بدأت قصّة مها الأردنيّة مع البالة الألمانيّة، مذ كانت طفلة في عمّان. في ذلك الزمن، كانت البالات تستهوي والدتها، فتقصدها وتبحث فيها عن ثياب لأطفالها. ولأن ثياب مها كانت دوماً مميّزة في ذلك الزمن، عندما لم يكن المرء يجد في الأردن ماركات شهيرة ولا مراكز تجاريّة كبيرة، كان كثرٌ يسألونها: "من أي لك هذا؟". وهي تجيب: "أرسلها لي خالي من ألمانيا".
وشاءت الأقدار أن تأتي مها إلى ألمانيا وتستقرّ فيها. وعلى الرغم من توافر الماركات المختلفة والجديدة فيها وعلى الرغم من انتشار مراكز التسوّق، إلا أن مها التي "ورثت" عن والدتها هواية البحث في الثياب المستعملة تجد اليوم في البالات تعبيراً عن "حنين" إلى طفولتها في الأردن.
أسبوعياً ولمرّتَين، تقصد بالة مدينتها. لكنها لا تكتفي فقط بالبحث فيها. هي تملك اليوم تشكيلة واسعة من الثياب الجميلة التي جمعتها من جميع بالات ألمانيا. وتتذكّر تفاصيل كل قطعة موضّبة في خزانتها.. من تاريخ شرائها إلى كيفيّة مناقشة البائع حتى يخفّض لها سعرها.
في ألمانيا، تلبّي البالات حاجة الفقراء ومحدودي الدخل والأغنياء على السواء، من ألمان وروس وعرب. وهي أكثر من مكان للبحث عن الملابس بحسب ما تلفت هلا وهي من أصول سوريّة، أدمنت التسوّق من البالة. فهي ومنذ عشرين عاماً، تتابع تطوّر البالة في برلين. وتخبر هلا المهووسة بالثياب المستعملة أن "البالات التي كنت أرتادها في الماضي هي بالة الكيلو. فصاحب البالة كان يبيع الأحذية والملابس بالكيلوغرام. وكل كيلوغرام واحد كان يباع مقابل 20 ماركاً ألمانياً". تضيف: "لكن الوضع اليوم تغيّر. لم يعد كما كان. ثمّة ثياب تُباع بالكيلوغرام، وثمن الواحد نحو 25 يورو. كذلك، نجد ثياباً تباع بالقطعة. حتى الباعة في المحلّ تغيّروا. معظمهم اليوم من الشباب المواكبين للموضة والذين يحاولون تقديم نصائح للشاري بما يناسب جسمه ولون بشرته وأسلوبه الخاص. حتى أنهم في بعض الأحيان، يبتكرون للمستهلك المحتار في أمره أسلوباً جديداً لم يكن ليخطر على باله".
وتشير إلى أن البالة تطوّرت كثيراً، إذ أصبح باستطاعة المرء التسوّق عبر مواقع إلكترونيّة خاصة بالثياب المستعملة. ويمكن للمستهلك تسجيل اسمه في الموقع ومن ثمّ طلب ما يريد والدفع بالبطاقة الإلكترونيّة، لتصله البضاعة عبر البريد.
الألمان الأصليّون أيضاً، يهتمون بالبالة. سيغي زوركا الأربعينيّة، من هؤلاء. هي تتقاضى أجراً مرتفعاً لقاء عملها مهندسة، لكنها وعلى الرغم من ذلك تعتبر بالة برلين "أفضل مراكز التسوّق". وتقسّم زبائن البالة في برلين إلى ثلاث فئات. الأولى، هم الذين يرغبون في التجوّل أيام العطل بين البسطات، والذين تشكّل لهم المفاصلة على السعر وتقليب ما يحلو لهم من بضائع بكل حريّة وخلع أحذيتهم في الطريق لتجريب غيره، متعة خاصة لا يجدونها في المراكز التجاريّة الكبرى. وتشدّد: "أنا من هؤلاء. فهذه البسطات الممتدّة على طول الشوارع وعرضها تشكّل نداءً خاصاً للتسوّق بكل حريّة.
والفئة الثانية، هم هؤلاء الذين يرغبون في الحفاظ على البيئة ويسعون إلى استخدام ما سبق واستُعمل من ورق وألبسة وغيرها. هؤلاء يجدون في البالة ترجمة حيّة لمبادئهم.
أما الفئة الثالثة، فهم هؤلاء الذين يهتمّون بشراء الماركات في حين أنهم غير قادرين على دفع مبالغ كبيرة لقاء حذاء أو حقيبة أو سترة. فيجدون في البالة ضالتهم، إذ تتوفّر فيها عروض كثيرة. وهؤلاء في الغالب يتحفّظون على ذكر اسم المكان الذي اشتروا منه أغراضهم حفاظاً على "الهيبة".
إلى هؤلاء، ثمّة فئة من الباحثين عن التميّز. هؤلاء قد يقضون ساعات طويلة وهم يتنقلون من محل إلى آخر بحثاً عن قبعة أو حزام ما، إذ لا يجدون ما يريدون في المحلات العاديّة حيث النساء والرجال يظهرون بنسخ مكرّرة.
في الفترة الأخيرة، لوحظ تغيّر في مصادر البالة في ألمانيا، إذ أصبح الكثير منها يُستورد من روسيا. وتلفت هنا ناتاشا التي تعمل في إحدى تلك البالات، إلى أن "الروس وجدوا هذه التجارة مربحة. فنحن نستورد سترات وقبعات الفرو التي لا يتوفّر ما يضاهي جودتها في ألمانيا، ونبيعها بأسعار مقبولة". وناتاشا وعائلتها من الجالية الروسيّة في ألمانيا التي تعمل في استيراد الثياب المستعملة، ملبّية حاجة المجتمع الألماني، بخاصة من خلال تأمين ما هو مناسب لفصل الشتاء.
