هوى سعر الليرة السورية أمام الدولار الأميركي في دمشق، اليوم الجمعة، إلى 500 ليرة للدولار الواحد، في حين وصلت العملة الأميركية في المناطق غير الخاضعة لسيطرة النظام السوري إلى 505 ليرات.
وقال المحلل المالي علي الشامي، إن "قيمة الليرة اليوم هي سعرها الاقتصادي أو أقل من السعر الحقيقي بعدما أفلتت من الرقابة الأمنية والسعر السياسي القسري، الذي تفرضه السلطات النقدية في دمشق، سواء عبر التدخل من خلال ضخ نقد أجنبي في السوق أو عبر الملاحقات الأمنية وإغلاق شركات صرافة".
واعتبر الشامي، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، أن الأسباب الاقتصادية وراء تهاوي الليرة ما زالت قائمة. "وتتمثل هذه الأسباب في قرب نفاد احتياطي سورية من النقد الأجنبي، حيث هوى إلى 700 مليون دولار، وتراجع الإنتاج والصادرات".
وأشار الشامي إلى سبب جديد يفاقم أزمة الليرة، ويتمثل في إعلان مصرف سورية المركزي حصر بيع الدولار بالمصارف الخاصة الحاصلة على ترخيص للقيام بذلك، ما أحدث هزة في سوق الصرف المحلية.
من جهته، رأى الاقتصادي عماد الدين المصبح، أن خطوة المصرف المركزي السوري تؤشر على بدء انسحابه من التدخل المباشر في السوق الموازية التي كشفت القيمة الحقيقية لليرة.
وأرجع المصبح تراجع الليرة، بعد نحو شهرين من الاستقرار، إلى "ضخ نقد محلي هائل في السوق لشراء المحاصيل الزراعية، خاصة القمح، كما أن بعض المصارف الحكومية استأنفت منح القروض بعد توقف استمر عامين".