لا يزال الغموض يكتنف حادث سقوط طائرة الركاب الروسية التي سقطت، اليوم السبت، في منطقة سيناء المصرية، والتي تحمل على متنها 224 شخصاً بينهم 17 طفلاً. ففي حين أعادت المصادر الأمنية المصرية أسباب السقوط لعطل فني، رأت الشركة الروسية، المالكة للطائرة، أن الطائرة المنكوبة خضعت لإجراءات الصيانة.
وذكر شهود عيان، لـ"العربي الجديد"، أن وعورة المكان الذي سقطت فيه طائرة الركاب الروسية في سينا تصعب عمليات انتشال الجثث، مؤكدين أن جثث الضحايا تجمع الآن في نقطة كبريت العسكرية بوسط سيناء.
وكانت مصادر أمنية قد أعلنت، في وقت سابق، أن السلطات المصرية حددت مكان الصندوق الأسود للطائرة المنكوبة. كما نفت سابقاً أن تكون الطائرة قد وقعت نتيجة حادث إرهابي، مشيرة إلى أنها سقطت فوق مدينة الحسنة بوسط سيناء نتيجة عطل فني، وأن الطائرة كانت تحلق على ارتفاع 30 ألف قدم، ما يؤكد عدم تعرضها لحادث إرهابي.
وأشارت المصادر الأمنية إلى أن المعاينة المبدئية لطائرة الركاب الروسية ذكرت أن عطلاً فنياً تسبب في الحادث، في حين نقلت وكالتا أنباء روسيتان عن شركة كوغاليمافيا الروسية للطيران، المالكة لطائرة الركاب الروسية، قولها إنها لا ترى سبباً يدعو للاعتقاد بحدوث خطأ بشري في الحادث.
ونقلت وكالتا نوفوستي وإنترفاكس عن المتحدثة باسم الشركة قولها إن الطيار لديه خبرة تصل إلى 12 ألف ساعة طيران، وإن الطائرة خضعت لكل إجراءات الصيانة.
على صعيد متصل، أعلن المكتب الإعلامي في الكرملين، اليوم السبت، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعلن يوم غدٍ الأحد، الأول من نوفمبر/ تشرين الثاني يوم حداد عام على ضحايا الطائرة المنكوبة.
وفي بيان أوضح أن بوتين "أصدر أوامر إلى وزير الأوضاع الطارئة، فلاديمير بوتشوف، بإرسال طائرات من وزارة الحالات الطارئة إلى مصر على الفور، وبالاتفاق مع السلطات المصرية، للعمل في موقع تحطم الطائرة"، معزياً "بأسى كبير" أقرباء الضحايا.
وذكرت مصادر خاصة، لـ"العربي الجديد"، أنه تم منع مراسلين صحافيين يعملون في سيناء، من دخول منطقة الحادث، رغم أنها المرة الأولى التي يسمح لهؤلاء بالحركة والوصول إلى تلك المنطقة، لكنهم منعوا من الدخول إلى منطقة الحادثة.
وقالت مصادر طبية وأمنية مصرية إن جميع من كانوا على متن الطائرة وعددهم 224 شخصاً، قتلوا في حادث تحطم الطائرة صباح اليوم السبت في شبه جزيرة سيناء.
وكانت الطائرة، التي أقلعت صباحاً من مطار شرم الشيخ، قد فقدت الاتصال ببرج المراقبة، ما رجح سقوطها وهي تحمل على متنها 224 شخصاً بينهم 17 طفلاً و200 بالغ، إضافة إلى طاقم الطائرة المكون من 7 أشخاص.
اقرأ أيضاً: مصادر مصرية لا تستبعد أي احتمال بشأن الطائرة الروسية
وكان موقع "رادار فلايت 24" العالمي قد نشر صورة لمسار الطائرة الروسية، التي سقطت في وسط سيناء، موضحاً أن الطائرة سقطت من ارتفاع 6 آلاف قدم بعد دقيقة من فقدان الاتصال بها. وتابع الموقع أن الطائرة روسية الصنع من طراز إيرباص-321 اختفت فوق الأجواء المصرية عقب 23 دقيقة من مغادرتها مطار شرم الشيخ، اليوم السبت 31 أكتوبر/ تشرين الأول 3:49 بتوقيت غرينتش، متجهة إلى مدينة سان بطرسبورغ الروسية.
وأضاف الموقع أن الطائرة التي تحمل رحلة رقم K9268 سلكت أجواء البحر المتوسط، وكان من المفترض أن تعبر إلى قبرص، مشيراً إلى أن المسار الذي كانت ستتبعه الطائرة من المفترض أن يمر فوق الأجواء التركية، ومنها إلى الأجواء الأوكرانية، وصولاً إلى بلاروسيا ثم فنلندا ومنها تدخل الأجواء الروسية في الاتجاه الشرقي.
وتجمع أهالي ضحايا الطائرة الروسية المنكوبة في مطار بطرسبورغ، للبقاء على تواصل مع أية أخبار جديدة قد تردهم بخصوص أبنائهم.
وكان لغط قد أثير بعد إشارة تقرير صدر عن مراقبة الأجواء التركية بأن الطائرة عادت للظهور فوق تركيا، ولكن المصادر الأمنية في شبه جزيرة سيناء أكدت أن الطائرة مفقودة.
وكان السفير، حسام القاويش، المتحدث الرسمي باسم مجلس الوزراء، قد أعلن عن تشكيل مجموعة عمل برئاسة رئيس مجلس الوزراء، ووزراء الطيران المدني، والسياحة، والداخلية، والتضامن الاجتماعي، والصحة، والتنمية المحلية، بالإضافة إلى ممثلين عن الدفاع، والخارجية، وهيئة الإسعاف. وتم توجيه 50 سيارة إسعاف إلى منطقة الحطام لنقل الضحايا، بالإضافة إلى عمليات الإخلاء التي تتم بالطائرات من الموقع إلى مطار ألماظة، ومطارات أخرى بالقرب من القاهرة.
اقرأ أيضاً: سقوط طائرة ركاب روسية بسيناء