الضجة التي أثارها الشاب الدنماركي أندرس فيد (23 عاماً) في الصحافة والشارع المصري، حين تسلق وشريكته قمة هرم خوفو، وصوّر فيديو والتقط صورة إباحية، وصل صداها إلى إعلام بلده، الذي اعتبر أن سلوكه لم يراعِ القوانين ولا الثقافة المحلية في مصر.
لم يترك التلفزيون الرسمي الدنماركي إلى جانب الصحافة الرزينة، القضية تمر من دون إثارتها. ونقلت وسائل الإعلام هذه القضية من زاوية "إثارتها للرأي العام في مصر، ما دفع الرسميين إلى التدخل. كما تناولتها الصحف والقنوات في القاهرة كقضية رأي عام تحمل الكثير من التوعد للشاب"، بحسب قناة "دي آر" (هيئة البث العام).
واعتبرت القناة أن الضجة أثيرت لأن القوانين المصرية "تمنع تسلق الأهرامات، وتعتبر التعري أو ممارسة الجنس فوق الأهرامات جريمة تودي بأصحابها إلى السجن 5 سنوات". وتناولت القناة ردود الفعل المصرية بالقول "خلّفت الصور غضبا بين المصريين العاديين ولدى وزارة الآثار على حد سواء، وأخذت القصة طريقها إلى الصفحات الأولى في الصحف المصرية".
وركزت صحافة بلده على "تهديدات بالموت" تلقاها من معلقين مصريين. ورغم أنه قال لصحيفة "إكسترا بلاديت"، التي حصلت حصريا على الفيديو والصور، ولا يزال منشورا على موقعها، إنه حلم كثيرا بتسلق الهرم. إلا أن الصحافة الدنماركية ركزت أيضا على التهديدات التي تلقاها من شبان عرب ودنماركيين أيضا. وانتقد دنماركيون "العجرفة الغربية عند الشباب وظنهم أن باستطاعتهم فعل ما يشاؤون بدون احترام ثقافات الآخرين"، كما نقلت "إكسترا بلاديت" عن تفاعلات القضية.
صحيفة "بوليتيكن" والتلفزيون الدنماركي ووكالة الأنباء "ريتزاو"، وغيرهما من وسائل الإعلام الدنماركي، نقلتا أن "الجدل في مصر أدى برئيس برنامج الآثار أيمن عشماوي إلى اعتبار الفيديو والصور حربا ضد مصر". ومضت وسائل الإعلام تذكر ما قاله عشماوي لصحيفة "المصري اليوم" من أن "الفيلم مخالف للأخلاق ومناف للقيم وإهانة لجميع رموز الإنسانية".
ويقول الشاب فيد معقباً على الضجة الكبيرة إنه "آسف لغضب الكثيرين، لكنها قصة تستحق أن نتذكرها". ويرد على سؤال "إكسترا بلاديت" (التي باعها الشريط والصور ونشرتهما حصريا) ما إذا كان يعتبر فعلته مهينة للناس بالقول: "إن الصورة استفزت بعضهم وهذا واضح، ولكن ما جرى انتصار للمصريين الأكثر تحررا". وأكد أندرس فيد أنه تلقى رسائل مصرية مشجعة، مستبعداً أن يؤدي ذلك إلى أزمة شبيهة بأزمة الرسوم الكاريكاتورية، وقال: "الأهرامات ليست رمزاً دينياً إسلامياً، ولا يمكن أن تكون قضيتي شبيهة بتلك الرسوم".
ولم يترك هذا الشاب الأمر يمر من دون انتقاد منتقديه المصريين بالقول لصحافة بلده: "في الواقع أعتقد أن اهتمام المصريين القليل بالأهرامات مثير للدهشة، هي مهمة لمصر لكنني مُفاجأ بأن منطقة الأهرامات، والعديد من الأمكنة (الآثار) تعج بالقمامة، لذا تقديرهم لآثارهم قليل".
ويعد أندرس فيد المصريين بـ"عدم دخول مصر مستقبلا، فأنا أعرف أني لو كنت بقبضتهم لحاكموني وسجنوني".
وذكرت وسائل الإعلام الدنماركية أن الرواية الرسمية في مصر، "اعتبرت أن فيديو الهرم الإباحي مجرد فوتوشوب، لكن يبدو أن غضب الرأي العام دفعهم للتصريح بشكل مختلف لاحقا". وقال السفير الدنماركي في مصر، توماس أنكر كريستنسن، بحسب القناة الرسمية "دي آر": "لا أتوقع أن تأخذ القضية اهتماماً أكثر مما أخذت"، معتبراً أن الإجراءات التي اتخذتها وزارة الآثار طبيعية، وحين تكون ردود الفعل كبيرة في وسائل التواصل الاجتماعي المصرية ووسائل الإعلام التقليدية تجد السلطات نفسها مضطرة لأخذ القضية على محمل الجد. وطالب السفير الدنماركيين الموجودين في مصر باحترام القوانين وعادات البلد المحلية.
ورغم أن قانون العقوبات الدنماركي لا يسمح بالإباحية في أماكن عامة، إلا أن وسائل الإعلام المحلية لا تتوقع أية إجراءات دنماركية بحق الشاب أندرس فيد، باعتبار ما جرى حدث خارج البلاد، رغم تعرضه يومي الجمعة والسبت لانتقادات كبيرة من المعلقين.