شمل التعديل الوزاري الجديد في حكومة شريف إسماعيل تعيين وزراء ينتمون إلى مؤسسات اقتصادية يملكها رجال أعمال مصريون، وهي ظاهرة يرى المتابعون أنها تطور لدور رجال الأعمال في تشكيل الحكومات المصرية.
وكان السمت الغالب على تشكيل الحكومات في العهود السابقة وقبل سياسة الخصخصة أن يكون الوزير من أبناء الجهاز الإداري للدولة؛ عسكري أو مدني، أو من الأكاديميين القريبين من النظام ثم تطور الأمر بعد ذلك إلى تطعيم الوزارات بوزراء من كبار رجال الأعمال أو ممن تربطهم علاقات مباشرة بهم.
لذا كان وجود وزراء مثل منصور والمغربي والجبلي وعبدالنور وغيرهم في الوزارات السابقة مثيرا للانتقاد من قبل بعض الذين رأوا أن في ذلك خلطاً مباشراً بين عالم البزنس؛ المال، والسياسة، وخشية أن يوظف الوزير سياسات وزارته لخدمة مشروعاته أو الفئة التي ينتمي إليها وهي رجال الأعمال.
الجديد في التعديل الوزاري هذه المرة، ووفقا للسيرة الذاتية التي نشرها موقع أصوات مصرية؛ الخدمة المصرية لوكالة رويترز، أن ثلاثة من الوزراء الجدد يعملون لدى مؤسسات اقتصادية كبرى يمتلكها رجال أعمال مصريون أو خليجيون.
ساويرس وهيكل والخرافي
فوزيرة الاستثمار داليا خورشيد، حاصلة على بكالوريوس إدارة أعمال، كان آخر منصب تولته المدير التنفيذي لأوراسكوم للإنشاء التي تمتلكها عائلة ساويرس الشهيرة ويديرها رجل الأعمال نجيب ساويرس؛ مؤسس حزب المصريين الأحرار، أحد أهم الأحزاب الممثلة في برلمان 2015.
أما وزير المالية عمرو الجارحي، فهو يشغل منذ عام 2013 منصب العضو المنتدب لشركة القلعة للاستشارات المالية، وهي التي يمتلكها رجل الأعمال أحمد هيكل نجل الكاتب الصحافي الراحل محمد حسنين هيكل، والذي اتهم شقيقه حسن في القضية الشهيرة إعلامياً بـ"فساد البورصة" ويحاكم على ذمتها حاليا مع جمال وعلاء نجلي الرئيس المخلوع مبارك، كما أن الجارحي أحد مهندسي خصخصة بنك الإسكندرية وطرح السندات الحكومية في الأسواق الدولية وقيادي بالمجموعة المالية هيرميس.
أما وزير السياحة الجديد يحيى راشد (60 عاماً) فكان يعمل لفترة طويلة في سلسلة فنادق ماريوت العالمية إلى أن تم اختياره للعمل في مجموعة "الخرافي" الكويتية صاحبة الاستثمارات الضخمة في مصر لشغل منصب المدير التنفيذي لقطاع الفنادق بالمجموعة منذ عام 2009 إلى عام 2016.
بيروقراط وأكاديميون
أما بقية الوزراء طبقاً لأصوات مصرية فمن بينهم 3 وزراء يتقلدون مناصب في وزاراتهم، ووزير سابق تولى أيضا مسؤولية محافظتين في حكومتين مختلفتين، أما الآخرون فيحملون درجات علمية في مجالات تخصصهم.
- وزير الآثار خالد العناني (45 عاما) شغل منصب المشرف العام على المتحف القومي للحضارة بالفسطاط في أغسطس/ آب 2014، والمشرف على المتحف المصري بالتحرير في أكتوبر/ تشرين الأول 2015، وهو حاصل على دبلوم الدراسات العليا من جامعة بول فاليري مونبيليه بفرنسا ودرجة الدكتوراه في الآثار المصرية من نفس الجامعة عام 2001.
- وزير العدل حسام عبد الرحيم (71 عاماً) تقلد عدة مناصب في السلك القضائي، وشغل منصب رئيس محكمة النقض ورئيس المجلس الأعلى للقضاء في يوليو/ تموز 2014.
- وزير الطيران المدني شريف فتحي (53 عاماً)، كان يتولى منصب رئيس مجلس إدارة الشركة القابضة لمصر للطيران حتى أغسطس/ آب 2015، وهو حالياً عضو في مجلس إدارة عدة شركات من بينها الهيئة العربية للتصنيع، والشركة القابضة المصرية للمطارات والملاحة الجوية، والشركة المصرية لخدمات الطيران.
- وزير النقل جلال السعيد (68 عاماً) هذه هي المرة الثانية التي يشغل فيها هذا المنصب، حيث تولى حقيبة النقل عام 2011 في حكومة كمال الجنزوري، كما عمل محافظاً للفيوم ما بين 2008 و2011، ومحافظاً للقاهرة منذ أغسطس/ آب 2013. والسعيد حاصل على الماجستير في مجال هندسة النقل والمرور والدكتوراه في مجال التخطيط الاستراتيجي للنقل.
- وزير الموارد المائية والري محمد عبد العاطي كان رئيساً للوفد المصري في مفاوضات سد النهضة الإثيوبي ورئيس قطاع مياه النيل الأسبق في الوزارة، مع انطلاق الإنشاءات الإثيوبية للمشروع عام 2011.
- وزير قطاع الأعمال أشرف الشرقاوي، كان رئيس الهيئة العامة للرقابة المالية في الفترة من 2011 إلى 2013، وهو حاصل على دكتوراه الفلسفة في المحاسبة.
- وزير القوى العاملة محمد سعفان تولى رئاسة عدة نقابات، آخرها النقابة العامة للعاملين بالبترول، فضلاً عن شغله منصب نائب رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال مصر، ورئيس الشركة القابضة للبتروكيماويات.