ويشتري النظام السوري القمح عادة من روسيا، حليفته السياسية، لكن هذه الكمية كبيرة على نحو غير معتاد. وقال مصدر إنها ستغطي احتياجات النظام للعام الحالي حتى موسم شراء القمح المحلي المقبل في 2017.
وقال مصدر سوري حكومي مطلع لوكالة "رويترز"، إن "حبوب" اشترت القمح بسعر 150 يورو (168 دولارا) للطن، شاملا كلفة الشحن، الذي سيتم خلال عام بعد فتح خطاب الائتمان.
وامتنعت وزارة الزراعة الروسية عن التعليق على الصفقة، لكن مصدرا في الوزارة قال إن موسكو لا تزال تدرس شحن نحو 100 ألف طن من القمح إلى سورية كمساعدات إنسانية بشكل منفصل عن صفقة المؤسسة.
واضطرت حكومة بشار الأسد إلى طرح مناقصات لشراء القمح هذا الصيف رغم أنها دأبت في هذا الوقت من كل عام على الانشغال بشراء القمح من السوق المحلية.
واشترت المؤسسة ما يزيد قليلا عن 400 ألف طن من القمح المحلي هذا العام. ويحتاج النظام السوري إلى حوالي 1.5 مليون طن سنويا لتلبية احتياجات المناطق التي يسيطر عليها.
واشترت مؤسسة "حبوب" 350 ألف طن من القمح الروسي في مناقصتين منفصلتين في يوليو/تموز وأغسطس/آب الماضيين قبل أن تعلن عن مناقصة لشراء مليون طن.
وقال تجار في سوق القمح إنهم في حيرة من أمرهم، لأن السعر منخفض جدا بالنسبة لصفقة تجارية.
وقال تاجر أوروبي: "من المستحيل تقريبا إبرامها كصفقة تجارية، لأن السعر منخفض جدا. أعتقد أنه ينظر إليه كمساعدات غذائية، حيث إن السعر متدن للغاية".
وقال المصدر الحكومي إن السعر المنخفض ربما تم الاتفاق عليه نظرا لشراء كمية كبيرة في صفقة واحدة.
وفي مناقصة طرحتها مصر لشراء القمح، اليوم الخميس، تم عرض القمح الروسي بسعر 177.94 دولارا للطن تسليم ظهر السفينة، وبسعر 187.03 دولارا للطن شاملا نفقات الشحن، وهو أعلى بنحو 20 دولارا للطن من الصفقة السورية.
وتعاني سورية من تراجع حاد في محصول القمح، علماً أنها كانت تحصد في فترات سابقة أكثر من 4 ملايين طن سنوياً.
وحصد مزارعو سورية، خلال الموسم الزراعي المنصرم، نحو 1.5 مليون طن اشترى النظام السوري 415 ألف طن منها، واقتنت المعارضة 300 ألف طن.