وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، إن الغارات الجوية الروسية خلال الليلة الماضية أوقفت مركز الدفاع المدني في المدينة عن العمل بعد إصابة معداته وآلياته بأضرار جسيمة، والتي يعتمد عليها المدنيّون بشكل أساسي في خان شيخون في تلبية معظم احتياجاتهم الخدمية والطبية.
وأكد محمد جنيد، وهو أحد متطوعي الإنقاذ في الدفاع المدني بمركز خان شيخون، لـ"العربي الجديد"، أن الطيران الروسي استهدف بخمس غارات متتالية المركز خلال نوبتهم الليلة الماضية، مشيرا إلى أنه لم يصدق بقاءه على قيد الحياة بعد دمار المركز بشكل شبه كامل.
وأضاف: "لم يبق شيء من المركز. لا سيارات إسعاف، ولا أدوات إنقاذ، ولا سيارات إطفاء، والمدنيون الآن في وضع صعب، مع استمرار حملة الطيران الروسي الهمجية".
وقالت مديرية الدفاع المدني في إدلب، إن فرق خان شيخون استجابت خلال القصف لـ78 عملية إنقاذ وإطفاء، تمكن خلالها من إنقاذ 16 مصابا، وانتشال جثامين تسعة فارقوا الحياة خلال الأيام الثلاثة الماضية.
وفقد المدنيون في مدينة خان شيخون الكهرباء من جراء غارة جوية استهدفت محطة الكهرباء الرئيسية في بلدة كفرعين قرب المدينة، ما أدى لخروجها عن العمل بشكل كامل بعد احتراقها ودمار أجزاء كبيرة منها.
وأدى انقطاع الكهرباء عن المدينة إلى توقف مضخات المياه عن العمل، وانقطاع المياه عن معظم أجزاء المدينة، ما دفع المدنيين إلى جلب المياه من الآبار السطحية عن طريق الحبال، أو شرائها من مناطق مجاورة في ظروف بالغة الصعوبة بسبب استهداف الطيران للطرق.
وأوضح محمد جنيد، أن أكثر من 40 في المائة من القاطنين في خان شيخون فرّوا من المدينة إلى مناطق مجاورة يعتقدون أنها أكثر أمنا.
وقال سليم الشيخ، إنهم اضطروا إلى النزوح مرة ثانية بعد عودتهم إلى المدينة، "نزحنا من قبل بعد القصف الكيميائي التي تعرضت له المدينة في إبريل/نيسان الماضي من طيران النظام السوري، وأسفر عن مقتل وإصابة عشرات المدنيين، ونزحنا مجددا بعد القصف الروسي".
وأشار الشيخ، إلى أن معظم المدنيين الذين فروا من المدينة توجهوا إلى مناطق شمال إدلب، لأن القصف تركز على مدينة خان شيخون ومحيطها في القسم الجنوبي الشرقي من محافظة إدلب.
وكانت قوات النظام والطيران الروسي استهدفا سابقا مراكز للدفاع المدني ومستشفيات ميدانية في ريفي إدلب وحماة، مما أسفر عن مقتل متطوعين وعناصر إنقاذ، وخروج ثلاثة مستشفيات عن العمل، بينها مستشفى الرحمة في مدينة خان شيخون.