هما مدافعان يلعبان في نفس المركز. لاعبان مثّلا فريق ريال مدريد الإسباني 11 سنة. مدافعان يعرفان كيفية هز الشباك جيداً، وأحياناً يتفوقان على المهاجمين. القصة تبدو مشابهة بين روبيرتو كارلوس ومارسيلو، حتى إن الأخير بدأ يتفوق تدريجياً على الأسطورة التي لم تعرف البرازيل مثله، إلا أن مارسيلو يظهر اليوم بنسخة مُعدلة من كارلوس.
حكاية مارسيلو وكارلوس
يلعب مارسيلو في نفس مركز روبيرتو كارلوس، الذي صنع تاريخاً كروياً مشرفاً مع المنتخب البرازيلي. والمُلفت أن المدافعين مثّلا فريق ريال مدريد الإسباني في 11 سنة متتالية. خاض روبيرتو كارلوس بقميص النادي "الملكي" 451 مباراة، في مختلف المسابقات المحلية والقارية، ونجح في هز الشباك 33 مرة، بينما لعب كارلوس بقميص ريال مدريد 512 لقاءً وسجل 67 هدفاً.
وربما تختلف المقارنة بين أسطورة برازيلية اشتهرت في العصر الذهبي للمنتخب البرازيلي وبين نجم جديد يبلغ من العمر اليوم 30 سنة. لكن ما قدمه مارسيلو في المواسم الأخيرة مع النادي "الملكي" يؤكد اقترابه من أرقام كارلوس على صعيد الأهداف وعدد المباريات. والمُلفت أيضاً القدم اليُسرى القوية التي تجمع اللاعبين والتي جعلتهما يلعبان في مركز الجناح الدفاعي الأيسر.
وبعد أن كان روبيرتو كارلوس البرازيلي الوحيد الذي حقق لقب دوري أبطال أوروبا ثلاث مرات، جاء مارسيلو في عام 2017 وعادل هذا الرقم التاريخي ورفع اللقب الأوروبي للمرة الثالثة على الصعيد الشخصي، قبل أن ينجح في عام 2018 في تخطيه وكسر رقمه بعد الفوز في النهائي على ليفربول، ليؤكد بهذه الأرقام منافسته لواحد من أعظم لاعبي الكرة البرازيلية عبر التاريخ.
في المقابل، وعلى صعيد تمثيل المنتخب البرازيلي، لعب مارسيلو 125 مباراة سجل فيها ستة أهداف، في وقت خاض مارسيلو مع منتخب "السامبا" حتى الآن 52 مباراة سجل فيها ستة أهداف. ويتبقى فقط لمارسيلو رفع لقب كأس العالم من أجل معادلة كارلوس في كل شيء.
خليفة روبيرتو كارلوس؟
يقول مدرب ريال مدريد السابق، فيثنتي ديل بوسكي، إن المدافع روبيرتو كارلوس كان قادراً على الركض 100 متر في ظرف عشر ثوان تقريباً، وهو الرقم الذي يُؤهله للمشاركة في الألعاب الأولمبية. كما أنه اللاعب القادر على تغطية الجناح الأيسر بأكمله وحده من دون مساعدة.
وصل مارسيلو إلى ريال مدريد في الأيام الأخيرة لروبيرتو كارلوس، ولم تتقبل الجماهير بسهولة أن يكون هذا اللاعب هو بديل الأسطورة. لم يلتفت مارسيلو كثيراً لهذا الأمر وقرر الدخول بقوة وكسب احترام المدربين والجماهير سريعاً. وتابع مارسيلو نجاحه إلى حين رحيل روبيرتو كارلوس واعتزل وأمسى مركز الجناح الأيسر حصراً له منذ عشر سنوات حتى اليوم.
ويكفي أن روبيرتو كارلوس في عام 2016 قال: "أعتقد أن مارسيلو أفضل جناح أيسر في العالم، يتفوق عليّ من الناحية المهارية". مارسيلو سيُتابع مسيرته في النادي "الملكي" على الأرجح حتى الاعتزال، وسيكون بكل تأكيد الخليفة المثالي لروبيرتو كارلوس، لكن بنسخة مُعدلة أكثر تطوراً.