"الحمض النووي" الخاص باللاعبين: الهوية الحقيقية في الملعب

14 ابريل 2020
لكل لاعب خصائص تُحدد هويته الكروية (Getty)
+ الخط -

إن "DNA" لاعب كرة القدم يُعجل في معرفة هويته مع الفريق من خلال عدة خصائص، وهو الركيزة الأساسية في تسهيل عملية اختيار المدرب للمهام التي تُناسبه، بالإضافة إلى عملية  اختيار الأفضل على أرض الملعب.

الله خلق الإنسان وجعل خصائص جسمه مُسجلة وفقاً للشيفرات الوراثية التي يوثقها ما يُعرف بالـ"DNA" أو الحمض النووي. هو الشيء الوحيد الذي يُميز كل إنسان عن غيره ولا يختلف الأمر في عالم الرياضة أيضاً، فكل رياضي يملك خصائص تميزه عن غيره.

في كرة القدم مثلاً، لكل لاعب "DNA" كروي خاص به يُميزه عن أي لاعب آخر حتى في نفس مركز اللعب. وعليه يُمكن تقسيم هذا التميز وفقاً لعدة عناصر:

-المهارة
-القوة البدنية والنفسية
-التكنيك
-القدرة على معرفة كل جوانب كرة القدم (الثقافة الكروية)

ومن هنا يمكن تحديد هوية اللاعب.

"ميسي أفضل من رونالدو لأنه مهاري وذكي، لكن رونالدو أفضل لأنه يملك قوة بدنية رهيبة"، هذه المقولة لطالما سمعناها في النقاشات الكروية بين الجماهير. طبعاً هذه إحدى المفارقات التي تُميز لاعبا عن آخر على صعيد جانب واحد من الخصائص.

لكن هذا لا يكفي للمقارنة. الأكثرية ربما تُقارن نجاح لاعب بمدى نجاحه في مركز لعبه، من دون النظر إلى المهمة المسندة من المدرب لهذا اللاعب على أرض الملعب. فمثلاً مقارنة ميسي - رونالدو، بيليه - مارادونا، مالديني - راموس، جميع هذه المقارنات ترتكز على مدى نجاح هؤلاء، وطبعاً يدخل عامل الذوق الكروي في الاختيار.

في كرة القدم متطلبات لتطبيق فكرة على أرض الملعب، ومنها خصائص اللاعب "X". مثلاً لا يمكن الطلب من ميسي، الذي يملك "DNA" المراوغة والهجوم وفتح الملعب بسرعة، أن يقف في الوسط ويبدأ الهجمات من الخلف في كل المباراة، هذا الأمر سيجعله بعيدا عن موقعه المفضل وبالتالي قتله في الملعب.

ولا يمكن الطلب من رونالدو اللعب في مركز رأس الحربة وهو جناح أيسر يجيد تغيير الاتجاه نحو الداخل والتسديد في المرمى. هي خصائص كل لاعب، هو "DNA" وُلد معه وطوره مع مرور السنوات وأصبح هويته الكروية الأساسية التي يبني المدرب عليها نهجه الفني في المباريات.



لكل فكرة فنية على أرض الملعب متطلبات تطبيق خاصة منها الفنية ومنها البدنية، ولكي ينجح المدرب في تطبيقها بطريقة مثالية، عليه أولاً وضع اللاعب المناسب في المكان المناسب، وإسناد مهمة تنفيذ الفكرة لكل لاعب حسب إمكانياته التي تنسجم مع المتطلبات.

"DNA" كل لاعب يُسهل عملية الاختيار لدى المدرب الذي يطلب نهجا مُعينا، لأنه يكشف هويته الكروية التي تميزه عن غيره في نفس المركز، وعندها أيضاً، تُصبح المقارنة بين اللاعبين أسهل وفقاً لتنفيذ مهمة تكتيكية مُحددة.