وقال رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين، قدري أبو بكر، لـ"العربي الجديد"، إن "القرار يكشف حالة عدم مبالاة سلطات الاحتلال بوضع أبو دياك الصحي بالغ الخطورة، فقد يفارق الحياة في أية لحظة، وسبق أن قدمت الهيئة عبر دائرتها القانونية العديد من الالتماسات للإفراج المبكر عنه لينال فرصته في العلاج بعيداً عن السجون الإسرائيلية، لكن دون جدوى".
ورجح أبو بكر أسباب رفض الاحتلال الإفراج عن الأسرى المرضى بـ"الادعاء بوجود قانون جرى إقراره مؤخراً في الكنيست الإسرائيلي بعدم إطلاق سراح المعتقلين الأمنيين، والمقصود بهم الذين اعتقلوا بتهم تتعلق بمقاومة الاحتلال، وهذا يفسر رفضهم الإفراج عن الأسير بسام السايح قبل وفاته، واحتجاز جثمانه بعد ذلك، ورفضهم الإفراج عن الأسير أبو دياك وغيره من الأسرى المرضى".
وأشار إلى أن المحكمة العليا الإسرائيلية سبق أن حددت السادس من يناير/ كانون الثاني لنظر دعوى الهيئة للإفراج عن أبو دياك، إلا أنه بعد جهود قانونية تم تقديم الموعد إلى الثاني من الشهر المقبل، وهو موعد بعيد أيضاً نظراً لوضعه الصحي الخطير.
من جانب آخر، كشف أبو بكر أنه طلب خلال زياراته الأخيرة إلى عدد من الدول الأوروبية الضغط على الاحتلال الإسرائيلي للسماح لأطبائها بزيارة السجون، وأبلغته تلك الدول بحصولها على موافقة إسرائيلية مبدئية على ذلك دون تحديد مواعيد معينة. وقال: "نتمنى أن يتم ذلك في أسرع وقت ممكن، فنحن نريد معرفة تفاصيل كاملة عن حالة أبو دياك الصحية من جهات محايدة لأننا نشك دوماً في التقارير الطبية الإسرائيلية، وتلك الزيارات في حال تمت، سنسعى لأن تشمل أكبر عدد ممكن من الأسرى الفلسطينيين المرضى".
وقال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، خلال زيارته إلى عائلة الأسير أبو دياك في بلدة سيلة الظهر جنوب جنين: "لسنا موجودين هنا اليوم للتضامن مع سامي أبو دياك، بل لأنه ابننا، وابن الوطن، وهو حالة رأي عالمية، ونتحدث عن سامي وكل أسرانا في أي مكان نذهب إليه في العالم، وسنبقى أوفياء لهم".
وأشار اشتية إلى أن "الاحتلال لا يحجب فقط ضوء الشمس عن أبنائنا، بل يحجب عنهم الدواء، وتسبب بكل الأمراض التي أصابتهم، وقد أرسلنا رسائل إلى الصليب الأحمر بهذا الخصوص، وقضية أبو دياك وصلت إلى العالم أجمع بما تشكله من نموذج لمعاناة أسرانا في سجون الاحتلال".
من جانبها، طالبت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في بيان أعقب جلستها الأسبوعية اليوم الأحد، كل المؤسسات الدولية بالضغط على حكومة الاحتلال لإطلاق سراح الأسير سامي أبو دياك، وقال البيان: "وضع سامي حرج داخل المعتقل، ويرفض الاحتلال إطلاق سراحه في أيامه الأخيرة ليستشهد بين أسرته، في ظل عقاب جماعي على الأسرى وعائلاتهم".
والأسير سامي أبو دياك معتقل منذ 17 يوليو/ تموز 2002، ويبلغ من العمر 37 سنة، وهو محكوم بالسجن المؤبد لثلاث مرات وثلاثين عاماً، وأمضى منها 17 عاماً، وتم تشخيص إصابته بورم سرطاني في الأمعاء في سبتمبر/ أيلول 2015، وبدأت حالته بالتدهور نتيجة الأخطاء الطبية الموثقة من مستشفى (سوروكا) الإسرائيلي، حيث خضع لعمليات جراحية أدت إلى حدوث فشل كلوي ورئوي حاد ما زاد من سوء وضعه.