يتوقع بنك الاستثمار الأميركي "غولدمان ساكس" تقلب أسعار النفط في الأجل القصير، بفعل الضبابية بشأن احتمال تعطل بعض الإمدادات ليجري تداول برميل خام القياس العالمي مزيج برنت في نطاق بين 70 و80 دولاراً.
وانخفضت أسعار النفط كثيراً في الأسبوع الأخير مع تصاعد حدة الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وحومت الأسعار دون مستوى 72 دولارا اليوم الثلاثاء غير بعيدة من أدنى مستوياتها منذ منتصف إبريل/ نيسان.
فقد نزلت الأسعار اليوم مع انحسار المخاوف من تعطل محتمل لبعض الإمدادات، في حين ركز المستثمرون على احتمال تضرر النمو العالمي جراء تفاقم الخلاف التجاري.
وتراجعت العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج برنت 32 سنتا بما يوازي 0.5% إلى 71.52 دولارا بحلول الساعة 06:38 بتوقيت غرينتش، ليسجل أقل مستوى منذ 17 إبريل، بعدما كان الخام هبط 4.6% أمس الإثنين.
وقالت الهيئة الحكومية المعنية بالتخطيط في الصين، اليوم الثلاثاء، إن بكين ما زالت واثقة من تحقيق النمو المستهدف عند حوالي 6.5% هذا العام، رغم الاعتقاد بأنها ستواجه صعوبات في النصف الثاني من العام مع اشتداد الخلاف التجاري مع الولايات المتحدة.
تأتي التصريحات بعد يوم من إعلان الصين تباطؤا طفيفا للنمو في الربع الثاني وتسجيل أضعف وتيرة نمو لأنشطة المصانع في عامين في يونيو/ حزيران، بما يشير إلى مزيد من الضعف في أوضاع الأعمال خلال الأشهر المقبلة، مع تنامي الضغوط التجارية.
ومن المتوقع أن يرتفع إنتاج الولايات المتحدة من 7 مناطق رئيسية للنفط الصخري بواقع 143 ألف برميل يوميا، ليسجل مستوى قياسيا عند 7.47 ملايين برميل يوميا في أغسطس/ آب بحسب التقرير الشهري لإدارة معلومات الطاقة الأميركية الصادر أمس الإثنين.
"غولدمان" قال في مذكرة صادرة بتاريخ أمس الإثنين، إن "تعطلات الإنتاج والتغيرات الكبيرة في الإمدادات، مدفوعة بالقرارات السياسية الأميركية، هي المحرك لهذا التقلب الأساسي الجديد، فيما يظل الطلب قويا حتى الآن".
لكن وزير الخزانة ستيفن منوتشين قال أمس الإثنين، إنه في حالات معينة قد تكون هناك إعفاءات لدول تحتاج المزيد من الوقت لوقف وارداتها النفطية من إيران.
وأوردت "رويترز" اليوم أن صادرات النفط الإيرانية قد تهبط بنحو الثلثين بنهاية العام، نظرا للعقوبات الأميركية الجديدة، وهو ما يضع أسواق الخام تحت ضغط كبير وسط انقطاعات في الإمدادات من أنحاء أخرى في العالم.
وقال "غولدمان" إن "الضبابية بشأن حجم التغيرات في الإمدادات وتوقيتها خلقا حالة من عدم الوضوح بشأن توقعات العوامل الأساسية للنفط في الأجل القريب"، مضيفا أنه ما زال يتوقع حدوث تقلب كبير في الإمدادات مع احتمال تعطل المزيد من الإنتاج.
البنك اعتبر أن "هذه التغيرات في الإنتاج، إلى جانب الارتفاع المطرد في الإنتاج السعودي، ينتج منهما مخاطر بأن تتحرك سوق النفط صوب تسجيل فائض في الربع الثالث من 2018".
لكن وفقا لما ذكره، من المتوقع أن تتلقى الأسعار بعض الدعم في الأجل الطويل مع انخفاض المخزونات العالمية. وقال: "بشكل أساسي، المخزونات العالمية منخفضة، وما زال الطلب على النفط قويا، وما زلنا نتوقع تسجيل عجز فور العودة إلى تطبيق العقوبات الثانوية الأميركية".
أضاف أنه ما زال يتوقع أن يعاود خام برنت بلوغ مستوى 80 دولارا، على الرغم من أن هذا قد يحدث فقط أواخر هذا العام بناء على السياسات النفطية للولايات المتحدة بدلا من بلوغه هذا المستوى هذا الصيف كما توقع البنك في السابق.
(رويترز، العربي الجديد)