وأكدت (الفاو) في دراسة جديدة أعدتها بالتعاون مع مركز الأبحاث المشترك التابع للمفوضية الأوروبية، أن هطول الأمطار في الفترة من إبريل/ نيسان وحتى يونيو/حزيران في مناطق إنتاج المحاصيل الرئيسية في كوريا الشمالية كان أقل بكثير من معدله على المدى الطويل، مما أعاق أنشطة الزرع بشكل كبير جداً وأضر بالمحاصيل الموسمية الرئيسية لعام 2017.
وقال ممثل المنظمة في الصين وكوريا الشمالية فنسنت مارتن: "حتى هذا الوقت من العام، فإن كمية الأمطار الموسمية التي هطلت في المناطق الرئيسية المنتجة للحبوب هي أقل من معدلها في 2001 عندما انخفض الإنتاج إلى مستوى غير مسبوق وهو مليونا طن فقط، مما تسبب في تدهور حاد في ظروف الأمن الغذائي لجزء كبير من السكان".
وأكد مارتن على "ضرورة التدخلات الفورية لدعم المزارعين المتضررين والحيلولة دون تطبيق استراتيجيات غير مرغوبة لمواجهة الأزمة بالنسبة للفئة الأكثر ضعفاً من السكان مثل خفض الحصص اليومية من الغذاء".
وتابع "من الضروري جداً الآن أن يحصل المزارعون على مساعدة زراعية مناسبة في الوقت المناسب، بما في ذلك الحصول على معدات الري والآلات الزراعية".
وتوقعت منظمة الأغذية والزراعة أن تكون هناك حاجة ماسة إلى رفع نسبة الواردات الغذائية خلال الأشهر الثلاثة القادمة، بهدف ضمان إمدادات غذائية كافية للأشخاص الأكثر حاجة للغذاء كالأطفال والمسنين".
وبحسب الدراسة، فإنه من الضروري البدء فورا في إعادة تأهيل وتحديث برامج الري لخفض فاقد المياه وزيادة توفرها.
وسيتطلب الوضع زيادة واردات الغذاء سواء تجارياً أو من خلال الحصول على مساعدات، خلال الأشهر الثلاثة المقبلة في ذروة موسم الجفاف لضمان توفر الإمدادات الكافية للفئات الأكثر ضعفاً من السكان، ومن بينهم الأطفال والمسنون.
أوصت الفاو بالتشجيع على زراعة المحاصيل التي تتحمل الجفاف وتنويع سبل العيش لزيادة قدرة المزارعين والأسر على الصمود في وجه الكوارث الطبيعية والتغير المناخي.
وشهدت كوريا الشمالية في أواخر عام 1990 مجاعة تسببت بموت مئات الملايين من الأشخاص. وبحسب الأمم المتحدة، فان 40 في المائة من سكان كوريا الشمالية يعانون من سوء التغذية، حتى في السنوات التي لا تشهد جفافا.
(العربي الجديد)