أجلت محكمة جنايات القاهرة المصرية، اليوم الخميس، إعادة محاكمة رئيس ديوان رئيس الجمهورية الأسبق، زكريا عزمي، في عهد الرئيس المخلوع، حسني مبارك، لاتهامه بالكسب غير المشروع بمبلغ 42 مليوناً و598 ألفاً و513 جنيهاً، إلى 31 مايو/أيار المقبل، وذلك لنظر مرافعات الدفاع بعد رفض جهاز الكسب غير المشروع طلب عزمي التصالح.
وعقدت جلسة اليوم في غرفة المداولة بشكل سري، حيث منعت وسائل الإعلام من تغطيتها، واقتصر الحضور في الجلسة، التي لم تستغرق أكثر من 10 دقائق، على هيئة الدفاع عن المتهم.
وقال المحامي، جميل سعيد، من هيئة دفاع عزمي، إنهم طلبوا من المحكمة أجلا للاطلاع على رد جهاز الكسب غير المشروع على طلب التصالح، الذي تقدم به موكله في وقت سابق.
وأضاف أنهم تواصلوا في الفترة الأخيرة مع الجهاز لإنهاء إجراءات التصالح، وطلبوا رد مبلغ مليون و 800 ألف جنيه، غير معلومة المصدر، وورد رد المكتب الفني للنائب العام وجهاز الكسب، مشيرًا إلى أنهم طلبوا أجلًا للاطلاع على الرد، مبدين استعدادهم للمرافعة، إلا أن المحكمة أخبرتهم برفض التصالح المقدم.
يشار إلى أن الجلسة الماضية شهدت الكشف عن تقرير لجنة خبراء مصلحة الآثار، التي شكلت في وقت سابق بتكليف من هيئة المحكمة، لتقييم التماثيل الموجودة في القصر الخاص للمتهم، والتي قدرت قيمتها بنحو 1.5 مليون جنيه، فأعلن عزمي رغبته في التصالح، طالبا أجلا لإتمام هذه العملية.
وكانت محكمة النقض قد قضت بإلغاء حكم محكمة الجنايات الصادر بمعاقبة زكريا عزمي بالسجن المشدد سبع سنوات بتهمة الكسب غير المشروع، وتغريمه 36 مليوناً و367 ألف جنيه وإلزامه برد مبلغ مماثل.
كما قضت المحكمة بمعاقبة شقيق زوجته، جمال عبدالمنعم حلاوة، بالحبس غيابياً لمدة سنة مع الشغل والنفاذ وإلزامه بالمصروفات الجنائية، وذلك بتهمة الكسب غير المشروع.
وجاء بأمر الإحالة أنه ثبت بتحقيقات الجهاز أن المتهم حقق كسباً غير مشروع بلغت قيمته 42 مليوناً و598 ألفاً و513 جنيهاً من جراء استغلاله نفوذ وظائفه كرئيس لديوان رئيس الجمهورية، وعضوية مجلس الشعب، وتقلده مناصب قيادية في الحزب الوطني المنحل، فيما قام زوج شقيقته بإخفاء بعض الثروات العقارية المملوكة له ولزوجته، وقد تنوعت هذه الأموال بين الهدايا العينية والمالية من بعض المؤسسات الصحافية القومية، والعقارات والأراضي، والتحف الأثرية التي عثر عليها داخل منزل المتهم.
وأقر الخبير أحمد الصاوي، المكلف بمعاينة منزله، والذي قام بمعاينة الأثاث والتحف بفيلا زكريا عزمي، بصفته مهندساً معمارياً، في شهادته أن "تمثال الفنان العالمي، فيسيدور جونيور، الذي عثر عليه داخل فيلا المتهم، تم نحته في سنة 1870 ميلادية، وتم صبغه في مسبك شهير جداً لفناني تلك الفترة، وكان عليه خاتم يحدد الفنان والمسبك الذي صنعه، واتصل بمعرض في باريس، وعرض عليه التمثال، وأن الخاتم للفنان، لكن هذا العمل ليس موجوداً لديه في قوائمه وعمره 142 سنة.