وأوردت وكالة إنترفاكس للأنباء الروسية، اليوم الاثنين، نقلاً عن بيانات لوزارة الطاقة الروسية، أن إنتاج روسيا النفطي بلغ 11.29 مليون برميل يومياً في فبراير/شباط ارتفاعاً من 11.28 مليون برميل يومياً في يناير/كانون الثاني.
وكان الإنتاج الروسي قد زاد في يناير عن ديسمبر/كانون الأول 2019 الذي سجل 11.26 مليون برميل.
وكان منتجو النفط في أوبك وخارجها في ما يُعرَف لـ"أوبك+" قد اتفقوا نهاية العام الماضي قبل ظهور فيروس كورونا وتسببه في تهاوي الأسعار، على خفض الإنتاج بنحو 1.7 مليون برميل يومياً من أجل دعم الأسعار وعدم انزلاقها للهبوط.
وقال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، إن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، اجتمع مع شركات النفط المحلية أمس الأحد للمناقشة بشأن مقترح "أوبك +" لتعزيز تخفيضات الإنتاج أو تمديدها، وفقًا لما ذكرته رويترز".
وأوضح بيسكوف للصحفيين أن الاجتماع لم يهدف لاتخاذ قرار محدد، وأن كافة التساؤلات بشأن تخفيضات إضافية للإنتاج سيطرحها وزير الطاقة، ألكسندر نوفاك في اجتماع منتجي النفط هذا الأسبوع.
ومن المقرر أن تجتمع "أوبك" وحلفاؤها من بينهم روسيا في فيينا على مدار يومي الخامس والسادس من مارس الجاري.
ووفق بيانات لوكالة بلومبيرغ الأميركية في ديسمبر/كانون الأول الماضي، تبلغ حصة روسيا في خفض إنتاج النفط نحو 300 ألف برميل يومياً، وفق الاتفاق الأخير بين أوبك والمنتجين من خارج المنظمة، بينما الإنتاج الفعلي لا يزال أعلى كثيراً من المستوى المستهدف وفق الاتفاق الذي يحدده في نطاق 11.1 مليون برميل يومياً.
وقال ديميتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، في فبراير الماضي، إن روسيا لم تبت بعد في تمديد اتفاق خفض الإنتاج.
وينتهي الاتفاق الحالي في نهاية مارس/آذار الجاري. وأوصت اللجنة الفنية التابعة لـ"أوبك+" أخيراً بتعميق خفض الإنتاج 600 ألف برميل إضافي يومياً، في محاولة للتقليل من تأثير فيروس كورونا على الطلب النفطي.
لكن صحيفة "كوميرسانت" الروسية ذكرت في عددها الصادر في 13 فبراير، أن جميع شركات النفط الروسية الكبرى أجمعت على تمديد اتفاق خفض إنتاج النفط بين الدول المنتجة داخل منظمة "أوبك" وخارجها ("أوبك+") بذات الشروط الحالية للربع الثاني من العام الحالي، وذلك باستثناء أكبر شركة نفط روسية "روسنفت" التي اقترحت وقف الاتفاق من أساسه.
وبذلك، لم يدعم قطاع النفط الروسي مقترح اللجنة الفنية لـ"أوبك+" بشأن خفض الإنتاج اليومي بمقدار 600 ألف برميل إضافية، بينما أوضحت مصادر "كوميرسانت" أن شركات النفط الروسية تقلل من تأثير انتشار فيروس كورونا الجديد في الصين على الطلب على النفط، معتبرة أن التراجع الأخير للأسعار هو رد فعل انفعالي للسوق.
ونقلت وكالات أنباء روسية عن الرئيس فلاديمير بوتين قوله، أمس الأحد، إن أسعار النفط الحالية مقبولة، وإن روسيا تملك الأدوات للتعامل مع أي آثار سلبية لانتشار فيروس كورونا على الاقتصاد العالمي.
لكن أسعار النفط واصلت هبوطها الحاد خلال الأسبوع الماضي. فقد خسر خام برنت نحو 14 في المائة، في أكبر خسارة أسبوعية له بالنسبة المئوية منذ يناير/كانون الثاني 2016، فيما هبط غرب تكساس أكثر من 16 في المائة في أشد تراجع مئوي منذ ديسمبر/كانون الأول 2008.
ومن المقرر أن تجتمع أوبك والمنتجون من خارجها، في فيينا الأسبوع الجاري، لتبنّي قرار بشأن اتفاق خفض الإمدادات. وقد يدفع هبوط الأسعار بشكل أكبر روسيا إلى تغيير موقفها، حيث ترتفع فيها كلفة إنتاج برميل النفط مقارنة بدول الخليج، وتصل في بعض الحقول إلى أكثر من 40 دولاراً.
كذلك تعتمد روسيا بدرجة رئيسية على السوق الصيني في تصدير نفطها، وبالتالي من المتوقع أن يتعرض العديد من الحقول لخسائر، في حال استمرار تباطؤ الاقتصاد الصيني بفعل تفشي فيروس كورونا.