أطلقت مجموعة من الفتيات في منطقة باجدار التابعة لمديرية زنجبار بمحافظة أبين، جنوب اليمن، مبادرة "دار المعرفة" لتقديم دروس تقوية مجانية في بعض المواد لطلاب المدارس في المنطقة.
وقال محمد أبو بكر، وهو أحد داعمي المبادرة، إن "دار المعرفة" انطلقت في 2 يناير/كانون الثاني، وتهدف إلى رفع المستوى التعليمي لطلبة المدارس في المرحلتين الأساسية والثانوية في المواد الدراسية العلمية بمنطقة باجدار في محافظة أبين.
وأضاف أبو بكر لـ"العربي الجديد"، أن "المستوى التعليمي المتدني للطلبة دفعني إلى عرض المبادرة على بعض فتيات المنطقة، وبدورهن وافقن على الفور، وشرعن في تسجيل أسماء الطلاب الذين يريدون الالتحاق بدروس التقوية، وحالياً تعمل 10 معلمات ضمن المبادرة التي قوبلت باستحسان من الأهالي، وتم دعمها ببعض المستلزمات الدراسية، مثل السبورات والقرطاسية".
وقالت المشرفة على المبادرة زينب بلعيدي، لـ"العربي الجديد"، إن "مبادرة دار المعرفة سوف تستغل أوقات فراغ الفتيات اللواتي تخرجن من الجامعات في خدمة المجتمع. كثير من الطلبة في باجدار يجدون صعوبة بالغة في مراجعة بعض المواد الدراسية، وهم بحاجة للمساعدة والدعم".
ودعت بلعيدي الجهات المعنية في الدولة، والمنظمات المدنية والإنسانية، إلى تقديم الدعم والمساندة للمبادرة وتزويدها بالوسائل والإمكانيات اللازمة للنجاح حتى يستفيد الطلبة.
وتعاني العملية التعليمية في اليمن من تحديات كثيرة انعكست بشكل مباشر على مخرجات التعليم في البلاد، وقال المعلم إبراهيم الشيخ إن عدم حصول المعلمين على مرتباتهم منذ سنوات دفع كثيرين منهم إلى ممارسة أعمال أخرى وترك مهنة التعليم.
وأضاف الشيخ لـ"العربي الجديد": "الخدمات التعليمية تراجعت في أنحاء البلاد بشكل عام، ونخشى أن يتسبب استمرار حرمان المعلمين من حقوقهم في ترك المزيد منهم للعمل بالتدريس، وربما تنتج عن هذا زيادة كبيرة في نسب الأمية في اليمن".
وحسب منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، فإن مليوني طفل في اليمن خارج المدارس، بما في ذلك ما يقارب نصف مليون تسربوا من الدراسة منذ تصاعد النزاع في مارس/ آذار 2015، كما بات تعليم 3.7 ملايين طفل آخرين على المحك.