وطالب البنك المواطنين عبر منشور صادر عنه بعدم استبدال الفئة القديمة بالجديدة ووجه المصارف كافة بالالتزام بذلك.
وكان البنك المركزي طرح فئة جديدة من ورقة فئة 50 جنيهاً للتداول نهاية شهر رمضان المبارك.
إعلان البنك استمرار سريان التعامل بالعملة القديمة وعدم استبدالها بالجديدة أحدث التباسا كبيرا في الشارع السوداني، حيث ذهب البعض فورا للتكهن بتسرب الفئة الجديدة لأيدي المزيفين شأنها شأن نظيرتها القديمة الأمر الذي دفع البنك المركزي للمسارعة بمنع استبدالها بالفئة القديمة.
وقال أمين اتحاد المصارف السوداني، مجذوب جلي، لـ"العربي الجديد"، إن البنك المركزي خطط لاستبدال فئة الـ50 القديمة بالجديدة بشكل تدريجي على النقيض من الاستبدال المتعارف عليه للفئات كما حدث من استبدال للعملة النقدية كافة عقب انفصال جنوب السودان.
وأشار جلي إلى أن بنك السودان حدد منذ نشرته الأولى عن استبدال الفئة أن الفئتين القديمة والجديدة مبرئتان للذمة إلى حين اكتمال سحب الفئة القديمة نهائيا، مشددا على عدم تراجع بنك السودان المركزي عن استبدال الفئة القديمة بالجديدة.
ولفتت بعض المصادر في وقت سابق بحديث لـ"العربي الجديد" إلى أن طباعة البنك المركزي للعملة فئة الـ50 جنيها وطرحها للتداول يحقق هدفين للبنك الأول هو تجميع العملة من الفئة الكبيرة داخل البنك، فضلا عن إرغام المواطنين الذين يحفظون عملاتهم النقدية خارج النظام المصرفي من هذه الفئة على الكشف عنها وإخراجها للعلن عند الاستبدال وتحجيم تسليمهم لها كاملة مما يضمن إعادة الكتلة النقدية داخل النظام المصرفي مرة أخرى.
وكان بنك السودان المركزي قد أعلن عن إتخاذ ترتيبات تحوطية لسحب فئة الـ50 جنيها، والتي بدأ طرح كميات محدودة منها أخيرا واستبدالها بأخرى ذات مواصفات فنية عالية، في إطارمسؤولياته عن حماية العملة الوطنية ومكافحة جريمة تزييف العملات.
المدير العام السابق للبنك السعودي السوداني، محمد عبدالرحمن أبوشورة، لفت إلى أن توجيه بنك السودان بأن تعمل الفئتان جنبا الى جنب ربما الهدف منه تحقيق رغبة البنك في الاحتفاظ بالفئة الجديدة لديه وعدم طرح كافة الكميات التي طبعت منها إلى حين جمع الفئة القديمة والتي وجه المصارف بفتح حسابات مصرفية للمواطنين كافة برسوم رمزية بمبلغ 50 جنيها فقط لتسهيل جمع الفئة القديمة وإدخالها إلى الجهاز المصرفي ليتسنى له استبدالها تلقائيا بالفئة الجديدة.
وذهب أبوشورة إلى احتمال أن يكون بنك السودان قصد من توجيهه بالابقاء على الفئة القديمة مبرئة للذمة لبروز عيوب في الفئة الجديدة لم يرغب في الإفصاح عنها لحين معالجتها.
وكان بنك السودان المركزي قد برر خطوة تبديله للفئة القديمة بتحققه من انتشار كميات كبيرة من فئة الـ50 مجهولة المصدر وغير مطابقة للمواصفات الفنية، الأمر الذي يؤكد تسرب عملات مزيفة إلى التداول مما أدى لزيادة السيولة بشكل واضح في انفلات الأسعار وأثر ذلك المباشر على حياة المواطنين اليومية.