقاء رسميا بالفريق، حيث لم ينظر إليه لا جمهور الغانرز ولا جهازه الفني، كبديل حقيقي وفعال قد ينسيهم نجومية فان بيرسي. ولعل قلة تركيز اللاعب في العديد من المناسبات، وخصوصا في المباريات التي أتيح له خوضها، كان سببا في ذلك.
بالمقابل، كان فان بيرسي طيلة مشواره مع الأرسنال، وفي معظم المباريات التي خاضها بقميص الفريق، أكثر تركيزا وفعالية، مما ضمن له تسجيل أكبر عدد من الأهداف، وهو الشيء الذي تطالبا به دائما الإدارة والجمهور في نهاية المطاف، خصوصا حينما يتعلق الأمر بمهاجم يتقاضى أجرا عاليا.
فقدان الثقة بالنفس
مع جلوس مروان الشماخ بدكة البدلاء لمدة طويلة، إثر عودة فان بيرسي كرسمي بصفوف الأرسنال، بات اللاعب المغربي يعاني كثيرا، وخصوصا على المستوى النفسي، حيث بدا تأثير ذلك واضحا للعيان، خلال الدقائق المعدودة التي كان يدخله فيها أرسين فينغر تعويضا لفان بيرسي.
مروان، بدا طول الوقت شاردا، وهو ما جعل إدارة النادي تفكر في إعارته لويست هام لمدة ستة أشهر. الإعارة، هي الأخرى، لم تجد أي نفع للاعب المغربي الذي فشل مرة أخرى، فشلا ذريعا.
فتح المجال لوسائل الإعلام لشن حملات شرسة
خرج اللاعب المغربي عام 2013، بتصريحات نارية لوسائل الإعلام البريطانية، أكد فيها على أن من أبرز أسباب فشله مع الغانرز، كان تعرضه لحملة إعلامية شرسة، إثر نشر صور فاضحة له رفقة صديقه بصفوف مانشستر سيتي آنذاك، سمير نصري، مع العديد من الحسناوات بلاس فيغاس الأميركية.
الشماخ، أكد خلال التصريحات ذاتها، أن الغاية من الحملة، كانت هي محاربته، وجعله يترك الأرسنال في أقرب وقت. لكن السؤال الذي يطرح نفسه، هو هل كانت هذه الحملة ستشن على اللاعب المغربي، لو اختار أن يكون بعيدا عن الأضواء وخصوصا فيما يتعلق بحياته الشخصية؟
عدم الاستفادة من الأخطاء السابقة
وعلى الرغم من أن الفرصة قد أتيحت من جديد لمروان الشماخ، كي يستعيد الثقة بنفسه، ويعود الى توازنه، من خلال انتقاله رسميا قبل عامين، الى كريستال بالاس، الذي كان يعاني على مستوى أسفل الترتيب آنذاك، فإن الدولي المغربي، لم يثبت ذاته من جديد، ولم يكن فعالا بالطريقة التي كان يأملها مسؤولو النادي، مما يدل على أنه لم يستفد كثيرا من أخطائه وتجربته السابقة مع الأرسنال.
الإصابات المتكررة لأسباب مختلفة
عانى، الدولي المغربي، مروان الشماخ، طوال مشواره بالبريميرليغ، من إصابات متكررة، الشيء الذي انعكس سلبا على مستواه الفني. ورغم حضوره النادر رفقة الأرسنال، فقد كان اللاعب يتعرض كل مرة لإصابة تبعده كثيرا عن الميادين. الشيء نفسه، سيتكرر من جديد وبشكل مفاجئ، طيلة مشواره رفقة كريستال بالاس.
ويمكن القول إن طريقة لعب الشماخ، وعدم تجنبه للاحتكاكات غير المفيدة أثناء اللعب، ساهمت بشكل كبير في تعرضه للإصابة في كل مرة. الأكثر من ذلك، فاللاعب لم يكن يستفيد من الإصابات السابقة التي كان يتعرض لها من أجل إصلاح ما يمكن إصلاحه في طريقة لعبه، وحتى يتسنى له بالتالي لعب أكثر عدد من المباريات، والأهم من ذلك تسجيل أكبر عدد من الأهداف.