وشاءت الأقدار أن تأتي مها إلى ألمانيا وتستقرّ فيها. وعلى الرغم من توافر الماركات المختلفة والجديدة فيها وعلى الرغم من انتشار مراكز التسوّق، إلا أن مها التي "ورثت" عن والدتها هواية البحث في الثياب المستعملة تجد اليوم في البالات تعبيراً عن "حنين" إلى طفولتها في الأردن.
أسبوعياً ولمرّتَين، تقصد بالة مدينتها. لكنها لا تكتفي فقط بالبحث فيها. هي تملك اليوم تشكيلة واسعة من الثياب الجميلة التي جمعتها من جميع بالات ألمانيا. وتتذكّر تفاصيل كل قطعة موضّبة في خزانتها.. من تاريخ شرائها إلى كيفيّة مناقشة البائع حتى يخفّض لها سعرها.
في ألمانيا، تلبّي البالات حاجة الفقراء ومحدودي الدخل والأغنياء على السواء، من ألمان وروس وعرب. وهي أكثر من مكان للبحث عن الملابس بحسب ما تلفت هلا وهي من أصول سوريّة، أدمنت التسوّق من البالة. فهي ومنذ عشرين عاماً، تتابع تطوّر البالة في برلين. وتخبر هلا المهووسة بالثياب المستعملة أن "البالات التي كنت أرتادها في الماضي هي بالة الكيلو. فصاحب البالة كان يبيع الأحذية والملابس بالكيلوغرام. وكل كيلوغرام واحد كان يباع مقابل 20 ماركاً ألمانياً". تضيف: "لكن الوضع اليوم تغيّر. لم يعد كما كان. ثمّة ثياب تُباع بالكيلوغرام، وثمن الواحد نحو 25 يورو. كذلك، نجد ثياباً تباع بالقطعة. حتى الباعة في المحلّ تغيّروا. معظمهم اليوم من الشباب المواكبين للموضة والذين يحاولون تقديم نصائح للشاري بما يناسب جسمه ولون بشرته وأسلوبه الخاص. حتى أنهم في بعض الأحيان، يبتكرون للمستهلك المحتار في أمره أسلوباً جديداً لم يكن ليخطر على باله".
وتشير إلى أن البالة تطوّرت كثيراً، إذ أصبح باستطاعة المرء التسوّق عبر مواقع إلكترونيّة خاصة بالثياب المستعملة. ويمكن للمستهلك تسجيل اسمه في الموقع ومن ثمّ طلب ما يريد والدفع بالبطاقة الإلكترونيّة، لتصله البضاعة عبر البريد.
الألمان الأصليّون أيضاً، يهتمون بالبالة. سيغي زوركا الأربعينيّة، من هؤلاء. هي تتقاضى أجراً مرتفعاً لقاء عملها مهندسة، لكنها وعلى الرغم من ذلك تعتبر بالة برلين "أفضل مراكز التسوّق". وتقسّم زبائن البالة في برلين إلى ثلاث فئات. الأولى، هم الذين يرغبون في التجوّل أيام العطل بين البسطات، والذين تشكّل لهم المفاصلة على السعر وتقليب ما يحلو لهم من بضائع بكل حريّة وخلع أحذيتهم في الطريق لتجريب غيره، متعة خاصة لا يجدونها في المراكز التجاريّة الكبرى. وتشدّد: "أنا من هؤلاء. فهذه البسطات الممتدّة على طول الشوارع وعرضها تشكّل نداءً خاصاً للتسوّق بكل حريّة.
والفئة الثانية، هم هؤلاء الذين يرغبون في الحفاظ على البيئة ويسعون إلى استخدام ما سبق واستُعمل من ورق وألبسة وغيرها. هؤلاء يجدون في البالة ترجمة حيّة لمبادئهم.
أما الفئة الثالثة، فهم هؤلاء الذين يهتمّون بشراء الماركات في حين أنهم غير قادرين على دفع مبالغ كبيرة لقاء حذاء أو حقيبة أو سترة. فيجدون في البالة ضالتهم، إذ تتوفّر فيها عروض كثيرة. وهؤلاء في الغالب يتحفّظون على ذكر اسم المكان الذي اشتروا منه أغراضهم حفاظاً على "الهيبة".
إلى هؤلاء، ثمّة فئة من الباحثين عن التميّز. هؤلاء قد يقضون ساعات طويلة وهم يتنقلون من محل إلى آخر بحثاً عن قبعة أو حزام ما، إذ لا يجدون ما يريدون في المحلات العاديّة حيث النساء والرجال يظهرون بنسخ مكرّرة.
في الفترة الأخيرة، لوحظ تغيّر في مصادر البالة في ألمانيا، إذ أصبح الكثير منها يُستورد من روسيا. وتلفت هنا ناتاشا التي تعمل في إحدى تلك البالات، إلى أن "الروس وجدوا هذه التجارة مربحة. فنحن نستورد سترات وقبعات الفرو التي لا يتوفّر ما يضاهي جودتها في ألمانيا، ونبيعها بأسعار مقبولة". وناتاشا وعائلتها من الجالية الروسيّة في ألمانيا التي تعمل في استيراد الثياب المستعملة، ملبّية حاجة المجتمع الألماني، بخاصة من خلال تأمين ما هو مناسب لفصل الشتاء.