يواصل الدولار الأميركي التلاعب بعملات الدول الناشئة، وكانت آخر ضحايا هذا التلاعب العملة البرازيلية، حيث هبط الريال البرازيلي إلى أدنى مستوى في تاريخه القريب أمام الدولار، مساء الخميس، وأغلق على 4.195 ريالات للدولار الواحد.
وعدا الليرة التركية التي حافظت على تماسكها وارتفعت قليلاً، اليوم، فإن معظم عملات أسواق المال الناشئة تدهورت خلال تعاملات الأسبوع.
وفي أندونيسيا حيث تعاني الروبية، وتدهور سعر صرفها إلى أدنى مستوى في 20 عاماً، اضطرت الحكومة لمنع استيراد 500 سلعة من أجل توفير الدولارات للبنك المركزي.
أما في موسكو، فقد اتخذت روسيا خطوة، اليوم الجمعة، لحماية الروبل عبر زيادة نسبة الفائدة، لتزيد من جاذبية عملتها.
وكان الريال البرازيلي قد سجل انخفاضاً قياسياً عند مستوى الخميس في 21 يناير/ كانون الثاني الماضي من عام 2016، حينما أغلق الريال عند 4.163 مقابل الدولار.
وحسب وكالة شينخوا، في يوم الخميس، ارتفع الدولار بنسبة 1.1% مقابل الريال، وسط تزايد حالة عدم التيقن إزاء الانتخابات المقبلة، فضلاً عن التقلبات في أسواق الصرف لدى الاقتصادات الناشئة بعد إعلان تركيا زيادة سعر الفائدة. وتوقع محللون استمرار التوتر إلى أن تتوفر صورة واضحة لنتائج الانتخابات البرازيلية.
وخلال جلسة تداول يوم الخميس، سجل سعر الريال لفترة وجيزة 4.204 مقابل الدولار، ليقترب من المستوى المنخفض القياسي عند 4.248 المسجل في 24 سبتمبر/ أيلول من عام 2015. وخلال السنة وحتى تاريخه، انخفضت قيمة الريال بنسبة 26.61%. وحتى هذا الشهر، شهد الريال انخفاضا بنسبة 3.02% مقابل الدولار.
وجاء الانخفاض الذي حدث يوم الخميس على الرغم من عرض وبيع 10900 "مبادلة" صرف من قبل المصرف المركزي البرازيلي. وفي يوم الاثنين، توقع السوق المالي أن ينهي الريال هذا العام على 3.80 مقابل الدولار.
وأقرّ وزير المالية إدواردو غوارديا، يوم الأربعاء، بأنه حتى اللحظة لا يوجد هناك أي إجراء يمكن للحكومة اتخاذه لمواجهة تقلبات السوق قبل الانتخابات المقبلة.
وعلى صعيد الروبل، قرر البنك المركزي الروسي خلال اجتماع مجلس إدارته، اليوم الجمعة، رفع سعر الفائدة الأساسي بنسبة 0.25% إلى 7.5% سنوياً، في ظل تزايد مخاطر التضخم في البلاد.
وقال بيان صدر عن المركزي الروسي، إن "التغيرات الخارجية التي حدثت منذ اجتماع مجلس إدارة البنك السابق زادت بشكل كبير من مخاطر التضخم، لذلك تقرر رفع سعر الفائدة".
وآخر مرة اتجه فيها المركزي الروسي لرفع سعر الفائدة كانت في ديسمبر/ كانون الأول 2014، حينها اتخذ هذا القرار بسبب هبوط العملة الروسية. وخلال الأشهر الماضية زادت تقلبات الروبل بسبب فرض واشنطن عقوبات جديدة من مخاطر التضخم، والذي ارتفع في أغسطس/آب إلى 9.9% من 9.7% في يوليو/تموز.
وتوقع المركزي الروسي أن تكون معدلات التضخم خلال العام المقبل في حدود 5% ـ 5.5%، على أن ينخفض في 2020 إلى 4%.
وفي أعقاب رفع الفائدة تحسنت قيمة العملة الروسية بشكل طفيف، حيث سجل سعر صرف الدولار تراجعاً بـ69 كوبيكا (الروبل = 100 كوبيك)، كذلك تراجع اليورو بواقع 69 كوبيكا، إلى 79.08 روبلا، وفقا لبيانات "بورصة موسكو".
(العربي الجديد)