وأضاف محمد، لـ"العربي الجديد"، أن حكومة المعارضة السورية بدأت باستلام الموسم بعد أن حددت سعر استلام طن القمح القاسي بنحو 225 دولاراً وسعر طن القمح الطري بنحو 220 دولاراً، وهو سعر أعلى مما حدده نظام الأسد، رغم تراجع سعر صرف الليرة أخيراً مقابل الدولار، فضلاً عن توزيع أكياس مجانية بسعر 15 دولاراً لكل طن للمزارعين الذين يسلمون محاصيلهم لمؤسسة الحبوب التابعة للمعارضة .
وحول توقعات كمية محصول القمح بسورية للموسم الحالي، يقول مدير مؤسسة الحبوب بالحكومة السورية المعارضة: تتوزع المساحات المزروعة بالقمح على مناطق سيطرة المعارضة في مدن درعا وحمص وحلب وإدلب، والتقديرات تشير إلى نحو 150 ألف طن، في حين بلغت العام الماضي نحو 350 ألف طن، وتقع مساحة الإنتاج الأكبر تحت سيطرة التنظيمات الكردية وتنظيم الدولة "داعش" في مدن شمال شرق سورية، الرقة ودير الزور والحسكة، بإنتاج متوقع بنحو مليون طن، في حين زاد إنتاج الحسكة وحدها العام الفائت، عن مليون ونصف المليون طن من القمح .
وعزا مدير مؤسسة الحبوب أسباب تراجع الإنتاج إلى تراجع المساحات المزروعة بالقمح، لصالح البقوليات والزراعات الطبية والعطرية، فضلاً عن الجفاف الذي ضرب سورية هذا العام وعدم هطول معدلات مطرية، مما قلل الإنتاج وخاصة للزراعات البعلية .
وردا على سؤال توفر السيولة لدى المعارضة لشراء مواسم الفلاحين في المناطق الخارجة عن سيطرة الأسد، أجاب محمد بأن الحكومة المعارضة تعاني من قلة السيولة، وستشتري وتطحن وتبيع فضلاً عن اعتمادها على الأموال المدورة من العام الفائت، بعد الخيبة من عدم استجابة ما يسمون أصدقاء الشعب السوري، رغم ارسال كتب وطلب المساعدة المالية لشراء المواسم .
في المقابل، كشف مصدر خاص من دمشق عن أن نظام بشار الأسد يحاول ابتزاز مزارعي القمح عبر طلبه براءة ذمة من المياه والكهرباء وتسديد الفواتير المترتبة على الفلاحين، قبل تسديد قيمة محاصيلهم .
وأضاف المصدر، الذي طلب عدم كشف هويته، أن اللجنة الاقتصادية، التي يترأسها رئيس حكومة الأسد، وائل الحلقي، أصدرت قراراً يلزم المصرف الزراعي بعدم دفع قيم الحبوب المسوقة لموسم 2016 قبل إبراز الفلاحين براءة ذممهم تجاه القروض وفواتير المياه والكهرباء، متوقعاً تراجع كميات استلام النظام من محاصيل هذا العام، بسبب هذا الشرط الإذعاني، على حسب وصفه .
واعتبر المصدر أن ما أعلنته رئاسة حكومة بشار الأسد أول من أمس، عن منح 51200 ليرة سورية عن كل طن قمح كأجرة نقل لفلاحي المنطقة الشرقية إلى المناطق الداخلية، إضافة إلى 100 ألف ليرة سورية سعر الطن، لن تخفف من أثر شرط براءة الذمة، فضلاً عن أن تكاليف النقل أعلى من منحة الحكومة .
ويشهد إنتاج القمح في سورية، الذي تربع لسنوات على عتبة 4 ملايين طن، تراجعاً كبيراً، إذ بلغ الإنتاج الموسم الفائت نحو 1.5 مليون طن، استلم منها نظام الأسد نحو 415 ألف طن في حين استلمت الحكومة المعارضة 300 ألف طن، وتم تهريب باقي الموسم إلى دول الجوار، بحسب ما يقول مراقبون .
وقالت وزارة الزراعة السورية، إن المساحة المزروعة بالقمح لموسم 2016 بلغت 538 ألف هكتار من المخطط البالغ 1.7 مليون هكتار، بنسبة تنفيذ 31%، في حين لم تزد المساحة المزروعة بالشعير عن 6.6 آلاف هكتار من المخطط البالغ 15 ألف هكتار بنسبة تنفيذ لا تزيد عن 40% .