وتأتي هذه العملية من ضمن خطة لخصخصة عدد كبير من المرافق والقطاعات العامة في السعودية، بعد الأزمة التي سببها انخفاض أسعار النفط منذ منتصف العام 2014 وعدم وجود بوادر على تحسنها في المستقبل القريب، كما تأتي في ظل عجز في الموازنة العامة للمملكة.
وأضاف الشبل بخصوص الإدراج في سوق الأسهم، أن الأمر يختلف عن التخصيص، حيث لا بد من تحقيق متطلبات معينة وبالتالي العمل على تحقيق هذه المتطلبات ومن ثم الإدراج في سوق الأسهم.
وقال "لدينا أمثلة سابقة، مثل الشركة السعودية للخدمات الأرضية والشركة السعودية للتموين، وهذه الشركات بدأت بنفس التدرج، وتقوم في البداية على جلب شريك استراتيجي وتعمل عليها كشركة خاصة ومن ثم تذهب إلى عملية الطرح كشركة مساهمة".
ولفت الشبل على هامش المؤتمر الصحافي الذي عقد في مقر الهيئة العامة للطيران المدني لتسليم رخصة المشغل الجوي الجديد طيران أديل الاقتصادية (Flyadeal) المملوكة للخطوط السعودية في الرياض، أمس الأربعاء، إلى أن عدداً كبيراً من المستثمرين الدوليين والمحليين أبدوا اهتماماً بالاستثمار بالقطاع.
وقال: "لقد عملنا على اختصار القائمة الطويلة للمستثمرين إلى عدد محدود بناء على عوامل، من ضمنها الملاءة المالية وتاريخهم الاستثماري وتقديم مستوى عال من الخدمة".
وكانت السعودية - التي تسعى إلى إيجاد سبل لدعم مالية البلاد بعد هبوط أسعار النفط منذ 2014 - قد قررت تخصيص 6 وحدات في شركة الخطوط الجوية السعودية المملوكة للدولة، وأنهت طرح وحدتي التموين والخدمات الأرضية.
وأعلنت العام الماضي، إنهاء الملفات الخاصة بطرح 30% من أسهم شركة الخطوط السعودية للشحن للاكتتاب العام، وأن الطرح قد يتم خلال 2017.
وفي يوليو/تموز الماضي، أكدت تقارير نقلاً عن مصادر، أن الحكومة السعودية عينت بنك غولدمان ساكس الأميركي لإدارة بيع حصة في مطار الملك خالد الدولي بالرياض، ثاني أكبر مطارات المملكة بعد مطار الملك عبد العزيز الدولي بجدة، وذلك في أول عملية خصخصة كبيرة لمطار في المملكة، وأن شركة الطيران المدني السعودي القابضة تعتزم بيع حصة أقلية في مطار الملك خالد الدولي، مضيفة أن حجم الحصة قد يكون كبيراً.
وقال رئيس الهيئة العامة للطيران المدني عبدالحكيم التميمي، إن شركة الطيران المدني القابضة تعكف على إنشاء 4 شركات جديدة وذلك ضمن خططها لتطوير وحدات الأعمال الاستراتيجية وتحويلها إلى كيانات تجارية مستقلة وتحقيق الاستدامة المالية.
وأوضح التميمي في تصريحات لموقع "أرقام"، أنه سيتم إنشاء شركة مثيلة لشركة مطارات الرياض و"دامكو"، مطارات الدمام، وذلك لإدارة مطارات جدة، وكذلك تأسيس شركة أخرى لإدارة مطارات المملكة المتبقية، إضافة إلى شركتين إحداهما تعمل في الملاحة الجوية والأخرى في تقنية المعلومات.
وكشف التميمي عن أن هيئة الطيران المدني تدرس حالياً إمكانية طرح رخصة ثالثة لتقديم نشاط الخدمات الأرضية، مضيفاً أن هذه الدراسة تعتمد على ملاءمة حجم الطلب ومراجعة الوضع العام لخدمات المناولة الأرضية في جميع مطارات المملكة.
وقد سلمت الهيئة العامة للطيران رخصة المشغل الجوي إلى شركة طيران "أديل"، والتي ستؤهلها لتشغيل رحلات جوية منتظمة داخلية ودولية من وإلى مطارات المملكة.
وقال رئيس الهيئة العامة للطيران المدني، حسبما نقلت عنه "وكالة الأنباء السعودية"، إن شركة طيران "أديل" حصلت على هذه الرخصة بعد أن استكملت المتطلبات الاقتصادية والتنظيمية، وشروط ومعايير السلامة الجوية اللازمة.
وأشار إلى أن شركات الطيران الجديدة في سوق النقل الجوي بالمملكة تعد مؤشراتها إيجابية ومشجعة جداً، متوقعا إضافة التوازن المطلوب في السوق بين العرض والطلب.
وأعلنت المؤسسة العامة للخطوط الجوية العربية السعودية، في إبريل/ نيسان من العام الماضي، عن تأسيس شركة طيران "أديل" والتي تقدم خدمات النقل الجوي الاقتصادي بدرجة سفر اقتصادية واحدة.
وستطلق "طيران أديل" أولى رحلاتها الجوية يوم 23 سبتمبر/ أيلول بالتزامن مع ذكرى اليوم الوطني للمملكة.
وبدأت قطاعات حكومية في أغسطس/ آب الماضي، تشكيل لجان إشرافية، لبدء خصخصة 10 قطاعات حكومية في السعودية.
وتشمل القطاعات كلاً من البيئة والمياه والزراعة، وقطاع النقل (جوي وبحري وبري)، وقطاع الطاقة والصناعة والثروة المعدنية، وقطاع العمل والتنمية الاجتماعية، والإسكان، والتعليم، والصحة، وقطاع البلديات، والحج والعمرة، والاتصالات وتقنية المعلومات.
(العربي الجديد)