قطر تستثمر في زراعة تونس

قال مصدر مسؤول في سفارة قطر لدى تونس لـ"العربي الجديد"، إن الدوحة تنوي توسيع استثماراتها في قطاعات تونسية جديدة، وأبرزها القطاع الزراعي، بعد تنفيذ مشاريع مشتركة بين مستثمرين من البلدين في مجال زيت الزيتون لتغطية حاجات السوق الخليجية وبلدان أخرى. ويأتي ذلك على خلفية مشاركة وفد قطري في الصالون الدولي للزراعة والآلات الفلاحية والصيد البحري الذي بدأت فعالياته في تونس، أول من أمس، ويستمر حتى 29 سبتمبر/ أيلول الجاري.

وأضاف المسؤول في السفارة القطرية، الذي فضّل عدم ذكر اسمه، أن وزير البلدية القطري، عبد الله بن عبد العزيز التركي السبيعي، يقود وفد بلاده للمشاركة في فعاليات الصالون الدولي للزراعة الذي تسجل الدوحة فيه حضورها كضيف شرف لأول مرة.

وأضاف أن من ضمن الحاضرين في الصالون شركة عالمية مختصة تابعة لمجموعة "ناس" لإدارة وتطوير المشاريع العقارية القطرية، وذلك للتواصل مع مهندسين زراعيين حديثي التخرج قصد انتدابهم للعمل ضمن شركات عالمية.

بدورها، أعلنت لجنة تنظيم الصالون أنها اختارت في إطار تكريس البعد الدولي للتظاهرة، قطر وبوركينا فاسو للحضور كضيفي شرف في إطار دعم التعاون التونسي الآسيوي والأفريقي. ويحضر في الصالون الزراعي لأول مرة هذا العام ممثلون من 36 دولة لعرض آخر التطورات والتكنولوجيات في الميدان الفلاحي.

وأكد مدير إدارة الأمن الغذائي بوزارة البلدية القطرية، مسعود جار الله المري، في تصريحات إعلامية بتونس، أن صالون الزراعة يشكل فرصة للاطلاع على المنتجات التونسية وتعزيز الواردات القطرية.
وأضاف المري أن تونس من البلدان التي يمكن الاستيراد منها لعدة امتيازات تتعلق بالمنتج والسعر، لكن هناك إشكالية النقل، وحاليا نبحث تذليل الصعوبات.

بدوره، قال عضو منظمة الزراعة التونسية، محمد رجابية، لـ"العربي الجديد"، إن القطاع الفلاحي من أهم القطاعات الاقتصادية في البلاد لكنه يظل الأقل جذبا للاستثمار الخارجي نتيجة عوائق ومكبلات إدارية، داعيا إلى مزيد من فتح الأفق أمام المستثمرين الأجانب في القطاعات الزراعية. 
واعتبر أن المشاركة القطرية في صالون الزراعة مهمة جدا لإقامة شراكات ثنائية في الميدان الفلاحي بمختلف تفرعاته. ويُدرج الاستثمار في قطاعي الفلاحة والصيد البحري بتونس ضمن الأنشطة الحرة شريطة احترام التشريعات والترتيبات والإجراءات الجاري بها العمل في المجال.

ويجيز قانون الاستثمار التونسي لكل مواطن أو أجنبي الاستثمار في قطاعي الفلاحة والصيد البحري والخدمات المتعلقة بهما.

وتحافظ قطر التي تتجه نحو توسعة استثماراتها في تونس على موقعها الريادي كأول مستثمر عربي في تونس محتلة المرتبة الأولى من حيث تدفقات الاستثمارات العربية المباشرة نحو البلاد سنة 2018، حسبما كشفت "هيئة الاستثمار الخارجي".

وناهزت الاستثمارات القطرية المباشرة 479 مليون دينار، أي نحو 167 مليون دولار، صعوداً من 83.18 مليون دينار، أي زهاء 31 مليون دولار سنة 2017.

وتضاعفت الاستثمارات القطرية في تونس العام الماضي، بأكثر من 5 مرات مقارنة بعام 2017، بفضل الشراكات الاقتصادية المتقدمة التي يعمل البلدان على تنميتها عبر مشاريع مشتركة في القطاع السياحي عبر مشروع الديار القطرية واقتناء مجموعة الماجدة لحصة الدولة في مصرف الزيتونة الإسلامي المصادر. وفي أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تمكنت شركة ''ماجدة تونس''، الفرع التونسي لمجموعة ''ماجدة'' القطرية، من الفوز بصفقة اقتناء حصّة الدولة التونسية من "بنك الزيتونة" المقدرة بنسبة 67% وحصتها من شركة التأمين الزيتونة "تكافل" بنسبة 70%. وستشرع المجموعة ذاتها (الماجدة) قريبا في إنجاز منتجع سياحي جديد بمنطقة قمرت السياحية بتونس العاصمة بكلفة تتجاوز 200 مليون دولار.