وكان كل من: ياسر فتحي زنون، حسين خميس الزبدة، عبد الله سعيد أبو الجبين، وعبد الدايم أبو لبدة، في طريقهم إلى مطار القاهرة الدولي عبر حافلة ترحيل تابعة للسلطات المصرية وتحت حراسة قوات الأمن المصرية، ضمن مجموعة من الفلسطينيين، بعد أن سُمح لهم بعبور معبر رفح إلى مصر، بتاريخ 19 أغسطس/آب الماضي، بعد حصولهم على الموافقات الأمنية المطلوبة، وأثناء امتطائهم الحافلة على الطريق الدولي باتجاه العريش تعرضوا للاختطاف من قبل مسلحين بعد قراءة أسمائهم من كشف بحوزة أولئك المسلحين.
ورغم المطالبات العديدة من جانب أسر المختطفين للسلطات المصرية بإجلاء مصير أبنائهم، أنكرت القاهرة أي صلة لها بالواقعة بشكل تام، وأكدت أن عملية الاختطاف قد تمت على يد مجهولين من دون أن تتوفر لديها أي معلومات حولهم.
وفي 22 أغسطس/آب الجاري، أعلنت أسرتا اثنين من بين المختطفين الأربعة، وهما ياسر فتحي زنون وعبد الدايم عبد الباسط أبو لبدة، عن تلقيهما صورة ـ رفضوا الإفصاح عن مصدرها ـ تُظهر تواجد الشابين داخل أحد المقرات الأمنية في القاهرة.
وظهر في الصورة ياسر زنون مستلقيا على الأرض، وعبد الدايم أبو لبدة جالسا القرفصاء، وحولهما مجموعة من المحتجزين تعدادهم حوالي 9 في الصورة، وجميعهم شبه عراة.
وأكدت المنظمة، أنه من واقع شهادات مئات المعتقلين داخل مقار الاحتجاز المصرية وتوثيق هذا الواقع، فإن هذه الصور التقطت في فصل الصيف، حيث يقوم المعتقلون غالبا بخلع أغلب ملابسهم، نظرا لارتفاع درجات الحرارة في الصيف، في ظل سوء التهوية والتكدس الكثيف داخل تلك المقرات.
وأضافت "بحسب إفادة عدد من المعتقلين السابقين، فإن تلك الصورة يشتبه أنها التقطت في مبنى الأمن الوطني في لاظوغلي، وسط القاهرة، في الطابق الأرضي، والمعروف بـ (الحجوزات)، حيث يتكون المقر من أربعة طوابق، ولا يسمح للمعتقلين برؤية بعضهم البعض إلا في هذا الطابق.
وقالت المنظمة -التي تتخذ من لندن مقرا لها- إن "واقعة اختطاف الفلسطينيين الأربعة تمت بمعرفة الأمن المصري، حيث كانت الحافلة تحت الحراسة الأمنية طوال الطريق، بحسب شهود عيان. وحين توقفت الحافلة وتم اقتحامها بواسطة المسلحين لم يحدث أي اشتباك مع قوات الأمن المسؤولة عن مرافقة الحافلة، كما تم انتقاء المختطفين الأربعة بعد تلاوة أسمائهم، ثم أكملت الحافلة طريقها بشكل طبيعي، مما يؤكد أن عملية الاحتجاز تمت على يد أجهزة الأمن المصرية، وتأتي الصورة المسربة لتؤكد ذلك".
وأوضحت، في بيانها الصادر اليوم، أنه لا ينفي تلك الحقيقة إنكار السلطات المصرية صلتها بالواقعة، فالسلطات طالما أنكرت وجود مختفين قسريا أو أية حالات تعرضت للتعذيب داخل مقرات الاحتجاز المصرية، وهو ما تكذبه آلاف الشهادات والوقائع الثابتة والمحاضر الرسمية المحررة من قبل الضحايا ضد أجهزة الأمن دون أن تفتح السلطات فيها تحقيقا واحدا حتى الآن.
ولفتت المنظمة إلى أن "الاختفاء القسري وباء متفشٍّ في الدولة المصرية، وتنتشر فيها العديد من مقرات الاحتجاز السرية، أشهرها معسكر الجلاء في الإسماعيلية والمعروف بالعازولي، والكتيبة 101 في العريش، ومبنى الأمن الوطني في لاظوغلي، وغيرها من مقرات الأمن الوطني المنتشرة في كافة المحافظات المصرية، بالإضافة إلى معسكرات الأمن المركزي، والتي تستخدمها السلطات المصرية في عمليات التعذيب وتعريض المعتقلين للاختفاء القسري لأشهر طويلة أو لسنوات".
كما أكدت المنظمة أن جريمة اختطاف الفلسطينيين الأربعة تأتي في سياق جرائم ترتكبها السلطات المصرية ضد سكان قطاع غزة، منها إغلاق معبر رفح، وهي القضية المنظورة أمام المحكمة الجنائية الدولية، باعتبارها جريمة ضد الإنسانية.
ودعت "العربية" الاتحاد الأوروبي والأمين العام للأمم المتحدة، التدخل لإجلاء مصير الفلسطينيين الأربعة وإطلاق سراحهم بشكل عاجل.
وبثت إحدى القنوات التلفزيونية، مساء أمس الإثنين، صور الفلسطينيين التي سرّبها أهالي المختطفين الأربعة.
فيما أفادت مصادر لـ"العربي الجديد" بأنّ "الصورة وصلت إلى غزة قبل أربعة أشهر، وأنّ السلطات المصرية كانت تنفي وجود المختطفين الأربعة لديها، لكن عقب استلامها الصورة قدمت سلسلة من المطالب لحركة حماس، رفضت الأخيرة تلبيتها، فتعثرت المباحثات بشأن المختطفين".
وكان الناطق باسم كتاب القسام، الذراع العسكرية لـ"حماس"، أبو عبيدة، قد أكد هذا الأسبوع أنّ "ملف المجاهدين الأربعة المختطفين في مصر حاضر في كل وقت، وتبذل القيادة جهدها في أكثر من اتجاه لإعادة أبنائها المختطفين".