ترامب: الفجوة التجارية ستجعل الاجتماع مع رئيس الصين "صعباً"

31 مارس 2017
دونالد ترامب يترقب زيارة نظيره الصيني (Getty)
+ الخط -
غرد الرئيس الأميركي دونالد ترامب على موقع التواصل الاجتماعي تويتر قائلاً إن الولايات المتحدة قد لا تتغاضى بعد الآن عن العجز الضخم في ميزان المعاملات الجارية وفقد فرص العمل، وهو ما يعطي انطباعا بأن أول لقاء سيجمعه بالرئيس الصيني شي جين بينغ الأسبوع المقبل سيتسم بالتوتر.

وكان البيت الأبيض قد أعلن أن ترامب سيستضيف رئيس الصين يومي الخميس والجمعة القادمين في منتجع مار الاغو بولاية فلوريدا وأنه سيقيم مع زوجته ميلانيا مأدبة عشاء الخميس المقبل تكريما لضيفه وزوجته بينغ لي يوان.

وكتب ترامب على تويتر ليل‭ ‬الخميس أن الاجتماع المتوقع أن يتناول أيضا الخلافات حول كوريا الشمالية ومطامح الصين الاستراتيجية في بحر الصين الجنوبي "سيكون اجتماعا صعبا جدا".

وكتب "لا يمكننا أن نتحمل بعد ذلك عجزا تجاريا ضخما ولا فقدا للوظائف". وأضاف في إشارة واضحة إلى الشركات الأميركية العاملة في الصين: "لا بد أن تكون الشركات الأميركية مستعدة للتحول إلى بدائل أخرى".

ورغم انعقاد سلسلة من الاجتماعات الأميركية الصينية وإجراء سلسلة من المحادثات التي بدا أنها تهدف إلى إصلاح ذات البين بعد انتقاد قوي وجهه ترامب للصين خلال حملته الانتخابية، قال مسؤولون أميركيون إن ترامب لن يصوب هجمات خلال الاجتماع.

وحث جيف إيميلت المدير التنفيذي لشركة جنرال إليكتريك ترامب على الحفاظ على العلاقات الاقتصادية مع الصين قائلا إن الولايات المتحدة يمكنها أن تكسب الكثير من العولمة.

وقال إيميلت في منتدى للطيران استضافته مجموعة (وينغز كلوب) يوم الخميس "سيخسر البلد إن لم نعقد صفقات تجارية، العلاقة مع الصين في غاية الأهمية".

وأضاف "إذا تخليتم عن التجارة، تخليتم عن أفضل أداة ضغط يملكها رئيس الولايات المتحدة لدى التفاوض في أنحاء العالم، وأنا أعتقد أن الرئيس ترامب أذكى كثيرا من أن يتخلى عن تلك الأداة".


وكانت وزارة التجارة الأميركية قد قالت في وقت سابق إن على بكين أن تغير ممارساتها التجارية والأسلوب الذي تعمل به مؤسساتها.

وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية لو كانغ على الحاجة لرؤية الصورة الكاملة لدى النظر للمصالح التجارية المتبادلة.

وقال في إفادة صحافية "على الجانبين كليهما أن يعملا معا لجعل كعكة المصالح المتبادلة أكبر وليس مجرد السعي لتوزيع أكثر عدلا".

ويقول مسؤولون بإدارة ترامب إن الحاجة إلى بذل الصين مساعي أكبر لكبح برامج جارتها وحليفتها كوريا الشمالية في القطاعين النووي والصاروخي ستتصدر جدول الأعمال إلى جانب التجارة.

ومن المتوقع أيضا أن ينتقد الجانب الأميركي بكين لمطالباتها الواسعة في بحر الصين الجنوبي.
وقال شون سبايسر المتحدث باسم البيت الأبيض في إفادة صحافية إن الاجتماع سيتيح لترامب فرصة "تطوير العلاقة شخصيا مع الرئيس شي".

وأضاف "تحدث إليه هاتفيا بضع مرات، لكن لدينا مشاكل كبرى، كل شيء، من بحر الصين الجنوبي إلى التجارة إلى كوريا الشمالية. هناك قضايا كبرى تتعلق بالأمن القومي والاقتصادي بحاجة لمعالجتها".

كان وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون قد اتفق مع بكين خلال زيارته لها هذا الشهر على العمل معها فيما يخص كوريا الشمالية، وأكد على رغبة ترامب في تعزيز التفاهم بين البلدين.

يذكر أن الرئيس الصيني لي كه تشيانغ قال في وقت سابق هذا الشهر، إن بلاده لا تريد خوض حرب تجارية بين أكبر كيانين اقتصاديين في العالم، مؤكداً أن نشوب حرب تجارية، سيلحق الخسارة بشركات الاستثمار الأجنبية، خاصة الأميركية.

وإذا كانت هناك أية محاولات لتصعيد الاحتكاكات التجارية، يجب تذكر أن أحداً من الجانبين لن يخرج فائزاً من تدمير علاقات متداخلة عادت بالنفع على البلدين خلال العقود الأربعة السابقة.

وأظهرت بيانات رسمية أن حجم التجارة الثنائية بين البلدين ارتفع من 2.5 مليار دولار في عام 1979 إلى 519.6 مليار دولار في عام 2016، بزيادة أكثر من 200 مرة.

وترتكز العلاقات الصينية الأميركية على التجارة متبادلة النفع، وفقاً لما اتفق الخبراء خلال منتدى التنمية الصينية 2017 الذي أنهى أعماله في بكين أمس الأول الإثنين.

وتعد العلاقات الاقتصادية الثنائية ثقل ميزان العلاقات الصينية الأميركية ومحركاً لها، وفقاً لما قاله وزير الخزانة الأميركي السابق هنري بولسون، مضيفاً أن البلدين استفادا من العلاقات التجارية البالغ حجمها نحو 600 مليار دولار تقريباً.

وارتفعت صادرات الولايات المتحدة إلى الصين خلال العقد الماضي بمعدل سنوي 11%، بينما ارتفعت الواردات من الصين إلى متوسط 6.6% سنوياً.


(رويترز، العربي الجديد)