أكثر فأكثر، تتدهور الأوضاع الإنسانية في دير الزور، شرقي سورية، في ظلّ الحصار الذي يفرضه تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) وكذلك سيطرة النظام السوري على عدد من أحياء المدينة. والتنظيم المصنّف عالمياً كتنظيم إرهابي، يسيطر على جزء كبير من المدينة بالإضافة الى الريف، حيث يعاني الأهالي من أزمات متتالية من جرّاء شحّ المواد الغذائية والطبية وغياب شبه كامل للخدمات.
في كلّ فترة، تظهر أزمة جديدة في المدينة. في هذا السياق، يقول عامر هويدي وهو ناشط في دير الزور إنّ "أهالي أحياء الجورة والقصور والموظفين وهرابش الخاضعة لسيطرة النظام في المدينة، يعانون اليوم من أزمة عدم توفّر الخبز، الذي يُعدّ المادة الغذائية الرئيسية بالنسبة إلى العائلة السورية. وذلك من جرّاء إغلاق القوات النظامية كل الأفران منذ نحو أسبوع، في حين توزّع ربطة خبز واحدة في اليوم تحتوي على سبعة أرغفة فقط للعائلة الواحدة، شريطة أن تكون حاصلة على بطاقة الهلال (الأحمر العربي السوري). وتوزّع ربطات الخبز هذه مجاناً في أربعة مراكز للهلال الأحمر بالجورة وستة مراكز أخرى في القصور". يضيف لـ "العربي الجديد" أنّ "مصادر أهلية أفادت بأنّ النظام استلم مساعدات مالية مخصصة للأهالي داخل الأحياء المحاصرة، إلا أنّه لم يوزّعها عليهم. وبدلاً من ذلك، راح يوزّع الخبز مجاناً، من حساب تلك المساعدات. يُذكر أنّ النظام والهلال الأحمر العربي السوري كانا قد تعاقدا مع ثلاثة أفران، في وقت لا تبيع هذه الأفران الخبز للأهالي، ما تسبّب في نقص كبير بالخبز. وترافق ذلك مع وقف النظام عمل الأفران الأخرى التي كانت تعمل هنا".
ويلفت هويدي إلى أنّ "فتاة كانت قد توفّت في حيّ الجورة المحاصر من جرّاء نقص الغذاء وفقدان الدواء، في حين تنتشر الأوبئة من جرّاء شرب المياه الملوّثة وانعدام الرعاية الصحية والطبية ونقص الخبرات اللازمة في ظل نزوج الأطباء بمعظمهم عن الأحياء الخاضعة لسيطرة النظام".
إلى ذلك، فإنّ دير الزور بأغلب مساحتها تخضع لسيطرة تنظيم "داعش" منذ عام 2014. ويعبّر ناشطون عن مخاوفهم من أن تتحوّل إلى مجمّع لمقاتلي "داعش"، في وقت يُترك المدنيون لمصيرهم المجهول في ظل سيطرة هذا التنظيم عليها. تجدر الإشارة إلى أنّ عدد سكّان المحافظة يُقدّر بمليون ونصف مليون مواطن، وهؤلاء يعانون من غياب مقوّمات الحياة الكريمة، من تعليم وصحة. أمّا الموت فيقع بأبشع الطرق في ظلّ عقلية التنظيم الإرهابية.