يستمر السوريون وللعام الثالث على التوالي، بصدارة قائمة الأجانب الذين يؤسسون شركات في تركيا، إذ كشف تقرير، اليوم الإثنين، أن السوريين أسسوا شركات العام الجاري، فاق عددها عدد مثيلاتها الأجنبية في البلاد، وحلّوا بذلك في المرتبة الأولى.
وحسب تقرير اتحاد غرف التجارة وسوق الأوراق المالية في تركيا، فإن عدد الشركات التي أسسها السوريون بتركيا بلغ 7234 شركة سورية في البلاد في السنوات السبع الماضية، لافتاً إلى أن هناك شركات غير مرخصة أسسها سوريون، ما يوصل العدد الإجمالي لنحو 10 آلاف شركة.
ويقول صاحب شركة "خدمات اسينيورت"، حسن محمد: "تزايد بشكل كبير عدد السوريين الذين يؤسسون شركات هذا العام، سواء شركات إنتاجية أو حتى خدمية، ومعظم عملنا يتمحور حول الإقامات السياحية وتأسيس الشركات".
ويضيف محمد لـ"العربي الجديد": "أعتقد سبب الإقبال على توطين الأموال السورية وتأسيس شركات، يعود لمناخ العمل المشجع بتركيا وإلى ما يمكن أن تحققه الشركات من تسريع الحصول على الجنسية للسوريين... معظم من يؤسس شركات يسألنا عن دورها بالحصول على الجنسية التركية والفرق بين أذن العمل وإقامة العمل، فضلاً عن القروض التي تقدمها تركيا للمستثمرين".
واعتبر صاحب شركة الخدمات في إسطنبول، أن مخاوف بعض السوريين من العودة قسراً لسورية، فيما لو تمت تسويات، هي عامل إضافي بزيادة تأسيس الشركات وحتى تسجيل الشركات التي كان أصحابها لا يكترثون سابقاً لتسجيلها، مضيفا: "توجد شركات محدودة كثيرة، لكن أصحابها لم يسجلوها ويدفعوا ضرائب من ذي قبل، اليوم نرى كثيرين يسجلونها بعد ما يقال عن دور ذلك بالحصول على الجنسية التركية".
وليست إحصاءات العام الجاري مفاجئة، إذ حلّ السوريون أولاً لجهة الحصول على تصاريح العمل العام الفائت بتركيا، بعدما حصل نحو 21 ألف سوري على أذون عمل بنسبة 24% من مجمل ما منحته وزارة العمل والضمان الاجتماعي.
وحسب رجل الأعمال السوري بإسطنبول، سعيد النحاس، فإن حصول السوريين على إذن عمل يعتبر المرحلة الاولى لمنحهم الجنسية، فالسوري الذي يمتلك إذن عمل هو مرشح قوي للحصول على الجنسية التركية الاستثنائية، لافتاً خلال تصريحه لـ"العربي الجديد"، إلى أن عدد الشركات السورية التي تأسست بتركيا العام الماضي بلغ نحو 2000 شركة، في حين لم تزد عام 2016 عن 1800 شركة "وهذا العام سيكون قياسياً، برأيي، نظرا لما يشاع عن حلول سياسية وتجنيس السوريين أصحاب الأعمال".
وتشير بيانات منصة الاقتصاديين الأتراك التي تشرف على برنامج تحسين وضع السوريين بتركيا، إلى أن السوريين استثمروا أكثر من 360 مليون دولار في تركيا، من خلال مساهمتهم بالاقتصاد خلال السنوات الست الماضية، حيث تطورت مساهمة السوريين في الاقتصاد التركي من نحو 90 مليون دولار عام 2014، إلى 84 مليون دولار في 2015، لتزيد عن 90 مليون دولار العام الفائت.