بدا الرئيس الأميركي دونالد ترامب محاصراً بملفين اقتصاديين، الأول مفاوضات إدارته التجارية التي لم تثمر على مدى 3 أيام، والثاني الخلاف الداخلي العميق على تمويل جدار المكسيك الذي دفعه إلى إلغاء مشاركته في منتدى "دافوس".
وأعلن ترامب مساء الخميس، إلغاء رحلته التي كانت مقررة في وقت لاحق هذا الشهر، لحضور المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا، مع استمرار الإغلاق الجزئي للحكومة الأميركية.
وقال ترامب في تغريدة على "تويتر": "بسبب تعنت الديمقراطيين بشأن أمن الحدود والأهمية البالغة لسلامة أمتنا، فإنني ألغي بكل احترام رحلتي المهمة جداً إلى دافوس بسويسرا لحضور المنتدى الاقتصادي العالمي".
Twitter Post
|
كما هدّد باستخدام سلطات الطوارئ لتجاوز الكونغرس، والحصول على مليارات الدولارات لتمويل بناء جدار على الحدود، في وقت حذّر رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، من أنه إذا استمر الإغلاق الحكومي الجزئي في الولايات المتحدة لفترة طويلة، فإنّ من شأن ذلك أن يضرّ بالاقتصاد الأميركي.
وقال باول خلال اجتماع في واشنطن: "إذا استمرّ الإغلاق الحكومي لفترة طويلة، فأعتقد أنّ تأثيره سيكون ملحوظاً في الإحصائيات".
ومنذ نحو 3 أسابيع، تعاني قطاعات أساسية في الحكومة الفدرالية من حالة شلل تام، بسبب إغلاق قسم من الإدارات الفيدرالية، جرّاء النزاع الدائر بين ترامب والمعارضة الديموقراطية حول بناء جدار حدودي مع المكسيك.
دخل ترامب في أزمة مع الديمقراطيين في الكونغرس، بسبب مطالبته بتمويل جزئي قدره 5.7 مليارات دولار لبناء جدار على الحدود الأميركية - المكسيكية.
وقال إنه لن يوقع أي مشروعات قانون لإعادة فتح المؤسسات الحكومية لا تتضمن تمويل الجدار، مضيفاً: "أعتقد أن التعامل مع الصين في الواقع أسهل بكثير من التعامل مع حزب المعارضة".
المفاوضات التجارية
من جهةٍ أخرى قال ترامب اليوم، إن الولايات المتحدة تحقق نجاحاً باهراً في مفاوضاتها التجارية مع الصين، بعد يوم من اختتام المسؤولين الأميركيين والصينيين محادثات استمرت 3 أيام في بكين، فيما تراجعت مؤشرات الأسهم بسبب خيبة الأمل من نتائج المفاوضات، قبل أن تستعيد زخمها وترتفع بنهاية التعاملات إثر تصريحات باول.
وكانت الاجتماعات في الصين، أول محادثات مباشرة بين الجانبين منذ التقى ترامب الرئيس الصيني شي جين بينغ في بوينس آيرس في ديسمبر/ كانون الأول، واتفقا على هدنة مدتها 90 يوماً في الحرب التجارية التي عرقلت تدفق سلع بمئات المليارات من الدولارات.
واتهم ترامب المنتمي للحزب الجمهوري، الصين بخداع الولايات المتحدة في التجارة وسرقة حقوق الملكية الفكرية الأميركية، على الرغم من أنه قال إن لديه علاقة شخصية طيبة مع رئيسها.
وأبلغ ترامب الصحافيين لدى مغادرته البيت الأبيض متجهاً إلى حدود الولايات المتحدة مع المكسيك في اليوم العشرين للإغلاق الجزئي للحكومة الأميركية: "نحن نتفاوض ونحقق نجاحاً باهراً مع الصين"، لكنه لم يخض في التفاصيل.
بورصة الأسهم
في وول ستريت، تراجعت الأسهم الأميركية في مستهل التعاملات يوم الخميس، بعد صعودها على مدى 4 أيام، بفعل خيبة الأمل من تفاصيل محادثات التجارة بين الولايات المتحدة والصين وتقارير من شركات التجزئة عن موسم العطلات.
وانخفض المؤشر داو جونز الصناعي 0.28% إلى 23811.11 نقطة، ونزل ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 0.44% إلى 2573.51 نقطة، وهبط ناسداك المجمع 0.7% إلى 6908.65 نقطة.
لكن الأسهم عكست مسارها فصعدت للجلسة الخامسة على التوالي، في ختام تعاملات متذبذبة مع تأثر المستثمرين بتصريحات متباينة من باول، بينما تضررت أسهم قطاع التجزئة بسبب تحذير من "ميسيز".
وعند إغلاق السوق، كان داو جونز قد ارتفع 0.5% إلى 23998.39 نقطة، وازداد ستاندرد آند بورز 0.44% إلى 2596.46 نقطة، وصعد ناسداك 0.42% إلى 6986.07 نقطة.
(رويترز، العربي الجديد)