في الوقت الذي بدأت فيه كل من السويد والدنمارك تشديد الإجراءات الحدودية بينهما، وخصوصا العبور عبر جسر ونفق أورسوندبرو الواصل بين الدولتين، منذ الاثنين الماضي، بدأ بعض المواطنين، وخصوصا الشبان الدنماركيين، اتخاذ مبادرات "لنقل اللاجئين عبر تهريبهم بمراكب إلى السويد".
وعلى ضوء ما جرى تناقله في العلن من مبادرة قام بها شاب دنماركي في العشرين من عمره، بنقل اللاجئين بمركب خاص، والتي يشارك فيها دنماركيون آخرون يملكون مراكب خاصة، فإن السلطات السويدية بدأت، اليوم الجمعة، تسيير باخرتين إضافيتين وطائرة أخرى لمراقبة شواطئها التي لا تبعد عن مقابلتها الدنماركية عشرين دقيقة بحرا.
ورغم أن فانستروب يدرك مخاطر النقل غير القانوني للاجئين نحو السويد، وعواقب ذلك قانونيا، إلا أنه يصر على القيام بذلك تحت مسمى "التهريب الإنساني" ضمن شبكة بدأت تتخذ من نقل اللاجئين عبر الحدود مهمة إنسانية لها.
واعترف فانستروب، اليوم الجمعة، أنه قام بخمس عمليات نقل لمجموعات لاجئة باتجاه السويد، وعقّب على ذلك بالقول: "من الصعب أن ترى كيف يمكنهم حماية كل الشاطئ في أورسوند، لذا لست خائفا من أن يجري اكتشافي واعتقالي، وسوف أستمر بعملي، فهؤلاء اللاجئون لن يتوقفوا عن محاولة الوصول بطريقة أو أخرى إلى السويد، وقد يفعلها مهربون، لكنني أقوم بذلك مجانا".
ولم يسلم الشاب الدنماركي بالطبع من الشرطة التي اتهمته بالتهريب خريف العام الماضي بواسطة مركب مطاطي. لكنه قال للصحافة المحلية: "لست متفقا مع القانون، وفي الحالات الطارئة يمكن خرقه. القضية إنسانية بدون مكاسب".
وكانت الدنماركية المرشحة للانتخابات البرلمانية السابقة، أنيكا نيلسن، عن حزب اللائحة الموحدة، قد وضعت تحت المراقبة منذ سبتمبر/ أيلول الماضي، بعد التصريح بأنها لن تتوقف عن نقل اللاجئين المحتاجين لوسيلة نقل، وهو ما كانت تحذر منه الشرطة ويؤدي بصاحبه إلى السجن لمدة طويلة وغرامات مالية.
ويذكر أن الدنمارك في الفترة النازية (1939-1944) ازدهرت فيها عملية تهريب اليهود والأقليات من الخط البحري نفسه باتجاه السويد التي استقبلت عشرات الآلاف ممن هربوا من النظام النازي الذي كان يبحث عنهم، سواء داخل ألمانيا أو في الدنمارك ذاتها التي كانت خاضعة للاحتلال النازي.
ويبدو أن دروس التاريخ في المدارس الدنماركية التي تقص على الأطفال والشبان ما قام به أسلافهم بدأت تنعكس هذه المرة بطريقة أو أخرى على تلك الشبكة التي جرى تأسيسها بغرض حماية ونقل اللاجئين.
اقرأ أيضا:شنغن في خطر.. مواجهة اللجوء تهدد الحدود المفتوحة