أطلق المدير الإقليمي لمنظمة الأمم المُتحدة للطفولة "يونيسف"، خيرت كابالاري، نداء من العاصمة اللبنانية بيروت، لتأمين موازنة منظمته للعام 2018، والبالغة 1.3 مليار دولار أميركي، واصفا الحرب في سورية بأنها "حرب ضد الطفولة".
وقال كابالاري، خلال مؤتمر صحافي الإثنين، بعنوان "سبع سنوات من الحرب في سورية: الاطفال ذوو الإعاقات- مستقبل أكثر تمكينا"، إن "3.3 ملايين طفل سوري مُعرّضون يومياً لخطر انفجار الألغام والذخائر غير المُنفجرة، وسجلنا إصابة 360 طفلاً نتيجة الأعمال الحربية، خلال العام الماضي فقط، ونعتقد أن العدد الفعلي أكبر من ذلك بكثير".
وتساءل عن مدى صعوبة مناشدته لأطراف القتال بـ"وقف الاستهداف المُباشر للأطفال، ووقف قصف المنشآت التربوية والصحية، بانتظار التوصّل إلى وقف شامل لإطلاق النار".
ونقل المسؤول الأممي مشاهداته لمصير الأطفال ذوي الإعاقة داخل سورية وخارجها، مشيراً إلى أن "الاهتمام ينصبّ حالياً على تأمين المساعدة الطبية والاجتماعية المُباشرة للمُصابين وأسرهم، بهدف تأمين حد أدنى من الحياة الطبيعية لهم بعد الإصابة، لكن لم يتسن لنا الوقت الكافي للتفكير في الآثار النفسية والمعنوية المُدمرة للإعاقة على الأطفال داخل سورية وخارجها".
وأكد كابالاري أن "العديد من الإصابات قابلة للتحسن، وحتى العلاج، إذا ما تم توفير الخدمات الطبية المُلائمة، وهو الأمر المُتعذّر في الداخل السوري".
وحضر المؤتمر، الشاب السوري باسل المقداد، والذي أصيب بقنبلة قبل 4 سنوات، أدت إلى إصابته بشلل في قدميه، وإصابة رفيق له ومقتل ثالث أثناء قيامهم بنُزهة.
واعتبر كابالاري أن باسل الذي تعلّم عزف الكمان وتجاوز الأثر النفسي لإصابته "يُشكّل نموذجاً لأحلام الأطفال السوريين التي عجزت الحرب عن سلبهم إياها".
وبعد أن قدّم وصلة موسيقية قصيرة، تحدّث باسل عن الصعوبات النفسية التي واجهته بعد الإصابة، قبل أن يتحوّل العزف على الكمان من هواية إلى وسيلة لتجاوز العُزلة التي فرضها على نفسه، تجنباً لنظرة الشفقة من الناس في الشارع بعيد إصابته.
وتخلل المؤتمر توزيع كُتيّب يتضمن أبرز إحصاءات "يونيسف" عن الإعاقة. وتشير الأرقام إلى إصابة 1.5 مليون شخص بإعاقات (المعدّل الشهري 30 ألف إصابة)، منهم 86 ألف شخص تعرّضوا لبتر في أحد أطرافهم أو أكثر. ويُشكّل الأطفال 40 في المائة من المُصابين بالذخائر غير المُنفجرة والألغام.
وتُضاعِف ظروف اللجوء والإقامة في مناطق غير آمنة في سورية، من الصعوبات اللاحقة للإصابة، والتي تشمل "عدم الحصول على المساعدة اليومية الكافية، وتعذّر تلقي التعليم أو المساعدة الصحية المُلائمة".
ووفق إحصاءات "يونيسف"، فقد تم تجنيد 961 طفلا من قبل مُختلف أطراف النزاع للقتال عام 2017، ويُسجل حاليا احتجاز 244 طفلاً.