وكشف فيليب "غرق" نظامٍ "يشتغل بشكل سيئ، انتقائي وعنيف ولا مساواتي"، وهو ما استوجب تخصيص الحكومة لمليار يورو، على مدة خمس سنوات من أجل مصاحبة خطة الطالب لإصلاح نماذج ولوج الجامعة.
ومن أهم هذه الإجراءات، التخلي نهائياً عن نظام القرعة، وإرساء قاعدة جديدة، يقول عنها رئيس الحكومة إنها "أكثر بساطة وأكثر استقبالاً وحفاوة".
وقد رفض إدوار فيليب إظهار نفسه بمظهر من يرضخ للتهديدات، فقال: "لم أكن أبداً خائفاً من كلمة انتقاء. ولكن ما بين الانتقاء العنيف والقرعة، توجد مجموعة من الحلول أكثر نعومة وإنسانية وذكاء".
كما أعلن رئيس الحكومة عن إلحاق الطلاب الذين يتعلقون بنظام تأمين اجتماعي خاص بالنظام العام للضمان الاجتماعي ابتداء من دخول 2018. وكذا عن بناء 60 ألف سكن للطلاب و20 ألفاً للشباب النشيطين، أي الذين ولجوا سوق العمل.
هل هو انتقاء مقنّع؟
وإذا كان الطلاب ليسوا في موقف القوة لفرض تراتبية في اختياراتهم أثناء التسجيل، إلا أن الكليات أصبحت مرغمة على الردّ على الطلاب قبل نهاية شهر مايو/أيار.
وبمقتضى هذا الإعلان الحكومي، فإن مُدرّسي السنة الأخيرة من المرحلة الثانوية مدعوون للإعلان عن آرائهم. وبالتالي فإنه سيتم تحويل تعليقات هؤلاء حول توجه الطلاب وملفاتهم والنقاط التي حصلوا عليها إلى الجامعة. وهكذا ستتم دراسة النقاط التي حصل عليها الطالب من قبل، وهو ما سيسمح أيضاً لمؤسسات التعليم العالي بتقديم ملاحظاتها حول الترشح. وهو ما ترى فيه نقابات تلاميذ الثانوي اختياراً مقنّعاً، يرفض أن يعلن عن اسمه بشكل مكشوف.
وينم حسب أحد زعماء نقابة تلاميذية، فالونتين هيتزلر، عن رغبة الحكومة في إنجاز اقتصاد الميزانية دون أخذ إرادة التلاميذ بالاعتبار.
وعلى الرغم من أن أي تلميذ يمكنه أن يتسجل في الجامعة، حتى إذا رفض قبوله في شعبة غير خاضعة للانتقاء، إلا أنه يطلب منه بشكل إلزامي، الحصول على كفاءة، إما عن طريق تدريب أو متابعة دروس على الإنترنيت، وهو ما يعني أنه "يتوجب على الطالب أن يتبع مساراً متكيّفاً، حتى يحقق تطلعاته، في ارتباط بمشروعه ومحفزاته وأيضاً بنقائصه".
وقد فسرت وزيرة التعليم العالي، فريديريك فيدال، من جانبها، الإصلاحات الحكومية بكونها تكشف عن "الوضوح والشفافية للطالب"، وبالتالي "تمنح لطالب البكالوريا الاقتراح الأكثر قرباً من أمنياته". وستكون "هذه الأمنيات أقل عدداً ولكنها مُجمَّعة في حقول تخصصات واسعة".
وقد يُخضَع الطالب لامتحان الكفاءة إذا كان الأمر ضرورياً، ولكنه يحتفظ بالكلمة الأخيرة لاختيار توجهاته.
من جهته، أعلن وزير التربية الوطنية، جان- ميشيل بلانكي، عن إرادته في "تعامل إنساني أكثر"، وهكذا فإن تلاميذ السنة الأخيرة من الثانوية، أي البكالوريا، سيخضعون، من الآن فصاعداً، لتوجيه ومتابعة أستاذَيْن رئيسيَين، بدل أستاذ واحد، كما كان في السابق.
غير أن الحكومة لم تتلفظ بكلمة "الانتقاء في ولوج الجامعات"، فهل سحبت فتيل حراك تلاميذي وطلابي، حكومة ماكرون في غنى عنه؟!