يقضي ما يقارب 2.5 مليار مواطن حول العالم أيامهم في حجر منزلي بسبب تفشي فيروس كورونا، ويحاول معظمهم تمرير الوقت بطرقٍ مختلفة من خلال ممارسة ألعاب الفيديو أو على مواقع التواصل الاجتماعي أو القراءة وكذلك مشاهدة الأفلام.
ويتأثر البعض بشكلٍ كبير بالعديد من الأخبار والشائعات التي تُبث على مواقع التواصل الاجتماعي، فيما يتذمّر البعض الآخر من الجلوس في المنزل، لكن هل فكرتم في مشاهدة أو قراءة بعض القصص الرياضية التي من شأنها أن تحفزكم مجدداً لتجاوز هذه الأزمة، والتفوق نفسياً على هذا الفيروس وعدم السماح له بهزيمتنا وتحطيمنا من الداخل؟
شهد عالم الرياضة العديد من اللحظات التاريخية المذهلة التي يُمكن التوقف عندها من أجل تحفيزك والتأكيد على عدم الاستسلام، ويختار "العربي الجديد" بعضها اليوم استكمالاً لما سبق، لنعود بالزمن سنوات إلى الوراء، على أن نُكمل ذلك في حلقات قادمة.
التحدي العظيم
عانى الرياضيون الأميركيون من أصلٍ أفريقي لسنواتٍ بسبب التمييز العنصري، البعض منهم استطاع أن يحفز الأمم والشعوب بشكلٍ غير اعتيادي حتى يومنا هذا. في عام 1936 وخلال الألعاب الأولمبية التي استضافتها ألمانيا النازية قبل الحرب العالمية الثانية، كان المنظمون هناك يخططون لتفوق العرق الآري على الجميع في ظلّ حُكم آدولف هتلر.
القصة الكبيرة كتبها البطل الأميركي من أصل أفريقي جيسي أوينز، الذي تحدّى الجميع هناك وحصد ميداليات ذهبية في سباقات 100 متر و200 متر و100 متر تتابع، إضافة إلى الوثب الطويل.
عن تلك الحقبة هناك مقولة مهمة وردت على لسان ألبرت شبيرز، الذي عمل في العديد من المناصب في الحقبة النازية، منها مستشار لهتلر، وتحدث حينها عما حصل بحسب بحث لجامعة ديوك الأميركية عام 2009: "انزعج هتلر بشدّة من سلسلة انتصارات جيسي أوينز، وقال بينما كان يهزّ كتفيه إن هؤلاء الناس الذين جاء أسلافهم من الغابة بدائيون، كان يرتجف وأضاف: بنيتهم الجسدية أقوى من البيض المتحضرين، بالتالي يجب استبعادهم من الألعاب في المستقبل".
لم ينجح هتلر ولا نازيته في القضاء على تفوق الأفارقة والشعوب الأخرى لاحقاً لا في الحرب ولا في الرياضة، وتحول جيسي أوينز إلى قصة ملهمة للجميع بعدما صُنعت أفلام عنه، بينها "Race" عام 2016، إضافة لفيلم السيرة الذاتية الذي عرض على التلفاز عام 1984 وكان يحمل اسم "The Jesse Owens Story".
بالعودة إلى تلك اللحظات المحفزة في برلين، صدم العداء الألماني لوتز لونغ اللاعب أوينز أيضاً، حين هنّأه على إنجازه بعدما أمسك بذراعه ورفعها للأعلى لحظة توزيع الميداليات. عن تلك اللحظة قال العداء الأميركي، بحسب ما ورد في موقع "ESPN" الأميركي لكاتب المقال Larry Schwartz: "لقد كانت شجاعة كبيرة منه أن يفعل ذلك أمام عيني آدولف هتلر، يمكنك سحب كلّ ميدالياتي التي لن تعادل ما شعرته به خلال تلك اللحظة".
إيطاليا من تحت الرماد
تعاني إيطاليا بشكلٍ كبير جراء فيروس كورونا، والجميع يتعاطف معها بسبب ارتفاع حالات الإصابة والوفيات يومياً، لكن مالديني في حديثه أخيراً على حسابه في إنستغرام قال: "نحن إيطاليون وسنتجاوز هذه الأزمة".
تستطيع تلمس مشاعر المتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي وحبهم لإيطاليا، من جملة: "إيطاليا تعرف كيف تدافع" أو "إيطاليا ملوك الدفاع"، في إشارة إلى لعبة كرة القدم، وطريقة الأتزوري الشهيرة في حماية المرمى مهما كانت الصعوبات.
تابع العديد من الإيطاليين، في الأيام القليلة الماضية، مباريات كأس العالم 2006، وبطبيعة الحال الأمر بالفعل يعطيك دفعاً معنوياً. دخلت إيطاليا ذلك المونديال محطمةً جراء فضيحة الكالتشيوبولي الشهيرة والتلاعب بالنتائج التي أدّت إلى هبوط فريق يوفنتوس للدرجة الثانية. كان العديد من لاعبي البيانكونيري حاضرين في التشكيلة، منهم جيانلويجي بوفون وأليساندرو ديل بييرو وماورو كامورانيزي.
رحلة إيطاليا التي دخلتها في ذلك المونديال من تحت الرماد ومن ثم التقدم بصعوبة في الأدوار الأولى، وبعدها الإطاحة بألمانيا في مباراة نصف النهائي كانت ملحمية، وسجلت فيها تمريرة بيرلو السحرية إلى داخل المنطقة وتسديدة فابيو غروسو المقوسة إلى شباك يانز ليمان، وبعدها قفزة فابيو كانافارو لقطع الكرة في وسط الملعب ولمسة جيلاردينيو لأليساندرو ديل بييرو الذي قتل أحلام الماكينات، ليقود الأتزوري للنهائي التاريخي أمام فرنسا، الذي انتهى بفوزٍ صعب بركلات الترجيح.
إسطنبول تتحدث عن ليفربول
في حديث له عن إصابته بكورونا لصحيفة كورييري ديلو سبورت قبل أيام، أكد باولو مالديني أن فريقه لم يحتفل في غرف الملابس بعد انتهاء الشوط الأول من مباراة ميلان وليفربول في عام 2005 على ملعب أتاتورك في إسطنبول بنهائي دوري أبطال أوروبا.
إن كنت فعلاً تشعر بالضغط النفسي الآن، ادخل إلى يوتيوب، وشاهد عودة الفريقين إلى الميدان في الشوط الثاني تحديداً، واللوحة الإلكترونية أمامك تشير إلى تقدم ميلان 3-0.