وينظم نشطاء عاصمة الفحم بالمملكة، مساء اليوم الخميس وغدا الجمعة، مسيرة نحو سوق الأحد، يرفع خلالها عمال مناجم الفحم ألواحا تحمل رقم 45، وهو عدد مجموع ضحايا لقمة العيش منذ إغلاقها بشكل رسمي في العام 1999.
ويوم السبت المقبل، يعتزم نشطاء وسكان جرادة تنظيم مسيرة احتجاجية نحو ساحة الشهداء، يرتدي خلالها الرجال زي العمل في "مناجم الفحم"، على أن تلبس النساء جلابيب بيضاء ترتديها الأرامل في المغرب حدادا على أزواجهن. أما يوم الأحد فسيتم حمل نعوش رمزية للإشارة إلى ضحايا المناجم، وهي أشكال احتجاجية غير مألوفة من قبل في البلاد.
ونظم السكان يوم أمس مسيرة بالشموع وإطفاء الأنوار في جميع البيوت والمحلات، في مشهد يعيد إلى الأذهان المبادرات الاحتجاجية التي قام بها نشطاء مدينة الحسيمة طيلة شهور، كما حمل الغاضبون بطاقات صفراء، في إشارة إلى إنذار السلطات الحكومية للأوضاع التي يصفونها بالمتردية في عاصمة الفحم، خاصة بسبب عدم توفير بديل اقتصادي ناجع لفائدة سكان وشباب الإقليم.
وأشهر المحتجون بطاقات صفراء في المسيرة الشعبية التي شارك فيها مئات السكان، رغم رداءة حالة الطقس، مطالبين برفع التهميش عن الإقليم.
وأفاد الناشط المحلي بمدينة جرادة، عصام بنلمالقي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن فكرة هذه الأشكال الاحتجاجية تعود لشباب المنطقة الذين يرغبون في إيصال احتجاجاتهم إلى المسؤولين بطريقة حضارية وسلمية فيها الكثير من الإبداع، لعل الاستجابة تكون بنفس مستوى الابتكار" وفق تعبيره.
Twitter Post
|
وأوضح الناشط أنه من المرتقب أن يزور رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، السبت المقبل، الريف، فارتأى نشطاء الحراك، بأن أفضل استقبال له هو أن يجد أمامه النساء الثكالى بجلابيب بيضاء، تخصص عادة في فترات الحزن على وفاة الزوج، مبرزا أنها رسالة واضحة عمّا خلفته مناجم الفحم من ضحايا.
وشدد المتحدث ذاته على أن الأمر يتعلق بأشكال احتجاجية راقية وسلمية ترفع خلالها الأعلام الوطنية تفاديا لأية تأويلات سيئة أو سلبية، لكنها احتجاجات تحمل الكثير من التعبيرات الضمنية عن نفاد صبر السكان، من قبيل بطاقات الإنذار الصفراء وجلابيب الأرامل وبذلات عمال المناجم، مطالبا الوفد الحكومي المرتقب بالجلوس مباشرة مع شباب المنطقة وتنفيذ وعود سابقة لتنمية الإقليم.
وتوزعت مواقف نشطاء الإقليم بين داعمين لهذه الأشكال الاحتجاجية وبين رافضين لاستمرار المظاهرات، وقال عبد الرحمان طاليع، "إن الاحتجاجات أسلوب حضاري وحق دستوري يهدف إلى تحقيق مطالب السكان المشروعة التي لا تتجاوز ضمان الكرامة ولقمة عيش كريمة وتنمية شاملة ترفع التهميش عن المنطقة لا غير".
في المقابل، رأى عادل تومي أن "الاحتجاجات التي يدعو إليها نشطاء جرادة لن تفيد السكان في شيء، حيث يتعين الجلوس إلى طاولة الحوار والتجاوب مع السلطات".