يلملم سكان بافاريا السفلى ما تبقى لهم من مقتنيات نتيجة الفيضانات المدمرة التي ضربت المنطقة قبل يومين، والتي تقع على الحدود مع النمسا، وأعلنت الشرطة اليوم عن ارتفاع عدد الضحايا إلى ستة بينهم ثلاثة من أسرة واحدة، فيما لا يزال هناك اثنان في عداد المفقودين.
ويعاني السكان من صعوبة التنقل في الشوارع بعدما تعرضت لانزلاقات نتيجة انجراف التربة، كما أدت الكارثة إلى تدمير عدد من الجسور، بفعل ارتفاع السيول الجارفة، والتي وصلت إلى خمسة أمتار، وكبدت المواطنين خسائر بشرية ومادية.
ودعت السلطات المواطنين إلى تجنب المغامرة وأخذ الاحتياطات اللازمة والعمل بتوجيهات طواقم الإنقاذ، وكإجراء احترازي دعت المواطنين إلى غلي مياه الشرب قبل استخدامها، علماً أنه لا يزال هناك أكثر من 100 منزل من دون كهرباء نتيجة تضرر البنية التحتية للشبكة، والتي يصعب الوصول إليها بعد أن غمرت المياه محطات التوليد التي تتغذى منها.
ويبقى الخوف من تجدد العواصف الرعدية والهطول الغزير للأمطار في ظل الحديث عن عودة الأحوال الجوية السيئة، وهذا ما سيؤدي مرة أخرى إلى زيادة منسوب المياه في الطرقات، وبالتالي سيصعب على طواقم الإنقاذ وفرق الأشغال والصيانة مواصلة عملها لرفع مخلفات الكارثة وإفساح المجال أمام الفرق المختصة لمعاينة الأضرار.
ويتعاون السكان فيما بينهم للتخفيف من معاناة بعضهم، وعمدت مجموعات منهم في ساعات متأخرة من ليل أمس الخميس إلى تعبئة أكياس الرمل ورصّها في صفوف متماسكة لتفادي كارثة جديدة في حال وصول عاصفة جديدة.
وكانت السلطات المحلية في الولاية، أعلنت أمس عن صرف مبلغ 1500 يورو لكل منزل كمساعدة أولية وسريعة، ووضعت أرقام طوارئ في الخدمة، وهي تجهد لمساعدة المنكوبين وتقديم يد العون لهم بهدف إنقاذهم، والعمل على لملمة آثار الكارثة التي قضت على مدخراتهم العينية في أقل من خمس دقائق.
وناشد العديد من المواطنين السلطات الرسمية للوقوف على وضعهم، وتسريع عمليات الإغاثة، ومنها شفط المياه من الشوارع والطوابق السفلى ومداخل المباني والمحلات التجارية، علماً أن عناصر الإنقاذ وبالتعاون مع الجمعيات الأهلية تشارك مع السكان وتعمل على قدم المساواة لتخفيف الأضرار.
ولم يغفل المواطنون مطالبة شركات التأمين عدم التأخر لمعاينة الأضرار التي خلفتها الكارثة، على أمل تسريع صرف التعويضات لترميم المنازل بعد أن أصابها الخراب، وهي التي تتطلب الكثير من الجهد والمال لإعادتها إلى حالها.
وكانت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عبرت أمس، من برلين، عن تضامنها وحزنها لسقوط الضحايا الذين لم تتمكن فرق الإنقاذ من مساعدتهم، وقدمت تعازيها الحارة إلى أسرهم التي تتحمل آلام الفراق وسط الدمار الذي خلفته الفيضانات جنوب البلاد.وقالت "أتابع الوضع عن كثب، أبكي على الضحايا الذين قضوا في الفيضانات. وأقف مع الأسر التي تعاني"، مضيفة أن "هذه الحالة الطارئة تدل على أن لدينا روح التضامن في ألمانيا".
وبعد زيارة للمقاطعات التي تشهد فيضانات، تحدث وزير المالية في بافاريا، ماركوس سودر، عن "تسونامي أمطار"، ووزيرة البيئة يولريك شارف عن أحوال جوية "بمستويات لم نشهدها سابقاً" وعزتها إلى التقلبات المناخية.
وفي باريس، ارتفع منسوب المياه في السين إلى 5.37 أمتار، ويتوقع أن يبلغ "ذروته" اليوم إلى حوالى 5.90 أمتار، بحسب السلطات التي لا تستبعد "فيضانات في بعض النقاط".
ويبقى هذا المستوى بعيداً عن الفيضانات الكبرى التي وقعت في 1910، حيث بلغ منسوب المياه 8.62 أمتار. وفاضت ضفاف النهر في بعض المواقع، حيث لم يتمكن السائقون من عبورها بسياراتهم، وكذلك توقف خط قطارات إقليمي يمر على طول السين. والملاحة في النهر لا تزال محظورة.
وجرفت الفيضانات التي سببتها أمطار غزيرة، أمس الخميس، فارساً سقط في المياه في المنطقة الباريسية، وتمكن الحصان من العودة إلى الضفة، لكن عثر على جثة الرجل البالغ 74 من العمر في النهر بعد ساعتين.
وفي نيمور، إحدى المدن الأكثر تضرراً، والتي تقع على بعد 80 كلم جنوب باريس، تجاوز منسوب المياه مستويات تاريخية، لكنه بدأ يتراجع ببطء أمس الخميس، وفي هذه المدينة كما في لونجومو على بعد حوالى 20 كلم جنوب العاصمة كانت الزوارق تستخدم في وسط المدينة منذ الأربعاء، لنقل السكان المحرومين من الكهرباء والتدفئة وفقاً لمصوري وكالة فرانس برس.
وقال الرئيس فرنسوا هولاند إنّه "سيتم إعلان حال الكارثة الطبيعية" حيال الأضرار المادية الكبيرة التي سجلت في باريس.
وذكرت وزارة الداخلية مساء الخميس، أنه منذ بدء هطول الأمطار الغزيرة في نهاية الأسبوع الماضي، تم إجلاء 20 ألف شخص من قبل فرق الإغاثة في 16 ألف عملية نفذت على كافة أراضي فرنسا.
ولقي شخصان مصرعهما غرقاً نتيجة فيضانات حصلت في شرق رومانيا، وأجلي أكثر من 200 آخرين، حسب ما أعلنت وزارة الداخلية الجمعة. فقد لقي شخص في التاسعة والأربعين مصرعه في قرية ليفيزي بعدما جرفه ارتفاع منسوب المياه مع الجسر الصغير الذي كان يعبره، كما أوضح المتحدث باسم مفتشية جهاز الأوضاع الطارئة في دائرة باكاو.
وفي اليوم نفسه، جرف ارتفاع منسوب المياه في قرية روجينستي رجلاً في الثالثة والسبعين كان يتنقل على دراجة هوائية، وغرق لدى سقوطه في قناة مياه، كما أوضحت مفتشية دائرة فرانسيا.
وأعلنت وزارة الداخلية أن 89 قرية بالإجمال في سبع دوائر بشرق رومانيا تضررت من الأمطار الغزيرة. وتدخل أكثر من 4500 رجل إطفاء ودركي وشرطي ليل الخميس الجمعة للمساعدة. وتحسنت الأحوال الجوية في المنطقة الجمعة.