قال مسؤولون عراقيون في بغداد، اليوم الخميس، إن الولايات المتحدة وافقت مبدئيا على إعفاء العراق جزئياً من العقوبات المفروضة على إيران، حيث سيتاح شراء بعض الأمور الضرورية التي تحتاجها البلاد بشكل يومي من إيران، من بينها استيراد الكهرباء والغاز لمحطات الطاقة.
ولفت مسؤول في الأمانة العامة لمجلس الوزراء العراقي في اتصال مع "العربي الجديد"، إلى أن الجانب الأميركي وافق مبدئيا على استثناء موضوع استيراد الكهرباء والغاز المخصص لتشغيل محطات الكهرباء العراقية من العقوبات التي فرضتها على طهران.
وأضاف "لكن حتى الآن كل ذلك شفهي ولم يصل أي بلاغ رسمي نعتمده، ولكن نتوقع أن يكون ذلك قريبا جداً".
وبيّن أن "العراق سيكون من أكبر المتضررين بين دول المنطقة من تلك العقوبات في حال لم يحصل على استثناء حقيقي من بعضها، كالطاقة والمواد الغذائية التي يستوردها يوميا بآلاف الأطنان من إيران".
وأشار إلى أن الاستثناء لن يكون مفتوحاً، بل سيشمل قطاعات محددة تسهم في تقديم الخدمات للعراقيين. ولفت إلى وجود خشية عراقية من احتمال تدهور العلاقات مع إيران، في حال التزم العراق بعقوبات واشنطن ضد طهران.
بدوره، قال مبعوث وزارة الخارجية الأميركية إلى إيران بريان هوك في تصريح صحافي "إن بلاده منحت العراق استثناءً يتيح له مواصلة شراء الطاقة الكهربائية من إيران".
وفي السياق نقلت "فرانس برس" عن مصدر عراقي قوله إن العراق حصل على هذا الإعفاء مقابل الالتزام بجدول زمني، مبيناً أن بغداد ملزمة بتقديم جدول زمني للتخلص من الاعتماد على الغاز والنفط الإيرانيين.
إلى ذلك، أكد أستاذ الاقتصاد في جامعة بغداد علاء الراوي أن هذا الاستثناء سيمنح العراق فرصة مؤقتة لترتيب أوضاعه الداخلية، موضحاً لـ "العربي الجديد" أن حصول العراق على كميات مناسبة من الكهرباء وما تطلبه من طاقة سيساهم بشكل مباشر في تهدئة الأوضاع التي تتأزم بين الحين والآخر في جنوب البلاد.
وأشار إلى أن "سبب ذلك هو اعتماد العراق على الاقتصاد الإيراني بشكل كبير خلال السنوات الماضية حتى غزت البضائع الإيرانية الأسواق بمختلف أنواعها، فضلا عن اعتماد العراق على الطاقة التي تأتي من إيران".
وكان مسؤولون عراقيون قد أكدوا في وقت سابق أن الحكومة العراقية تنوي وقف تصدير النفط الخام من حقول كركوك (شمالاً) إلى إيران، امتثالاً للعقوبات الأميركية على طهران المقرر أن تبدأ مطلع الشهر المقبل.