في وقت أعلنت أمازون حاجتها لتوظيف 100 ألف عامل في الولايات المتحدة، لتلبية الطلب المتزايد في هذه المرحلة العصيبة، أعلنت نقابتان للعمال الفرنسيين المشتغلين لدى الشركة الأميركية عن تنفيذ العاملين في عدد من المراكز إضراباً وعن استخدام آخرين حقهم بالتوقف عن العمل، في مسعى منهم لتجنب العدوى بفيروس كورونا.
يأتي هذا تزامناً مع دخول فرنسا، منذ ظهر اليوم الثلاثاء، حالة من العزل، تستمر أسبوعين على الأقل، أعلنها الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، ومن ثم وزير الداخلية، كريستوف كاستانير، أمس الاثنين، في كلمتين لهما.
وأعلن فرع "الكونفدرالية العامة للشغل" الخاص بالمشتغلين لدى "أمازون لوجيستيك"، اليوم، أن العاملين في ثلاثة مراكز على الأقل، واقعة في مونتاليمار ودويه وشالون، ينفذون منذ صباح اليوم حقهم بالإضراب أو التوقف عن العمل، وهو حق يحفظه القانون للفرنسي للعامل الذي يرى أن شروط عمله قد تعرضه للخطر.
وكتبت صفحة النقابة الخاصة بهؤلاء العاملين على "فيسبوك" إنهم "يرفضون العمل في مواقع (للشركة) لم يجر اتخاذ إجراءات فيها لحمايتهم"، مشيرة إلى "عدم احترام تعليمات مسافة الأمان" بين العاملين، و"غياب مطهر اليدين، والتنظيف، والتعقيم، أو قلّتها".
واتهمت النقابة إدارة الشركة بأنها "لا تقدر حجم الوباء وتعرّض موظفيها لخطر كبير".
من جهته، دعا فرع "الكونفدرالية الفرنسية الديمقراطية للشغل" الخاص بالعاملين لدى الشركة الأميركية في فرنسا، في وقت متأخر من مساء أمس الاثنين، العاملين في الشركة إلى "عدم التوجه إلى مكان عملهم" اليوم الثلاثاء، "لوجود عدد كبير من الأشخاص" في مكان واحد ومغلق، وهو أمر سبق للحكومة الفرنسية أن أصدرت قراراً بمنعه.
وذكرت النقابة على صفحتها على "فيسبوك" أن الحكومة أمرت بإغلاق كل أماكن العمل التي لا تعدّ ضرورية لحياة الفرنسيين، مشيرة إلى أن "نشاط أمازون ليس أساسياً للحياة اليومية". وأضافت بسخرية أن "القضبان الاصطناعية وأقراص الدي.في.دي بإمكانها أن تنتظر عدة أسابيع قبل توصيلها".
وطالبت النقابة على لسان مندوبها لدى "أمازون" جوليان فانسون، الذي تحدث أمس إلى إذاعة محلية، بتطبيق "أمازون" لتدبير "العطالة الفنية" عن العمل، الذي يقضي بدفع المشغّل جزءاً من الراتب للعمال الذين فقدوا عملهم أو اضطروا للتوقف عن ممارسته، وهو تدبير دعت الحكومة الفرنسية الشركات إلى تطبيقه، للسماح للعاملين بالانعزال في منازلهم.