تسببت الحرب الدائرة في سورية في أضرار كبيرة لحقت بشبكة المياه في البلاد، نتيجة قصف النظام، وعمليات التفجير والتفخيخ التي تنفذها المعارضة المسلحة، إلى جانب وقف عمل مضخات المياه، بسبب الانقطاع المتواصل في الكهرباء، ما دفع المواطنين إلى ابتداع وسائل جديدة للحصول على الماء، لسد احتياجاتهم الضرورية منها.
وقام المجلس المحلي لبلدة الأتارب في ريف حلب الغربي، بنصب خزان ضخم وسط البلدة، بدعم من منظمة إغاثية دولية، لسد جزء من النقص في مياه البلدة، التي يسكنها 40 ألفاً، إلى جانب 20 ألفاً نزحوا إليها من مناطق مختلفة.
وتبلغ سعة الخزان 72 ألف ليتر مكعب، وهو موصول عبر أنابيب ببئر ارتوازية، ويتم سحب مياه البئر إليه عن طريق مضخات تعمل على مولد كهرباء ضخم، وتخرج من الخزان أنابيب تتفرع إلى أنحاء مختلفة من البلدة، فيما تم نصب الخزان على مستوى مرتفع عن الأرض، لتسهيل خروج المياه منها.
وأفاد حسن الفج مدير المشاريع في مجلس الأتارب المحلي، أن الخزان يغطّي 30 في المائة من احتياجات البلدة، مشيراً إلى أن المجلس المحلي ينوي بناء خزان ثان مشابه لتغطية أكبر قدر ممكن من حاجات المواطنين.
من جانبه، أوضح الناشط عبد الرحمن الفج للأناضول أن فكرة نصب الخزان جاءت بعد معاناة كبيرة للمواطنين في البلدة، لافتاً إلى أن المشروع نجح بالرغم من الإمكانات الضعيفة والظروف الأمنية الصعبة في المنطقة.
وتعرضت البنية التحتية في سورية من ماء وكهرباء وغيرها من الخدمات الأساسية، لأضرار كبيرة منذ بدء الأزمة فيها قبل 4 سنوات، مما زاد من معاناة الناس الذين يعيشون في الأصل في ظروف صعبة، وخاصة المناطق التي تسيطر عليها المعارضة والتي تتعرض لقصف متواصل من قوات النظام وطيرانه.