لم يخطر ببال السويدي العربي حسن الزبير (45 عاما)، أن رحلة الاستجمام من استوكهولم إلى فنلندا في كرفانه السياحي عبر الباخرة ستنتهي بأن يصبح جليس كرسي متحرك. وبالرغم من أن الصحافة المحلية عاملته كبطل، إلا أن الرجل يقول إنه لم يقم سوى بواجبه.
كان حسن يتجول في توروك بجنوب فنلندا عندما نفذ شاب من أصل عربي، هجوما بسكين أودى بحياة شخصين وجرح ثمانية. كان حسن من بين الجرحى، وتلقى أربع طعنات أصابت عموده الفقري بأضرار، ونقل عن الأطباء أن "الحبل الشوكي عندي قد تضرر، وأني سأكون على كرسي متحرك، فيما أقول بأني على قيد الحياة".
العمل البطولي في التصدي للقاتل، دفاعا عن شريكته وامرأة أخرى كانت تتعرض للطعن ووفاة واحدة بين يديه ومحاولة وقف الهجوم، يوم الجمعة الماضي في ساحة توروك، دفعت صحيفة "توروك" المحلية إلى عنونة تقريرها بـ"شكرا حسن".
وعن مشاهداته، يقول الزبير "كنا في الساحة حين سمعت صراخا، والتفتُّ فرأيت شابا يحمل سكينا ويطعن امرأة وقعت أرضا، ركضت لمساعدتها لوقف النزيف من رقبتها بينما يحاول آخرون إنعاشها، ورأيت الشاب يركض باتجاه شريكتي فوقفت في مواجهته لأتلقى طعنتين بدلا منها". وحين عاد حسن لمساعدة الجريحة ووقف نزيفها عاد الشاب إليه ليطعنه مرتين في ظهره ورقبته قبل أن ينتبه إلى جرح خطير بيده من الطعنة الأولى، بينما كانت السيدة تموت بين يديه.
المئات على مواقع التواصل الاجتماعي حيّوا حسن على شجاعته بعنوان "حسن بطل في الحياة الحقيقية". وذهبت الصحافة السويدية، ومنها يومية "إكسبرسن"، إلى إبراز ما قام به هذا الرجل السويدي من أصل مهاجر. ففي حين تنتشر نظرة سوداوية كلما وقع هجوم تجاه من هم من أصل مهاجر، تحضر مثل هذه القصص وإبرازها محليا لتضيف نوعا من التوازن على رهاب الإسلام الذي ينتشر أكثر فأكثر بعد عمليات الدهس والطعن.
الزبير هو رجل تمريض ومسعف، وبالتالي حين رأى كل هذه الضجة حول تصديه ومحاولة إنقاذ الأرواح بعمله البطولي، قال: "ما قمت به ليس سوى واجب، كوني رجل إسعاف، وعملت كل ما أستطيع لمساعدة الضحايا".
بكل الأحوال، يوم الجمعة كان اليوم الأخير في رحلة الزبير وشريكته السياحية إلى فنلندا، وكانا يخططان لركوب الباخرة عائدين إلى استوكهولم، قبل أن ينتهي به الحال على فراش المستشفى انتظارا لنقله بعد علاج أولي إلى بلده السويد قريبا.