شكلت الحكومة العراقية لجانا خاصة للتحقيق في حوادث السير التي طاولت الزوار الإيرانيين المتوجهين إلى كربلاء مشياً على الأقدام لأداء مراسم زيارة الإمام الحسين، وذلك بعد طلبات تلقتها من مسؤولين في السفارة الإيرانية، بضرورة توفير الحماية والأمن للرعايا الإيرانيين في العراق، بحسب مصادر عراقية في بغداد.
وخلال الأيام القليلة الماضية تم تسجيل مصرع وإصابة نحو 85 إيرانياً بحوادث سير متفرقة بعدد من المحافظات. وأكد مسؤولون في مديرية المرور العامة أن الحوادث لم تكن متعمدة، وأن الزوار الإيرانيين خرقوا قواعد نظام السير والمرور في البلاد.
ووفقا لضابط في مديرية المرور العامة "تم تسجيل تسعة حوادث سير طاولت زوارا إيرانيين، في محافظات بغداد، والديوانية، والمثنى، وواسط، تسببت بمصرع وإصابة نحو 85 من الزوار"، مبينا لـ"العربي الجديد"، أن "المسح الميداني الذي قامت به دوريات المرور على مواقع الحوادث، أثبت في أغلبها أنها حوادث عرضية، وأن الزوار لم يلتزموا بنظم السير المعمول بها في العراق، ما تسبب بوقوع تلك الحوادث".
وأكد أنه "وفقا للقانون تم احتجاز سائقي المركبات التي تسببت بتلك الحوادث، وأن الاحتجاز هو إجراء معمول به وفق الأنظمة العراقية"، معتبرا أن "الحوادث ناجمة عن قضاء وقدر".
مسؤول في وزارة الداخلية العراقية ببغداد، أكد بدوره فتح تحقيق في تلك الحوادث، مبينا في حديث لـ"العربي الجديد"، بأن "التحقيقات المكانية عند وقوع الحوادث بيّنت كلها أنها عرضية والسبب ناجم عن السائقين أو الضحايا أنفسهم"، معتبرا أنه لا مجال لتحميل تلك الحوادث أي تفسيرات سياسية أو حتى أمنية كونها حوادث سير لا أكثر.
وعن سبب كون الضحايا كلهم من الإيرانيين أكد أنه بسبب عددهم الكبير الذي تجاوز الملايين حتى الآن، كما أنهم يعتمدون السير بشكل عشوائي على عكس الزوار الوافدين من الدول الأخرى إلى كربلاء.
وصرح نائب وزير الداخلية الإيراني، ورئيس لجنة "زيارة الأربعين"، حسين ذو الفقاري أول من أمس الأحد، بأنه "منذ بدء توافد الإيرانيين على العراق للمشاركة في مراسم زيارة الأربعين قبل نحو أسبوع، توفي 49 شخصًا، من بينهم 29 شخصًا بحوادث سير مختلفة في مناطق مختلفة من العراق". وأضاف أن "هناك 51 جريحًا من الإيرانيين يرقدون في مستشفيات داخل العراق، بسبب إصابتهم نتيجة حوادث السير"، مبينًا أن "الأوضاع في محافظتي النجف وكربلاء العراقيتين ليست طبيعية بسبب الازدحام"، بحسب تصريح لعدد من وسائل الإعلام.
وينتقد سائقو السيارات العراقية "انتهاك" الزوار الإيرانيين الذين يتوجهون نحو كربلاء، للشوارع العراقية وعدم التزامهم بالسير في الشوارع المخصصة لهم. وقال أبو غفران، وهو سائق باص يعمل في بغداد، إن "موسم الزيارة لهذا العام مختلف تماما عن المواسم السابقة، حيث إن آلاف الزوار الإيرانيين دخلوا عن طريق محافظة ديالى، فيما قليل منهم يلتزمون بالشوارع المخصصة لهم، بل تجاوزوها إلى الشوارع الأخرى حتى زاحموا السيارات".
وأكد أن "هناك عشوائية من قبل هؤلاء الزوار في السير، وكأنهم يتعمدون مزاحمة السيارات، والعبور من الأماكن غير المخصصة للعبور، وكأنهم يريدون أن تقع الحوادث"، مبينا أن "الأجهزة الأمنية وعناصر الشرطة والمرور المنتشرين على طول طرق الزيارة، يحاولون منعهم من مخالفة قواعد السير، لكنهم لا يلتزمون، ولا يخضعون لتلك التوجيهات".