أبدت مؤسسات حكومية ورجال أعمال وتجار ومواطنون أتراك، استجابة واسعة لدعوة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إلى تحويل ما بحوزتهم من العملات الأجنبية إلى الليرة التركية أو الذهب، بهدف إنعاش وتقوية العملة المحلية أمام نظيراتها الأجنبية.
وبموازاة تدابير متعددة تتخذها الحكومة التركية لوقف فقدان الليرة مزيداً من قيمتها، وجّه الرئيس أردوغان نداءً إلى المواطنين الأتراك، دعاهم فيه إلى تحويل العملات الأجنبية الموجودة بحوزتهم إلى الليرة أو الذهب؛ لتعزيز قوة اقتصاد بلدهم.
وخلال مشاركته في حفل توزيع جوائز نظّمته غرفة صناعة ولاية قيصري، وسط تركيا، الأحد، قال أردوغان إن "المتآمرين يحاولون تخريب الاقتصاد عن طريق المضاربة في سوقي الأسهم والعملة وأسعار الفائدة، بعدما فشلوا في انقلابهم" منتصف يوليو/تموز الماضي.
وأضاف "لا تقلقوا أبدًا، فنحن نستطيع إفشال هذه المؤامرات خلال فترة وجيزة، فتلك الأطراف مارست الشيء ذاته في 2007-2008، وقلت حينها إننا سنتجاوز ذلك بأقل الخسائر، واليوم أكرر ذلك".
وقال نائب رئيس الوزراء التركي، نور الدين جانكلي، إنّ التعديل القانوني الذي يحض على إجراء المناقصات الحكومية بالليرة التركية دخل حيّز التنفيذ، مضيفا أن المناقصات المعلنة بالعملة الأجنبية ستُلغى ويعاد طرحها.
بدوره، صرّح وزير النقل والمواصلات والملاحة البحرية، أحمد أرسلان، بأنّ مؤسسة البريد والتلغراف التركية لن تخصم ضرائب مالية أثناء تحويل العملة الأجنبية إلى الليرة، بل وستمنح تخفيضا بنسبة 10% على مصاريف الشحن لكل من يحول أي عملة أجنبية إلى المحلية.
وأفاد رئيس مجلس إدارة بورصة إسطنبول، همّت قرة داغ، بأنّ المجلس قرر تحويل جميع الأصول النقدية في البورصة إلى الليرة التركية.
إلى ذلك، بدأت بورصة إسطنبول، بحسب بيان لها، تحويل جميع الأصول النقدية إلى الليرة. وأقدم "صندوق تأمين الودائع والمدخرات" على خطوة مماثلة، حيث أعلن أنه سيتعامل بالعملة المحلية بدلا من الأجنبية في مبيعاته وشرائه.
بدورها، أعلنت رئاسة الشؤون الدينية التركية البدء في تحصيل مصاريف الحج والعمرة بالعملة المحلية، وإلغاء التعامل بالعملة الأجنبية. وأعلنت شركات النقل والسياحة، التي تنقل الحجاج والمعتمرين إلى المملكة العربية السعودية، أنها ستحصّل أجور النقل بالليرة.
كذلك، أعلن رئيس رابطة مصدري المنتجات النسيجية والملابس الجاهزة في مدينة إسطنبول، حكمت تنريوردي، أن الرابطة حولت كافة العملات الأجنبية التي بحوزتها إلى الليرة.
وقال رئيس رابطة مصدري البندق في إسطنبول، علي حيدر غورن، إن الرابطة قررت تحويل العملات الأجنبية الموجودة في حساباتها البنكية إلى العملة الوطنية.
ولدعم الليرة التركية، أطلقت غرفة التجّار والحرفيين في منطقة أسنلار بإسطنبول حملة بعنوان "إذا كنت تحب وطنك، قم بتحويل العملة الأجنبية إلى الليرة التركية وشارك في نمو الاقتصاد".
ووعدت الغرفة كل تاجر أو حرفي يحوّل 100 دولار بحلاقة شعر رأسه مجاناً، ومن يحول 300 دولار أو يورو يحظى بوجبة غداء مجانية، فيما يظفر كل من يحول 400 دولار وأكثر بتخفيض يصل إلى 30% على المشغولات النسيجية التي ينتجها المشاركون في الحملة.
كما أعلن عدد من أصحاب مراكز التسوق في أرجاء تركيا تحصيل قيمة إيجار المحلات التجارية بالعملة المحلية.
وفي ولاية جانقيري شمالي تركيا، أعلن الكثير من التجار وأصحاب المحال التجارية الصغيرة عن مكافأة عباراة عن هدايا متنوعة لكل من يحول العملة الأجنبية إلى الليرة التركية. وقال بائع زهور، في جانقيري، إنه سيقدّم باقة زهور لكل من يثبت أنه حول 100 دولار.
وفي ولاية أماسيا (وسط)، يقدّم أحد التجار، كوبًا من القهوة التركية هدية لكل من يحول 100 دولار. فيما وعد صاحب مطعم في ولاية غريسون (شمال) بتقديم وجبة طعام لكل من يصطحب معه إيصالاً يثبت تحويله دولارات إلى الليرة التركية.
أمّا في ولاية شانلي أورفة (جنوب)، فلبى طبيب يدعى فؤاد قرة كاجيلي نداء الرئيس أردوغان عبر الفحص المجاني لكل مريض حوّل عملة أجنبية.
وفي منطقة جيلان بينار في الولاية نفسها، قال صاحب أحد المخابز، ويدعى محمد سعيد قاجكان، إنه سيوزّع الخبز مجاناً على كل من يدعم حملة تعزيز مكانة الليرة التركية أمام العملات الأجنبية.
وفي هذا السياق، قال نائب رئيس الوزراء التركي، محمد شيمشك، أمام البرلمان، إن تركيا تهدف إلى العودة مرة أخرى لمعدل نمو يتجاوز 5% في 2018 و2019. وقال إن بلاده في سبيلها لتسجيل معدل التضخم المتوقع لهذا العام عند 7.5%.وتوقع شيمشك، أمس الاثنين، أن يبلغ العجز في الميزانية 1.9% من الناتج المحلي الإجمالي لعام 2017.
(الأناضول، رويترز)